منذ بداية الخلق والصراعات الدينية تسببت فى العديد من المذابح وعملية القتل وسفك الدماء تسببت فى وفاة الملايين من البشر، ووقف خلف هذه العلميات رجال الدين سعداء بقتل البشرية لبعضها تحت إعلاء لكلمة ودين الله.
وتمر اليوم الذكرى 447 على واحدة من أبشع المذابح الدينية فى تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، وهى مذبحة سان بارتيليمى التى حدثت فى فرنسا عام 1572 وذبح خلالها أعداد تقدر ما بين خمسة آلاف إلى 30 ألف بروتستانتى فرنسى على يد السلطات الكاثوليكية والمتعصبين من الكاثوليك، حيث كان الهدف منها القضاء على البروتستانت تماماً، وذلك بأوامر من الملك شارل التاسع ووالدته كاترين دى ميديشى خوفاً من سطوة وانتشار البروتستانتية، وترحيب من بابا الكنيسة الكاثوليكية البابا جريجورى الثالث عشر.
وبحسب كتاب "معارك التنويريين والأصوليين فى أوروبا" للكاتب هاشم صالح، فإن المذبحة التى لا تزال محفورة فى الوعى الجماعى الفرنسى حتى الآن، استدرج خلالها زعماء البروتستانت إلى باريس من مختلف الأقاليم بحجة دعوتهم لحضور زفاف مهم فى القصر الملكى، وفى منتصف الليل انقض عليهم الجنود الكاثوليك بسيوفهم ومزقوهم إربا دون أن يستطيعوا حراكا، فقد كانوا غارقين فى النوم.
وكان المخطط بحسب وصف الكاتب هو أن يقتل الزعماء فقط دون قتل نساؤهم وأطفالهم ولكن الوحشية الطائفية لم تستطع أن تتوقف عند هذا الحد، فتم قتل الجميع فى ليلة واحدة، ثم هاج الشعب الكاثوليكى فى مختلف أحياء باريس وقتلوا كل من صادفوه فى طريقهم من طائفة البروتستانت، ثم هجموا على بيوتهم أيضا.
وكانت النتيجة ما لا يقل عن ثلاثة آلاف قتيل خلال ثلاثة أيام فقط، وهو رقم كبير فى ذلك الزمان، لكن الأمور لم تتوقف عند هذا الحد، فعندما سمعت المحافظات الأخرى بالعملية قام أهلها هى الأخرى بقتل عدد كبير من البروتستانت فى المدن التالية: "بوردو، تولوز، روان، إلخ"، وكانت الحصيلة الختامية ما لا يقل عن ثلاثين ألف شخص بمن فيهم النساء والأطفال والشيوخ.
الغريب أن البابا جريجورى بابا الكنيسة الكاثوليكية، هنأ ملك فرنسا على هذا العمل الجليل على حد تعبيره، الذى استئصال "طاعون الزندقة" من المملكة الفرنسية الطاهرة، بحد وصفه، وتلقى نبأ قتل الأبرياء من البروتستانت بفرح غامر وبصفته علامة على عناية الله ورحمته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة