منذ يومين نشر "اليوم السابع" عددًا من الصور لتمثال سنوسرت الأول المعروض ضمن مقتنيات المتحف المصرى بالتحرير، ويظهر على ذراعه اليمنى، تشوهات نتيجة قيام أحد الزائرين باستخدام آلة حادة لينقش عليه اسمه، وبدورنا تواصلنا مع المسئولين بالمتحف، لتوضيح الأمر.
وترجع القصة فى البداية إلى قيام أحد الزائرين باستخدام آلة حادة لينقش عليه اسمه، وبدورنا وللوقوف على الوضع الراهن للتمثال ومعرفة ما إذا كانت تلك الواقعة تمت قريبًا أم من فترة بعيدة، تواصلنا مع المسئولين بالمتحف.
وقالت صباح عبد الرزاق، مدير عام المتحف المصرى بالتحرير، وقتها، إن أحد الزوار استخدم بالفعل آلة حادة منذ فترة، ليحفر اسمه على التمثال، لكن جاء التشويه سطحى، وتم عقب وقوع الواقعة التى تعود لعامين وضع حواجز حول تمثال سنوسرت الأول، وهذه من الأفعال المشينة وعدم الوعى لدى عدد كبير من الناس بقيمة الأثر وكيفية الحفاظ عليه.
واقعة التشويه
ومن جانبه قال الدكتور مؤمن عثمان، مدير إدارة الترميم بالمتحف المصرى بالتحرير، إن الواقعة منذ فترة، والخدش سطحى، ويعد تلفا بشريا بلغة الترميم، وسيتم التدخل لعلاج الخدش الموجود على ذراع سنوسرت الأول بعمل إخفاء للخدش بالردوش، لافتا إلى مثل هذه التصرفات التى تصدر من عدد من الزوار تحدث بالأخص فى دول العالم التالت، ونجد فى المتاحف العالمية ايضًا عدد كبير من القطع الأثرية التى تاثرت بتصرفات الجمهور.
وبالفعل وفى استجابة سريعة قامت صباح عبد الرازق بمعاينة التمثال، وبعد التأكد من حدوث واقعة التشويه، تواصلت مع الدكتور مؤمن عثمان، مدير إدارة الترميم بالمتحف المصرى بالتحرير، لمعاينة التمثال ودراسة الخدوش الموجود على الذراع.
إزالة التشوهات لتمثال سنوسرت الأول
وتم على يد مجموعة من المتخصصين فى اليوم التالى ترميم التمثال، وحصل "اليوم السابع"، على عدد من الصور بعد أعمال الترميم، وقال الدكتور مؤمن عثمان، ما تم من إجراء لمعالجة الخربشة السطحية التي قام بها أحد الزوار هو تقوية الخطوط الناتجة عن الخربشة ثم عمل رتوش بسيطة بألوان مائية لإخفاء التشويه الحادث الذي أثر فقط على طبقة الباتينا التي تتكون نتيجة التقادم والتي تعطي طابع القدم لاسطح القطع الأثرية.
إزالة التشوهات لتمثال سنوسرت الأول
وأشار الدكتور مؤمن عثمان، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إلى أنه من المفترض أن يكون لدى الناس الوعى الكامل باهمية القطع الأثرية وعدم المساس بها، وهذا يبدأ من المدرسة، لرفع الوعى الثقافى الأثرى لدى الطلاب منذ الصغر، ومن المفترض أن لا يتم وضع حواجر بين الزوار والقطع، ولكن لما يصدر من سلوكيات غير حميدة تجاه القطع الأثرية نضطر لوضع تلك الحواجز.
ومن جانبها قالت صباح عبد الرازق إن السلوكيات التى تصدر من بعض الزائرين تجاه الأثر، ما يؤدى إلى تعرضه للتشويه، لا يمكن توقعها، ولذلك يجب على المؤسسات بعقد العديد من الأنشطة التى تحس المواطنين على الحفاظ على الحضارة المصرية وأثارها القديمة.
إزالة التشوهات لتمثال سنوسرت الأول
وناشدت مديرة عام المتحف المصرى بالتحرير، الزوار الحرصين على سلامة القطع الأثرية المعروضة فى المتحف المصرى بشكل خاص، أو فى المتاحف الأخرى بشكل عام، الذهاب إلى إدارة المتحف فورًا، حال ملاحظة أى ضرر لحق بأى قطعة أثرية، وذلك لسرعة التدخل ومعالجة الأمر.
وأوضحت صباح عبد الرازق، إن إدارة المتحف على أتم استعداد للتعاون مع المواطنين فور اكتشاف أى واقعة من الممكن أن تلحق الضرر بالقطع الأثرية، بدلا من نشر الصور على مواقع التواصل الاجتماعى بصورة تسئ للآثار المصرية القديمة، مما تفتح المجال للحديث لغير المختصين، لافتة إلى أن لقائمين على المتحف لديهم الحرص الشديد على سلامة الأثر بشكل دقيق، والدليل على ذلك قيام إدارة الترميم بالمتحف بمعالجة تمثال سنوسرت الأول فور علمها بالواقعة، التى صدرت من أحد الزوار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة