صور.. البحيرات المرة بالإسماعيلية تنتظر طوق النجاة بعدما هجرها المصطافون

جاءت توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى، بتطوير البحيرات لاستعادة دورها وإزالة التعديات، ليعد طوق النجاة للبحيرات المرة فى مدينة فايد بمحافظة الإسماعيلية، والتى طالت يد الإهمال لسنوات عديدة، فهى مثلها مثل عدد كبير من البحيرات التى تعانى أزمة التلوث بسبب إلقاء المخلفات ومياه الصرف الصحى والزراعى والتعديات عليها.

البحيرات المرة

البحيرات المرة هى بحيرات مالحة حفرت عام 1955 بعد حفر قناة السويس بسنوات، وكانت بمثابة توسيع للقناة ضمن عدة تفريعات أخرى هى تفريعة كبريت وتفريعة البلاح، وهى مسطحات مائية تمتد لمسافة 50كم من الدفرسوار شمالًا وحتى جزيرة كبريت جنوبًا.

وتقع البحيرات المرة فى الشمال الشرقى من مصر، وتحديدًا بين الجزء الشمالى والجنوبى من قناة السويس بالقرب من مدينة الإسماعيلية، وتنقسم إلى بحيرتين، "البحيرة المرة الصغرى، والبحيرة المرة الكبرى"، وتتجمع فيهما المياه من تيارات البحرين الأحمر والأبيض المتوسط، حيث تحلّ هذه المياه مكان المياه المفقودة عن طريق التبخر.

 وتبلغ مساحة البحيرات المرة معًا 250 كيلو متر مربع من الدفراسوار شمالًا وحتى جزيرة كبريت جنوبًا، وتبلغ مساحة البحيرة المرة الصغرى حوالى 9 آلاف و525 فدانا، بينما تبلغ البحيرة المرة الكبرى حوالى 46 آلاف و190 فدانا.

وتعتبر البحيرات المرة من أبرز التفريعات التى تم حفرها بعد سنوات من بناء قناة السويس، حيث خضعت القناة لتوسعة بحفر تفريعات جديدة هى تفريعة البلاح، وتفريعة الكبريت، وهى الأكثر شهرة لأنها مورد مهم فى إنتاج الأسماك بالإسماعيلية.

تم بناء البحيرات المرة بعد أن كانت وديانًا جافة فى عام 1955 فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وكانت البحيرات بطول 11 كيلو مترًا، وبما أن مناخ مصر من المناخات الحارة التى تعمل على تبخر المياه، فيتم تعويض المياه التى تفقده البحيرات من المياه المتدفقة والقادمة من البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، وتعتبر معبرًا للسفن والناقلات البحرية، بالإضافة إلى ما تنتجه من ثروة سمكية تقدر بحوالى 5 آلاف و700 طن، كما يوجد بها الكثير من الشواطئ التى تعتبر مصدر جيد من مصادر السياحة فى محافظة الإسماعيلية وتحديدًا فى مدينة فايد، ولكنها قد تعرضت للتلوث فى الآونة الأخيرة بسبب مخالفات السفن العابرة للقناة، وقيامهم بتصريف النفايات البترولية فى البحيرات، مما أدى إلى تلوثها والإضرار بالثروة السمكية الموجودة بها، وتعرضت للعديد من المشاكل، مثل التلوث الناتج عن المصارف التى تصب فيها حوادث التلوث البترولى للسفن العابرة للقناة.

وتعانى البحيرات المرة من إلقاء الصرف الصحى والزراعى والصناعى دون معالجة، بما يحمله من مبيدات وكيماويات وهرمونات فى المجرى الملاحى لقناة السويس، التى تعتبر بمثابة المصادر الرئيسية لصيد الأسماك، الأمر الذى أدى إلى تناقص الثروة السمكية وإصابتها بالعديد من الأمراض، ومن ثم نقلها إلى مواطنى الإسماعيلية.

ويعتبر مصرف الملاريا المصدر الرئيسى للتلوث فى البحيرات المرة وقد أدت مشكلات التلوث فى البحيرة إلى تعطيل المشروعات السياحية والتلوث البيئى والتأثير على صحة المواطنين فضلًا عن تراجع اقتصاديات الثروة السمكية‏.‏

ويعانى أهالى قرية فنارة التابعة لمركز ومدينة فايد فى محافظة الإسماعيلية، من قيام شركة الصرف الصحى ومسئولى الرى فى المحافظة فى استخدام البحيرة المرة فى منطقة حلقة السمك، بالقرية المطلعة على المجرى الملاحى لقناة السويس، لصرف مخلفات الصرف الصحى والزراعى فى البحيرة، مما حولها إلى مستنقع للأمراض والأوبئة وقضى على الثروة السمكية فى البحيرة.

وناشد أهالى قرية فنارة، باللواء حمدى عثمان، محافظ الإسماعيلية، واللواء عبد الحميد عصمت، رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحى بمحافظات القناة، بسرعة التدخل لإنقاذ أهل البلد من انتشار الأمراض والأوبئة فى القرية والبحيرة، وعدم قدرة الصيادين على الصيد.

وقال أهالى القرية، إن التلوث الذى يصدر من مواسير الصرف الصحى والزراعى فى البحيرات المرة، خاصة فى منطقة حلقة السمك، قضى على الثروة السمكية والسياحية بالمنطقة، مؤكدين أن المصطافين يأتون بأعداد كبيرة للمصيف فى قرية فنارة ولكن عندما يشمون راحة البحيرة يهربون ويرفضون قضاء المصيف بالقرية، مشيرين إلى أن الصرف الصحى أيضًا قضى على الثروة السمكية فى بالبحيرة المرة بعد أن كانت من أفضل الأماكن التى يتواجد بها أفضل أنواع الأسماك.

وطالب أهالى الإسماعيلية بتحويل البحيرات المرة فى مدينة فايد بمحافظة الإسماعيلية لميناء عالمى، حيث تتوافر بها كافة مقومات النجاح، مؤكدين أنه من غير الطبيعى عدم تنفيذ هذا الميناء حتى الآن أو حتى التخطيط له، بالرغم من أن البحيرة المرة بها كل الخصائص الفنية والملاحية التى تجعلها ميناء عالمى، حيث يبلغ عرضها 11 كيلو متر، وطولها 30 كيلو متر، بعمق يتراوح من 9 إلى 22 قدمًا، متسائلين لماذا لم يتم إنشاء هذا المرفأ العالمى حتى الآن.

والبحيرات المرة هى بحيرات مالحة تتدَفق إليها المياه المالحة من البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، ويحل التدفق المستمر للمياه المالحة محل المياه التى تفقد من خلال عملية التبخر، كما أنها تشكل حاجز لقناة السويس، لتقلل من تأثير المد والجزر على القناة.

وشهدت البحيرات المرة الكبرى فى الإسماعيلية اجتماعًا على متن الطراد يو أس أس كوينسى البحرى، فى فبراير 1945، للرئيس الأمريكى فرانكلين روزفلت مع ملك المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز ورئيس الوزراء البريطانى الراحل، ونستون تشرشل، والزعيم السوفييتى، جوزيف ستالين، بعد نقلهم جوًا مباشرة من "مؤتمر يالطا".

وأثناء حرب 1967، أغلقت القناة، تاركة 14 سفينة محتجزة فى البحيرات المرة حتى عام 1975، وأصبحت هذه السفن تعرف باسم "الأسطول الأصفر"، لان رمال الصحراء بعد فترة قصيرة غطت طوابقها، وعدد من الطوابع البريدية أو الرسومات زخرفية، حيث لم يكن لديها أى صلاحية بريدية" تم رسمها من قبل الطاقم، وأصبح يسعى لها هواة جمع طوابع البريد.

البحيرات المرة من فايد

إلقاء مخلفات الصرف الصحى والزراعى فى البحيرة المرة بفنارة تقضى على الثروة السمكية والسياحة

سفينة حاويات بالبحيرات المرة أثناء عبورها قناة السويس

صورة جوية للبحيرة المرة الكبرى بالإسماعيلية 

قارب في البحيرات المرة فى فايد

قوارب في البحيرات المرة