تكلل مشوارها السياسى بالتظاهر رفضا لترشح بوتفليقة لفترة خامسة.. جميلة بوحيرد.. أيقونة ثورة التحرير الجزائرية وأبرز الشخصيات المناضلة فى القرن العشرين.. تثبت أن دور المرأة العربية لا يقل عن دور الرجل فى النضال

الجمعة، 02 أغسطس 2019 05:30 ص
تكلل مشوارها السياسى بالتظاهر رفضا لترشح بوتفليقة لفترة خامسة.. جميلة بوحيرد.. أيقونة ثورة التحرير الجزائرية وأبرز الشخصيات المناضلة فى القرن العشرين.. تثبت أن دور المرأة العربية لا يقل عن دور الرجل فى النضال جميلة بوحيرد
إيمان حنا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تداولت مواقع التواصل الاجتماعى، أنباء عن وفاة أيقونة ثورة التحرير الجزائرية جميلة بوحيرد، إثر وعكة صحية فى أحد مستشفيات الجزائر، دون أن ترد أى أخبار من مصادر رسمية، وهو ما نفته مواقع جزائرية بأنها بصحة جيدة.

وكانت جميلة بوحيرد أيقونة الثورة الجزائرية والمرأة التى صفق لها العالم لدورها ضد الاستعمار الفرنسى فى بلدها، ومازالت من أبرز النساء العربيات المناضلات اللاتى حفرت أسمائهن فى ذاكرة التاريخ ضمن النساء المناضلات ضد الاستعمار فى العالم العربى، وتحديدًا ضد الاحتلال الفرنسى للجزائر، الذى استمر أكثر من مئة وثلاثين عامًا، ومؤخرا أعلنت هيئة الحوار التى شكلها الرئيس المؤقت عبد القادر صالح عن دعوتها بطلة حرب التحرير الجزائرية جميلة بوحيرد للانظمام إليها رفقة 22 شخصية أخرى من أجل دعم عملها في الوساطة بين "السلطات العمومية" والمجتمع المدنى والأحزاب.

كما شاركت فى تظاهرات الرافضين لترشّح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لفترة رئاسية خامسة، وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع التظاهرات فى منتصف الشهر الماضى.

نضالها ضد الفرنسيين

ولدت عام 1935، ووالدها جزائرى وأمها تونسية وكانت لوالدتها الفضل الأكبر فى تنمية روح الوطنية بداخلها؛ وعملت على تذكرتها دائمًا بأنها: "جزائرية لا فرنسية"، وواصلت تعليمها المدرسى ثم التحقت بمعهد للخياطة والتفصيل، وكانت تهوى تصميم الأزياء ، كما مارست الرقص الكلاسيكى وكانت ماهرة فى ركوب الخيل.

وعندما كان الطلاب الجزائريون يرددون فى طابور الصباح "فرنسا أُمُنا"، كانت تصرخ وتقول: "الجزائر أًمُنا"، فأخرجها ناظر المدرسة الفرنسى من طابور الصباح وعاقبها لكنها لم تتراجع، فى عام 1954 اندلعت الثورة الجزائرية، قررت بوحيرد الانضمام إلى جبهة التحرير الوطنى الجزائرية، وهى فى العشرين من عمرها، ثم التحقت بصفوف الفدائيين وكانت أولى المتطوعات مع المناضلة جميلة بوعزة، التى قامت بزرع القنابل فى طريق الاستعمار الفرنسى.

350
 

أصبحت الأولى على قائمة المطلوبين لدى الاحتلال، حتى أصيبت برصاصة عام 1957 وألقي القبض عليها عندما سقطت على الأرض تنزف دمًا.

من داخل المستشفى؛ بدأ الفرنسيون فى تعذيب بوحيرد، التي تعرضت للصعق الكهربائى لمدة ثلاثة أيام من طرف المستعمر كى تعترف على زملائها، لكنها ابت وتحملت التعذيب، وكانت تغيب عن الوعى وحين تفيق تقول الجزائر أُمُنا.

حين فشل المعذبون فى انتزاع أى اعتراف منها، تقررت محاكمتها صوريًا وصدر بحقها حكمًا بالإعدام عام 1957، وأثناء المحاكمة وفور النطق بالحكم رددت جملتها الشهيرة: "أعرف أنكم سوف تحكمون على بالإعدام لكن لا تنسوا إنكم بقتلى تغتالون تقاليد الحرية فى بلدكم ولكنكم لن تمنعوا الجزائر من أن تصبح حرّة مستقلة".

 

كانت جملتها الشهيرة التى قالتها وقت القبض عليها: "أعرف أنكم سوف تحكمون على بالإعدام لكن لا تنسوا إنكم بقتلى تغتالون تقاليد الحرية فى بلدكم ولكنكم لن تمنعوا الجزائر من أن تصبح حرة مستقلة»، وبعد 3 سنوات من السجن تم ترحيلها إلى فرنسا وقضت هناك مدة ثلاث سنوات ليطلق سراحها مع بقية الزملاء.

حكم الإعدام على جميلة

تعمدوا إخفاء موعد اعدمها عن الإعلام عام 1958، خبر إعدامها أتى بمثابة صفعة قوية، فغدت حديث العالم آنذاك، بعد أن كانت قبل نضالها فتاة تهوى تصميم الأزياء، وتدرس فن الخياطة والتصميم، وتحب ركوب الخيل، وتمارس الرقص الكلاسيكى، وتعشق الحرية.

2019_3_2_16_3_46_943
 

لم تتخط جميلة بوحيرد عتبة 22 عاماً حينما صدر قرار إعدامها من قبل محتل بلادها، وهو ما دفع العديد من دول العالم والشخصيات السياسية، وجبهات النضال، أن ترسل خطابات استنكار للأمم المتحدة التى اجتمعت لأجل حرية جميلة، وصدر قرار بتأجيل إعدامها، ليصبح حُكماً بالسجن مدى الحياة، ليتم ترحيلها إلى فرنسا، لتنفيذ عقوبة السجن، حتى تخرج مع زملائها بعد التحرير، فى العام 1962، لتعود إلى الجزائر، وتستكمل مسيرتها السياسية.

وخرجت من السجن بعد تحرير الجزائر وتزوجت محاميها الفرنسى، ثم تولت رئاسة اتحاد المرأة الجزائرى بعد الاستقلال.

واضطرت للنضال فى سبيل كل قرار وإجراء تتخذه بسبب خلافها مع الرئيس آنذاك، أحمد بن بلة، وقبل مرور عامين قررت أنها لم تعد قادرة على احتمال المزيد فاستقالت وتركت الساحة السياسية.

زيارة بوحيرد لمصر 

استقبلت بوحيرد بحفاوة كبيرة حينما زارت مصر فى الستينيات وكان الرئيس  جمال عبد الناصر فى انتظارها والتقى معها ، وفى عام 2018؛ كرمت مصر جميلة بوحيرد، وسط حضور نسائى ورسمى رفيع، وعلى هامش حضورها الدورة الثانية من "مهرجان أسوان الدولى لسينما المرأة" الذى كان يحمل اسم المناضلة الجزائرية.

download

وخلال تكريمها؛ قالت بوحيرد إن الشعب المصرى عظيم وكريم، معبرة عن بالغ سعادتها لما لمسته من محبة وترحيب وحفاوة، ومؤكدة أنها لن تنسى تضامن الشعب المصرى مع قضية الشعب الجزائرى وثورته ضد الاحتلال الفرنسى، وتكريمها من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

 

احتفاء الشعراء بجميلة 

استحقت بوحيرد أن تكون قديسة أحمد عبدالمعطى حجازى، فى قصيدته بعنوان (قديستى)، حيث قال:" كان اسمها جميلة، أفديه من سمى، الوجه وجه طفلة لم تترك آلاماً، والعين عين ساحرة، مضيئة كحيلة، كأنما اصطادت رموشها الطويلة، من السما نحبها"، ثم جاء نجيب سرور معبراً عن حزنه وقلة حيلته تجاه قضيتها العادلة، ليكتب قصيدته "الجمعة الحزينة"، وهى الجمعة التى حكم فيها بالإعدام على جميلة بوحيرد فقال: "غفرانك فالعين بصيرة، وذراعى يا أخت قصيرة، جد قصيرة، والكف بها كلمات عزاء، لا تجدى فى يوم الجمعة".

ظل احتفاء الشعراء والفنانين بالمناضلة بوحيرد، متواصلاً، حتى بعد الرجوع عن حكم الإعدام، فكتبت عريضة من المثقفين المصريين، تطالب بوقف إعدام جميلة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة