يبدو أن ألمانيا فى طريقها إلى تغييرات جديدة فى تركيبتها السياسية فى ظل حالة الغموض المحيطة بالحالة الصحية للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، خاصة بعد إعلانها اعتزال العمل العام بعد نهاية ولايتها فى عام 2021، وسط أزمات تطل برأسها فى برلين وبمقدمتها توقعات تعرض الاقتصاد لفترة طويلة من الركود.
شتيفان ياجس
حالة القلق فى دوائر برلين السياسية، تزايدت بعدما فاز شتيفان ياجس المنتمى للحزب القومى الديمقراطى (النازيين الجدد) المنتمى لليمين المتطرف برئاسة بلدة فالديسدلونج بالإجماع، بعدما غاب عن منافسته أى مرشح وهو ما يفتح الباب لعودة ما يعرف بـ"النازيين الجدد" فى ألمانيا، وأولئك الذين يؤمنون بأفكار أدولف هتلر التى يراها غالبية الألمان فى الوقت الحالى تتعارض مع قيم وأسس الديمقراطية الألمانية.
وفاز ياجس فى الانتخابات الإدارية بالاجماع، ليكون رئيس مجلس القرية لأنه كان الشخص الوحيد المهتم بشغل المنصب مما أدى لاعتراضات من سياسيين طالبوا بإلغاء التصويت.
واختار سبعة هم أعضاء مجلس قرية فالدسيدلونج الصغيرة قرب فرانكفورت فى ولاية هيسه غرب البلاد شتيفان ياجس ليصبح رئيسا للمجلس. ومن بين الأعضاء الذين اختاروه من ينتمون لحزب الاتحاد الديمقراطى المسيحى الذى تنتمى له المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وممثل تركى الأصل من الحزب الديمقراطى الاشتراكى المنتمى ليسار الوسط وأعضاء من حزب الديمقراطيين الأحرار الليبرالي.
وأدانت الأحزاب الثلاثة التى ترفض العمل مع الحزب القومى الديمقراطى اختيار ياجس، وقالت المحكمة الدستورية قبل عامين إن الحزب الصغير يشبه حزب أدولف هتلر النازى لكنها لم تحظره لأنه كان أضعف من أن يؤثر على الديمقراطية فى البلاد.
وقال رالف ستيجنر، نائب زعيم الحزب الديمقراطي الاجتماعي، على موقع تويتر: "أمر لا يُحتمل وغير مقبول بتاتاً.. هذا لا يتناسب بأي حال مع القيم الأساسية للحزب الديمقراطي الاجتماعي ويضر بسمعة الديمقراطية الاجتماعية".
وأعرب كل من سفين مولر وينتر ولوسيا بوتريتش، وهما اثنان من قادة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في هيسن، عن صدمتهما وعدم استيعابهما على الإطلاق لانتخابه في بيان مشترك، وأضافا أنه يجب تصحيح هذا "القرار الخاطئ".
فيما قالت ليزا جنَدل، رئيسة الحزب الديمقراطي الاجتماعي في المقاطعة، إنها في حالة "ذهول تام" إزاء هذا التطور في الأحداث.
وزعم ياجس أنه "سيقوم على خدمة مصالح البلدة وسيواصل العمل بشكل بنّاء ومع كل الأحزاب" في بيان نُشر على صفحته الرسمية على فيس بوك.
وتظهر صورة له على صفحته الشخصية على فيس بوك، وهو يحمل لافتة كتب عليها "يقولون هجرة وهم يقصدون إبادة جماعية"، في إشارة واضحة إلى نظرية مؤامرة "الإبادة الجماعية للجنس الأبيض" المزعومة، التي يعتبرها كثيرون معادية للسامية والتي تحظى بشعبية في أوساط النازيين الجدد.
ولطالما كان الحزب الوطني الديمقراطي الألماني مرتبطاً بجماعات النازيين الجدد.
وسبق أن احتل ياجس اهتمامات وسائل الإعلام الألمانية عام 2016، حين تعرض لحادث سيارة خطير وأنقذه لاجئون سوريون كانوا يستقلون حافلة بالقرب منه.
في ذلك الوقت، قالت تقارير إنه كتب عبارات عنصرية على صفحته على فيس بوك من بينها "القارب ممتلئ" و"أوقفوا تدفق اللجوء" و"الاندماج إبادة جماعية".
وقال ماركوس براندو، زعيم الحزب الديمقراطي الاجتماعي في ألتينشتاد، إن أعضاء المجلس اضطروا لاختيار هذا الشخص اليميني المتطرف لأنه لم يتوفر مرشحون بدلاء لهذا المنصب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة