رحلة من المعاناة عاشتها بحيرة البردويل بشمال سيناء، إحدى أهم بحيرات إنتاج الأسماك فى مصر على البحر المتوسط، التى تقع على ساحل شمال سيناء وتشغل مساحة 136318 فدانا، ويقدر كم إنتاجها 3100 طن من الأسماك سنويا، وتعمل بها 1228 مركبا، يقودها 4000 صياد فضلا عن قرابة 1000 آخرين من العاملين فى مجالات مختلفة بالبحيرة، وتقوم 6 جمعيات بخدمة الصيادين.
شهدت البحيرة فى الفترة الأخيرة مشروعات متميزة أضافت لرصيدها لخدمة الصيادين وأنهت كثيرا من سنوات المعاناة للبحيرة.
قال اللواء عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء، إن بحيرة البردويل من أهم مواقع محافظة شمال سيناء الإنتاجية للثروة السمكية ومن أول مصادر إنتاج الأسماك فى مصر، وأهم ما تنتجه من الأسماك البورى والدنيس السوبر والموسى والقاروص وأنواع من القشريات، لافتا أن ما تهدف إليه كافة مراحل التطوير التى تمت والقائمة والمنتظر أن تتم هى زيادة إنتاج الأسماك، وإتاحة الفرصة لإنتاج الأسماك، ومنع صيد الزريعة، وزيادة المخزون السمكى، وحظر الصيد فى مرحلة التكاثر من خلال مشروعات منوعة بعضها تم وأخرى فى طور التنفيذ وخطط مستقبلية ستتم.
وأضاف أن بحيرة البردويل تمتد على سواحل المحافظة بطول 130 كيلومترا تمتد من المحمدية قرب رمانة شرقاً حتى شرق بورسعيد بنحو 35 كيلومتراً فى الغرب، حتى قبل العريش غربًا بنحو 50 كيلومترا.
وحول أهم هذه التطورات فى الخدمات والمشروعات أوضح اللواء أمجد الراعية، المدير التنفيذى للبحيرة، أنها شملت تطهير وتطهير البواغيز الرئيسية، وعمل كراكة ذات قدرة عالية داخل البحيرة بصفة مستمرة، وتطوير المراسى وأعمال الحماية اللازمة، وإقامة مواقع تخزين مناسبة.
وأشار مدير بحيرة البردويل، إلى أن ما يميز "البردويل"، أنها بحيرة طبيعية لا تزال بعيدة عن أى مصدر للتلوث، ويحظى إنتاجها من الأسماك بأهميته.
وأضاف أن للصيد فى عرض البحيرة ضوابط للحفاظ على الثروة السمكية، وفى هذا السياق صنفت إدارة بحيرة البردويل 6 أنواع الحرف الصيد فى عرض البحيرة وهى "الدبة" القائمة على الصيد بشباك من 3 طبقات بارتفاع من 1: 2 متر وطول الشباك 750 مترا،و"الدبديبة"، وهى شباك من 3 طبقات بطول 400 متر للمركب الواحد، و"البوص"، تعتمد على طب شباك واحدة بعرض 5 أمتار، وبطول 800 متر، و"الكابوريا"، وهى شبكة من طبقة واحدة بارتفاع مترا و"السنار"، تعتمد على خيوط من النايلون لا يزيد طولها عن 300 متر معلق به خيوط بكل خيط سنارة على أبعاد متساوية، و"الدهبانة"، وهى شبكة على جزئين لا يزيد طول كل منها عن 400 متر.
وبدورهم اعتبر الصيادون أن ما تشهده البحيرة من تطوير عاد بالنفع عليهم ويتطلعون للمزيد، بحسب قول "سعيد محمد"، ويعمل صياد فى البحيرة من أكثر من 15 سنة، وأشار أن فترات الانفلات الأمنى كادت أن تضيع فيها البحيرة بعد انتشار الصيد الجائر، وأردف قائلا "مع التطوير الجديد للبحيرة نأمل كصيادين أن يعاد النظر فى توفير مصادر دخل مناسبة للصياد خلال الفترة التى يتوقف فيها الصيد بالبحيرة للسماح بنمو الزريعة من جديدة وهى فترة يحافظ خلالها كل صياد على عدم الاقتراب من البحيرة حفاظا على ثروة الأسماك.
وأضاف "سالم الحكى"، صياد فى البحيرة منذ 12 عاما، أنه إضافة لإعمال التطوير للبحيرة يأملون بمد فترة الصيد المسموح بها لتشمل الصيد ليلا بدلا من الاكتفاء بتوقيت من 6 صباحا ل6 مساء، وتوفير منافذ خدمات اضافية للصيادين واهمها أدوات الصيد، والصيانة للماكينات والمراكب، وعمل تأمين لكل صياد لضمان وصول ما يكفى حاجته وأسرته فى حال توقف عن العمل فى البحيرة لأى ظرف طارئ وفقد مصدر دخله.
وقال سالم مبارك رئيس جمعية الصيادين ببحيرة البردويل، إن أهم ما كانت تعانيه البحيرة هى أضرار حرفة "الجر" التى الانتاج السمكى وخصوصا الزريعة وأسمهت إجراءات الضبط الأخيرة فى انعدامها.
وأضاف أن التطهير المتواصل للبحيرة أيضا اسهم فى انتعاش حياة الأسماك بها وأنهم كصيادين يلمسون هذا جيدا.
وقال سامى الهوارى رئيس جمعية كنوز البردويل، إنه مهم لأن تتضمن مراحل التطوير للبحيرة، اهتمام بمرافق حيوية اضافية لخدمة الصيادين مثل مد الطرق بين تجمعات الصيادين الجديدة الجارى إنشاؤها، وسرعة انشاء مدرسة فنية متخصصة الدراسة فيها تتخصص فى أعمال الصيد، وإنشاء مشروعات التصنيع السمكى بكافة أنواعه والذى يفيد فى ايجاد مصادر دخل دائمة طوال العام للصيادين وأسرهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة