فى الوقت الذى أصبحت فيه قطع صلة الأرحام والانعزال بين الأشقاء من الأمور الحياتية العادية، والتى أصبحت تدرك بشكل يومى دون أن يجد البعض فيها أى غصة أو خطأ وحرمانية، هناك أشخاص يحاربون الوقت والزمن من أجل أن يبقوا على صلة الرحم وبقائهم سويًا حتى آخر العمر.
فأصبحنا نرى ونشاهد ونقرأ يوميًا عن القتل بين الأشقاء بسبب الميراث أو بسبب المال أو الاختلاف بسبب الزوجات أو سفر كل واحد منهم فى محافظة أخرى طالبًا البعد عن أشقائه، ولكن البعض لا يزال باقيًا على أشقائه ووالديه بل ويحافظون على رعايتهم مهما بلغ الأمر ومهما كلفهم.
فاطمة ونعمات قصة كفاح كبيرة ربما يملأها الاندهاش أكثر من الشفقة والرأفة، حيث تعيش الشقيقتان فى شقة صغيرة وهما تحملان بعضهما البعض بكل ما يعانياه من ألم وإعاقة، واحتياج فاطمة الأخت الصغرى بلغت العقد السادس من العمر وتعانى من التقزم الشديد، وهى تعين شقيقتها الكبرى على الحياة والتى تعانى من مرض الشلل، ورغم تلك الظروف حاربت فاطمة وحصلت على شهادة محو الأمية على أمل أن يعينها ذلك على العيش فى مستو أفضل، وتستطيع القراءة والكتابة من أجلها وأجل شقيقتها.
قالت فاطمة، إنها الأخت الصغرى لشقيقتها التى تكبرها بعدد من السنوات وأنها تعانى من تقزم شديد، بالإضافة إلى ألم بقدميها يحتاج إلى عملية جراحية حتى تستطيع العيش، مضيفة أنها ترعى شقيقتها نعمات التى تعانى من شلل وتقزم ولا تستطيع أن تقف على قدميها أو تخدم نفسها، فتقوم هى بخدمتها فهى الراعى الأول والأخير لها.
وروت فاطمة قصتها مع الكفاح من أجل التعليم، فقالت إنها تعلمت القراءة والكتابة لمحو أميتها، واستطاعت الحصول على شهادة محو الأمية وهى فى عمر 53 رغم ظروفها المرضية والصحية ورعايتها شقيقتها، وقررت الاستفادة من القراءة والكتابة حتى لا تحتاج لأحد يساعدها وشقيقتها.
وأوضحت أنها تتقاضى معاشًا لا يزيد عن 530 جنيهًا وهو معاش التضامن الاجتماعى، الذى لا يكفى بالكاد علاج شقيقتها وحدها وأن مصاريفهما تتنوع ما بين علاج ونفقات يومية وأنابيب وإيجار وأنها تحتاج إلى مصاريف لها ولشقيتها، بالإضافة إلى إيجار الشقة الصغيرة التى يعيشون بها بأحد البلوكات بحى الأبعين بمدينة أسيوط، وتحلم فاطمة بالحصول على سيارة المعاقين، حتى تستطيع التنقل وشقيقتها من الحى الذى يسكنون به إلى أى مكان داخل المحافظة دون المعاناة مع سائقى التاكسى وعذاب المواصلات يوميًا.
وقالت شقيقتها نعمات والتى لا تكاد تتحدث، إن فاطمة ترعاها برغم تعبها وأنها بلغت من العمر 56 عامًا إلا أنها لم تقصر معها يومًا، وهى ترعاها وتعاملها أفضل معاملة وتسعى يوميًا من أجل علاجها وإعانتها على العيش، حيث لا تستطيع نعمات القيام بأى عمل خاص بها بمفردها، فهى من تقوم بمساعدتها فى الحياة اليومية العادية، وجميع احتياجاتها الفردية من طعام وشراب وقضاء حاجة.
وطالبت السيدتان المسئولين بالنظر إليهما بعين الرأفة وتوفير ما يساعدهما ويعينهما على الحياة، وطالبتا بمساعدتهما على الحصول على سيارة المعاقين خاصة بعد إنهاء فاطمة شهادة محو الأمية وحصولها عليها بعد أن ذاقت الأمرين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة