قبل عشر سنوات من الآن، لم يكن العالم قد وصل إلى مرحلة انتشار "النفاق الاجتماعى" التى نعيشها الآن، بل لم يسبق ارتداء أقنعة الكذب بالشكل الفج الذى تميز به "الفضاء الافتراضى"، حتى تحولت صفحات ما سمى زورًا "التواصل الاجتماعى" إلى حياة أخرى موازية، أزعم أنها باتت تهدد بنى "البشر" وكادت حياتنا التقليدية "تتوارى عن الحجاب".
مشاهد عبقرية جسدتها السينما المصرية، ولخصتها عن "الحياة الافتراضية"، التى يريدها شباب كثيرون وتتلخص فى الحصول على الثراء السريع والانتقام أيضًا من خلال أداة تمكنهم من تحقيق أحلامهم الوردية دون تعب أو عناء، مثل "فيلم " طاقية الإخفاء" و"الفانوس السحرى"، والقائمة طويلة، ورغم ظهور "العالم الأزرق" بعد ثمانون عامًا من إنتاج تلك الأعمال إلا إنها تمكنت من دمج الواقع الذى يعشيه الإنسان والافتراض الذى يتمنى تحقيقه.
مواقع "الهدم الاجتماعى" تحولت إلى أداة خطيرة هدفها خلق واقع جديد، هو السيطرة على أدمغة وقلوب البشر، التشكيك فى كل الثوابت "الدين - الوطن" ليتمكن من السيطرة تماما على مرتاديه، وتوجيههم فيما يشاء وكيفما يشاء وقتما يشاء.
ولإظهار خطورة ما سمى بمواقع التواصل الاجتماعى، خاضت شبكة "dmc"، تجربة جديدة، استطاعت من خلالها عبر تقرير "متلفز" الغوص فى أفكار شباب "الفيس بوك – تويتر"، وسألت شريحة من مختلف الأعمار عن: "كان هيحصل إيه لو مواقع التواصل الاجتماعى موجودة فى حرب أكتوبر 1973؟"، رغم خطورة السؤال وأهميته، لكن إجابات الشباب شكلت صدمة عن مدى تأثير تلك المواقع على غسل الأدمغة والانشغال بتوافه الأمور والتوارى عن المعارك الرئيسية والمفصلية فى حياة الشعوب، والسطور التالية تسرد ردود الشباب وردة فعلهم على السؤال.
مكنش ها يبقى فيه حرب أصلا. فكرة إننا عبرنا بمية طب ما نشرب عصير كده.
هنتريق هو فيه حد يصطاد 18 دبابة لأن مفيش حد يقدر يعمل كده.
ساعة النصر فوتو شوب.
كان ممكن ناس تكتب ساعة الحرب لما أنتوا مش قد الحرب بتحاربوا ليه؟.
انتشرت الشائعات وفشلت خطط كثيرة. كنا هنتريق على حاجات كتيرة جدا وكنا هنقول بطيخ وخط برليف إيه؟.
إحنا كنا هنصدق أصلا إن فيه حرب؟؟
كانت هتبتدى "الطنطات" و"الأونكلات" تقول يا أختى دا عمر ابن خالتك فى الحرب وأسماء كانت بتطبخله والولد يا حبة عينى راح على طول على الحرب.
تلاقى فيه ناس كتير بتهرى على فيس وناس تانية كتيرة بتصدق اللى بيتقال.
لو مثلا قتلنا 50 إسرائيلى يقولك لأ محصلش.
كانوا هايقولوا كده علشان يقللوا من شجاعة الجندى المصرى ما هو الإحباط بيجى من كل مكان.
الخط إللى انتوا افتكرتوه منيع احنا بالميه خليناه يضيع. احنا فى الحرب ناو.
الناس ممكن تنزل هاشتاج "خلصانة بدانة" أو أحلى انتصار ده ولا إيه - الله أكبر أو كلناهم على عنيهم - ضربت الودع بعد الحرب ملقتش جنرال جدع - أجمد جيش دا ولا إيه أو أحلى حرب ولا إيه".
كان ممكن يسيبوا كل حاجة ويسأله دا يوم إجازة ولا لأ.
ياخد سيلفى ويكتب كنت بحارب لوحدى.
اللى رافع العلم ياخدوا معاه سيلفى.ناس تكتب مدفعجى صاحبى والرجولة مش هز أكتاف ومين بيحدف قنبلة ناو.
ممكن البنات تكراش على أول جندى يحط العلم بتاعنا. الجيش المصرى خد الجيش الإسرائيلى ورا مصنع الكراسى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة