محمود أبو العنيين
في تمام الساعة العاشرة والنصف تجده داخل كواليس "المنيش" خلف الستارة الحمراء؛ يتفقد أدواته ويقف عند كل منها بضع ثوانى، ثم يتمتم بشفتيه ويرفع رأسه للسماء داعيا ربه بالسلامة، ثم ينتظر مجيء ابنته ليقفا سويا يقرآن بعض من آيات القرآن الكريم ليكتسبا الثقة، إلى أن يأتى صوت مذياع السيرك القومى: "الآن حان وقت الإثارة وفقرة الرمى بالخناجر مع اللاعب محمود أبو العنين وروح"، حينها تكاد أن تسمع دقات قلبهما ثم تفتح الستارة ليدخلا الـ"منيش" بخطى ثابتة وابتسامة تملؤها الثقة.
روح أبو العنيين
الخطير في الأمر أنها ليست فقرة عادية للاعب رمى بالسكاكين، إنه أب يصوب خناجره تجاه ابنته كل ليلة؛ فكيف لقلبه أن يطاوعه وكيف طاوعته يداه؟
يقول "محمود" لـ"اليوم السابع": "ابنتى هى الحياة بالنسبة لى هى الصديقة والزميلة وكل شيء.. روح هى روحى، ولم يكن اختيارى لها بالأمر السهل ولكن حبها لى وإلحاحها لتشاركنى منذ صغرها جعلنى أوافق على أن تكون هى بطلة فقرتى، تدربت كثيرًا كى أستطيع أن أرى ابنتى تقف أمامى لأصوب عليها وتعلمت أن القوة والثقة والثبات هما أساس اللعبة فجعلتها تكتسب هذه الصفات بكل قوتى"، وتابع: " ما ينفعش أكون مهزوز أو ضعيف خصوصًا داخل المنيش".
روح ووالدها أثناء العرض
للعيون كلمات تنطق، تقول "روح": "إذا نظرتِ إلينا أثناء العرض تجدين عينى في عين أبى لا تبتعد عنه أبدًا، حديثنا بالنظرات، فعيناه تعطنى الثقة والأمان".
"عمرى ما خفت وأنا مع بابا لما بشوفوا بيرمى الخنجر عليا بكون عارفه أنه استحالة يجى فيا" كلمات بسيطة قالتها "روح" لـ"اليوم السابع" تؤكد مدى ثقتها وحبها لأبيها وتتابع: "محمود أبو العنين في حياته الطبيعية إنسان طيب وأب حنون، علاقتى به ليست كمجرد أب وابنته ولكن أنا سره وبنته وصحبته".
الأب يصوب الخناجر تجاه ابنته
وتكمل حديثها: أول مرة وقفت أمام أبى داخل الـ"منيش" كنت في الصف الثالث الاعدادى والآن سنى 27 عامًا حصلت فيهم على ليسانس الحقوق والماجستير في القانون العام، وما زالت متعتى في الحياة أنى أكون مع والدى في4 فقرته كل ليلة، فلحظة دخولى مسرح السيرك لها رهبة كبيرة نظرات الجماهير تهز مشاعرى وخاصة بعد تقديم أخطر جزء في الفقرة وهو التابلوه المتحرك، حينها تصفيق الجمهور ونظراتهم المختلطة ما بين الخوف والإعجاب لا توصف، أعشق فرحتهم بنا ونحن نختتم فقرتنا ونحيي جمهورنا"، واختتمت حديثها لـ "اليوم السابع" قائلة: "طعم النجاح حلو قوى وخاصة لما يكون مع أبى حضن الأمان بالنسبة لى".
روح تحيى الجمهور
لم يدخل "محمود أبو العنين " السيرك القومى صدفة ولكن والده كان من مؤسسي بداياته فكان أول فنى مسئول عن الصوت والإضاءة داخل السيرك، في إحدى زياراته رآه "محمد الحلو" أيقونة السيرك في ذلك الوقت؛ واختاره ليكون أحد اللاعبين في فقرته وكان وقتها لا يتعدى الخمس سنوات ولقب بأصغر لاعب في السيرك، عشق الطفل حلبة السيرك وتصفيق الجمهور فتدرج في ألعابه وتمكن منها حتى وصل إلى لعبة من أخطر الألعاب "الرمى بالخناجر".
محمود أبو العنين وابنته
لكل منا علاقة قوية مع أدواته التى يعمل بها تطوع له كما يريد، يقول "محمود" عن علاقته بأدواته: "أحبها جدًا بينى وبينها أسرار كثيرة ممنوع لأى أحد أن يلمسها وأظل ساعات طويلة أنظف خناجيرى وسكاكينى وألمعها جيدًا، وصندوقها مغلق بقفل ومفتاحه مع ابنتى روح، وعندما أمسك بها أثناء العرض أشعر أنها تعرف مكانها وتذهب إليه في كل مرة أصوب فيها سواء كنت معصوب العينين أو لا".
روح مع صندوق الخناجر
يقول "أبو العينين" عن عشقه للسيرك: "هو الحياة، والعيلة، والكيان، وهو الورث بتاعنا.. كل لاعبى السيرك القومى عيله كبيرة جوه حلقة أكبر، عشرة السنين جعلت بينا ترابط وحب عظيم ومش ممكن حد يفرق بينا فى يوم من الأيام، فالداخل بينا مفقود، وبنقف جنب بعض في الأحزان قبل الأفراح وكلنا إيد واحدة".
أبو العبيين غطاء الرأس ليمنع الرؤية أثناء العرض
ويتابع: "السيرك القومى يمر بأزمة عدم الاهتمام سواء في الإمكانيات أو اللاعبين، نحن نلقى الاهتمام بالخارج ، ولكن حبنا لهذه الحلقة "المنيش" يجعلنا نرفض أى عروض ، البعض استسلم وهاجر للسيرك العالمى خارج مصر ولكن الـ"سيركوية" الأصليين متمسكين بالسيرك القومى المصرى" .
محمود يحفز الجمهور على التصفيق
ولـ"محمود أبو العنين " أمنية واحدة لا تختلف عن أمنيات كافة لاعبي السيرك، أن يصل السيرك القومى المصرى للعالمية كما كان في الماضى، وأن يحظى لاعبوه بكافة الاهتمام من الدولة فإنهم فنانون ومبدعون ومتفردون.
محمود يصوب على واحد من الجمهور
محمود يرتدى غطاء الرأس ليمنع الرؤية
محمود أبو العنيين صاحب أخطر لعبة فى السيرك القومى
محمود وابنته فى أخطر فقرة للعبة الرمى بالخناجر
روح على التالبوه الدائر فى أخطر فقرة داخل السيرك القومى
محمود وابنته روح
محمود يداعب ابنته قبل فقرة التابلوه الدوار
روح ووالدها يحييان الجمهور
محمود وابنته قبل الخروج من منيش السيرك القومى
عدد الردود 0
بواسطة:
amin tobia
الرب يحفظك ياروح لمصر ولوالدك لتكونا دائما رمز المحبة التى تصنع المعجزات وتوطد أواصر العائلة وزيادة المحبة بين أفراد الأسرة بلا خوف أو وجل أو أهتزاز أمام أى شىء حتى خطر الموت .