فى الوقت الذى تعانى فيه الهند من مشكلة نقص الطاقة الكهربائية فى عدد من القرى، قدمت مجموعة من الفتيات مبادرة من شأنها حل تلك المشكلة، عبر توفير الطاقة النظيفة والمتجددة لها كبديل عن الطاقة الكهربائية، وهى الفكرة التى لاقت قدرا كبيرا من النجاح فى الأيام الماضية.
الفتيات أسسن شركة بولاية راجستان الهندية، لبيع المنتجات التى تعمل بالطاقة الشمسية، بحيث تقدم بديلا لنقص الكهرباء والطاقة فى القرى النائية، حيث يقومون ببيع المصابيح والمواقد التى تعمل بالطاقة الشمسية، حيث توظف الشركة مندوبات مبيعات يقمن بتوريد منتجاتهن لألاف الأسر فى القرى المحيطة بالمنطقة.
الإضاءة عن طريق الطاقة الشمسية
وعن سبب إصرارهن على توظيف النساء، قالت إحدى مديرات الشركة، أنه فى الوقت الذي يقوم الرجل بدفع ثمن المنتج، فإن المستخدم الفعلى لها غالبا ما تكون المرأة، ولذا فإن حوالى 70% من عملائنا من النساء، وبالتالى فينبغى أن تكون العاملات لديهن من النساء حتى يمكنهن تقديم الخدمة المطلوبة بشكل مناسب.
الشركة الهندية تأسست فى عام 2011، وكانت تحمل هدفا رئيسيا وهو توفير الطاقة لألاف المواطنين المحرومين من الكهرباء، بالإضافة إلى تقديم فرص عمل للنساء، وهو ما يبدو واضحا فى اقتصار العمل بالشركة عليهن، وبالتالى القيام بدور عملى مباشر فى معالجة المشكلات الرئيسية التى تواجه المجتمع الهندى.
كان توفير الكهرباء أحد الأولويات القصوى التى وضعها الرئيس الهندى ناريندرا مودى على عاتقة منذ وصوله إلى السلطة، حيث أعلن فى العام الماضى، أن الكهرباء أصبحت تغطى 100% من القرى الهندية، إلا أن هذا الإعلان، بحسب "سى إن إن" يجافى الحقيقة، حيث أن الحكومة الهندية تعتبر أن وصول الكهرباء إلى 10% فقط من سكان إحدى القرى، يعنى أنها قد نجحت فى تحقيق هدفها.
وبالتالى فهناك أكثر من 200 مليون شخص هندى يعانى من غياب الكهرباء، وهو الأمر الذى دفع حكومة مودى إلى زيادة الاعتماد على الطاقة الشمسية، وهو ما نجحت فيه جزئيا، حيث نجحت فى توليد 30 جيجاوات من الكهرباء باستخدامها، فى الأعوام الماضية، بعدما كانت تنتج 8 جيجاوات فقط فى عام 2015، بينما تخطط إلى تحقيق طفرة كبيرة فى عام 2022، عبر زياده انتاجها من الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية إلى 100 جيجاوات.
إلا أن الشركة النسائية، والتى وظفت أكثر من 3 ألاف امرأة هندية، ربما حققت طفرة أكبر، فى سنوات قليلة، حيث نجحت فى توفير الطاقة إلى أكثر من نصف مليون منزل فى راجستان.
ولكن تبقى الطاقة مجرد إنجاز واحد، حيث أن الشركة نجحت فى تحقيق إنجاز آخر، وهو توفير فرصة عمل للنساء، خاصة وأن مشاركة المرأة فى سوق العمل بالهند لا يتجاوز 22%، وهو ما يعد واحد من أدنى المعدلات فى العالم، حيث أنها تأتى خلف دولا أخرى، ربما تواجه ظروفا اقتصادية صعبة إذا ما قورنت بالهند، كالسودان والسلفادور وأفغانستان.
تقول مؤسسه الشركة وتدعى أجيتا شاة إنه فى الوقت الذى تحقق فيه الهند طفرات كبير سواء على المستوى الاقتصادى او التكنولوجى، تبقى نسائها متخلفة عن الركب، وهو الأمر الذى يبقى بحاجة إلى حل جذري وسريع، ليس فقط من جانب الحكومة، ولكن أيضا من جانب المجتمع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة