لم يستطيع أن يتمالك نفسه لعدة أيام بدون مخدرات، فبدأت أحواله فى التغير، وبدأ يعنف زوجته التى طالما وقفت بجواره، وأنفقت عليه ما تملكه من أموال، على أمل أن تنصلح أحواله، ولكن تلك الآمال تبددت وذهبت أدراج الرياح، فى ليلة سيطر فيها الشيطان على عقل الزوج، وعصف بفكره، وجعله يقتل زوجته، ويسرق أموالها؛ لإشباع رغباته.
تعاطى المخدرات
فى ليلة شديدة الحرارة من شهر يوليو، تجددت الخلافات الزوجية بين "منى أبو القاسم" وزوجها "محمد.ع.أ" 37 عامًا، تلك الخلافات التى لم تهدأ سوى لفترات قليلة، وسرعان ما تتجدد، وكان محركها الرئيسي هو ضيق ذات يد الرجل، واعتماده الرئيسي على مال زوجته، واعتياده اقتراض المال منها، ورفضها فى بعض الأحيان ذلك الوضع، لرغبتها فى أن يبحث زوجها عن عمل، ويتخلص من بطالته التى اختارها بنفسه بسبب "كسله".
خلافات زوجية
اشتدت الخلافات بين الزوجين، وبدأ كل طرف منهما يكيل للثاني الاتهامات، الزوج طعن الزوج فى إخلاصها له، واتهمها بأنها لم تعد تحبه كما كانت، فى محاولة أخيرة من جانبه لاستعطافها من أجل الحصول على المال اللازم لشراء المخدرات، بينما الزوجة لم تضعف، فقد فاض بها الكيل، ورفضت أن تعطيه المال، وعنفته على ضيق يده، وبطالته عن العمل واعتمادها عليها، ما جعله يستشيط غضبًا.
تبادل الزوجين السباب فيما بينهما، حتى قرر الزوج تصعيد الأمر، فهرول إلى الغرفة المجاورة للغرفة التى شهدت مشادتهما واستل سكينًا، وباغت زوجته بعدة طعنات قاسيات، استقرت أحدها فى الجانب الأيسر من صدرها، والأخرى فى الظهر، حتى خارت قواها وسقطت على الأرض غارقًة فى دمائها، تنازع الموت، فى محاولة للإبقاء على قيد الحياة، أو وصول يد تساعدها.
جثة
استولى المتهم على أموال المجنى عليها ومشغولاتها الذهبية، وهاتفها المحمول، وفر هاربًا، فى ذلك الوقت تناهى إلى سمع الجيران أنين الزوجة التى تفيض روحها وربطوه بصوت الشجار الذى سمعوه قبل دقائق، فهرولوا على الفور إلى مكان الجريمة، فوجدوا "منى" غارقةً فى دمائها، فصرخ أحد الجيران مستغيثا، فهب باقى الجيران، لمساعدته، ونقلوا الضحية إلى المستشفى ولكنها فارقت الحياة.
استمعت النيابة لأقوال عدد من شهود العيان حول الواقعة، من بينهم الجيران الذين تولوا نقل الضحية إلى المستشفى فى محاولة من جانبهم لإنقاذ حياتها، والذين أكدوا جميعًا على تورط الزوج فى قتلها، وهروبه من مسرح الجريمة قبل قدوم أهلها خوفًا من أن يبطشوا به، كما استمعت لأقوال ابنة المتهم والمجني عليها "سلمى" _على سبيل الاستدلال_ والتى قالت:"بابا كان دائمًا يضرب ماما ويشتمها علشان يأخذ منها فلوس".
محكمة
الأجهزة الأمنية ألقت القبض على المتهم وبإحالته للنيابة العامة اعترف بارتكابه الواقعة، وأجرى معاينة تصويرية لكيفية ارتكابها، وفور انتهاء التحقيقات، واكتمال أدلة الثبوت أحالته النيابة إلى محكمة الجنايات، التى قضت عقب تداول الجلسات وسماع مرافعة الدفاع والنيابة العامة، بمعاقبته بالسجن المؤبد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة