تمر، اليوم، ذكرى رحيل أحد أشهر المحدثين فى التاريخ الإسلامى هو "الإمام البخارى" واسمه محمد بن إسماعيل البخارى، ولد فى 4 أغسطس 810م، فى مدينة بخارى، ورحل فى 1سبتمبر من عام 869 ميلادية.
نشأ البخارى يتيمًا، وفى سن مبكرة مالت نفسه إلى الحديث، حتى ليقول عن هذه الفترة "ألهمت حفظ الحديث وأنا فى المكتب (الكُتّاب)، ولى عشر سنوات أو أقل".
وشدَّ البخارى الرحال إلى طلب العلم، وخرج إلى الحج وفى صحبته أمه وأخوه حتى إذا أدوا جميعًا مناسك الحج، تخلف البخارى لطلب الحديث والأخذ عن الشيوخ، ورجعت أمه وأخوه إلى بخارى، وكان البخارى آنذاك شابًّا صغيرًا فى السادسة عشرة من عمره.
وآثر البخارى أن يجعل من الحرمين الشريفين طليعة لرحلاته، فظل بهما ستة أعوام ينهل من شيوخهما، ثم انطلق بعدها ينتقل بين حواضر العالم الإسلامى، يجالس العلماء ويحاور المحدِّثين، ويجمع الحديث، ويعقد مجالس للتحديث، ويتكبد مشاق السفر والانتقال، ولم يترك حاضرة من حواضر العلم إلا نزل بها وروى عن شيوخها، وربما حل بها مرات عديدة، يغادرها ثم يعود إليها مرة أخرى؛ فنزل فى مكة والمدينة وبغداد وواسط والبصرة والكوفة، ودمشق وقيسارية وعسقلان، وخراسان ونيسابور ومرو، وهراة ومصر وغيرها.
ويقول البخارى عن ترحاله "دخلت إلى الشام ومصر والجزيرة مرتين، وإلى البصرة أربع مرات، وأقمت بالحجاز ستة أعوام، ولا أحصى كم دخلت إلى الكوفة وبغداد".
وبعد رحلة طويلة شاقة لقى فيها الشيوخ ووضع مؤلفاته رجع إلى نيسابور للإقامة بها، لكن غِيْرَة بعض العلماء ضاقت بأن يكون البخارى محل تقدير وإجلال من الناس، فسعوا به إلى والى المدينة، ولصقوا به تهمًا مختلفة، فاضطر البخارى إلى أن يغادر نيسابور إلى مسقط رأسه فى بخارى، وهناك استقبله أهلها استقبال الفاتحين، فنُصبت له القباب على مشارف المدينة، ونُثرت عليه الدراهم والدنانير، لكن أمير بخارى "خالد بن أحمد الدهلى" طلب من البخارى أن يحضر مجلسه فرفض الإمام، فغضب الأمير، وأمر بنفيه من المدينة، فخرج من بخارى إلى "خرتنك"، وهى من قرى سمرقند، وظل بها حتى تُوفِّى فيها.
ومن أشهر ما ترك البخارى خلفه الجامع الصحيح المسند من حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وسننه وأيامه، المعروف بـ الجامع الصحيح، وهو أشهر كتب البخاري، بل هو أشهر كتب الحديث النبوى قاطبة، وعدد أحاديث الكتاب 7275 حديثًا، اختارها من بين ستمائة ألف حديث كانت تحت يديه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة