"سيدة تطلب الخلع بسبب الكاتشب"، وزوجة تطلب الطلاق بسبب "تورتة عيد الميلاد"، وثالثة تقيم دعوى خلع ضد زوج "مش بيفسحها"، عناوين لأخبار تتكرر في صفحات الحوادث، بصفة مستمرة.
هذه القصص الحياتية الحقيقية التي تسطرها دعاوى الخلع، تؤكد مدى ما وصلنا إليه من استهتار بالحياة الزوجية، التي قدسها القرآن الكريم ووصفها بـ"الميثاق الغليظ"، وطلب منا " الإمساك بمعروف أو التسريح بإحسان"، وألا ننسى الفضل بيننا.
للآسف، أصبحنا أمام أرقام مفزعة عن الخلع والطلاق، بعدما تخطت حالات الخلع 250 ألف حالة في 2018 بزيادة 89 ألف حالة عن العام الذي سبقه، فيما وصلت حالات الطلاق إلى مليون حالة بواقع حالة واحدة كل دقيقتَين ونصف، وتخطت حالات الطلاق في اليوم الواحد 2500 حالة، وقدر عدد المطلقات بأكثر من 5.6 مليون على يد مأذون، مما أسفر عن تشرد نحو 7 ملايين طفل، وفقاً للتقديرات الإعلامية.
الملفت للانتباه، أن معظم حالات الخلع والطلاق تقع بين فئات الشباب، لعدم قدرتهم على تحمل المسئولية، واستمتاعهم بـ"ثقافة العند" والعزوف عن "المرونة" والتسامح في الحياة الزوجية.
"سنة أولى جواز" هي الأكثر تعرضاً للطلاق والإنفصال، خاصة بعدما تنكشف حقائق وطباع كل طرف أمام الآخر، في صورة مغايرة تماماً لفترة الخطوبة، ليقع الصدام، ويلجأ الكثير فيه للطلاق بدلاً من تقريب وجهات النظر، وتقبل الآخر، والعمل على إصلاح أخطائه وتعظيم إيجابياته.
للآسف، تحولت بعض منازلنا الهادئة البسيطة الآمنة لحلبة صراع وعراك لا ينتهي، وتحولت سيدات في مقتبل العمر لمطلقات، وأطفال مشردين يعانون الأمرين، ويحصدون ثمار الخلاف والعند بين الأبوين.
الأمر جد خطير، يستلزم تدخل سريع وعاجل من الأزهر الشريف والأوقاف، للتأكيد على أن أبغض الحلال عند الله الطلاق، والاستمرار في المبادرة الرائعة التي أطلقها الأزهر بعنوان "لم الشمل"، فضلاً عن تدخل الأسرة والسيطرة على الخلافات، وعدم تضخيم الأمور، حتى لا نتسبب بـ"العند" في وجود أبناء مطلقين وأحفاد مشردين.. استقيموا يرحمكم الله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة