-
قاتل "سارة حمدى" أودع مستشفى الأمراض النفسية لمعاناته من اضطرابات سلوكية
-
فتاة العياط قتلت سائق ميكروباص حاول اغتصابها والنيابة تحدد مصيرها
-
مدرب الكاراتيه قتل والدته وشقيقه بسبب "البارنويا"
ليس كل جاني مجرم، وليست كل جريمة تستوجب العقاب، فهناك بعض الجرائم التى عاقب عليها القانون بعقوبات تصل إلى حد الإعدام، ولكن يخرج منها الجانى دون أن يبقى فى السجن حتى 24 ساعة، ولكن كيف يحدث ذلك، وما هى الحالات التى تسقط فيها العقوبات عن الجانى، وكيف تتحقق الجهات المختصة من انطباق الشروط على الجانى حتى تعفيه من العقاب.
القانون
حالات الإعفاء من العقاب
تقول دينا المقدم المحامية، أن القانون حدد حالات إعفاء المتهم من العقوبة، وكان فى مقدمة تلك الحالات هى دفاع الجانى عن نفسه أو عن غيره من خطر قد يهدد الحياة، أو إصابة الجانى بمرض عقلى أو نفسى، يجعله غير مسئول عن تصرفاته، فلا يمكن أن يعاقب إنسان على فعل لم يركتبه بمحض إرادته الحرة.
وتابعت "المقدم" فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن عقوبة القتل تسقط فى حالة دفاع مرتكب الجريمة عن منزله ليلا فى حالة تسلل شخص بهدف السرقة، أو إذا ارتكبت الجريمة بهدف دفع فعل يؤدى إلى وفاة الجانى، أو بهدف منع اغتصاب امرأة أو هتك عرض شخص عنوة، كما تسقط عقوبة القتل العمد فى حالة منع جريمة تصل عقوبتها إلى الإعدام.
قاتل زوجته وابنته أعفى من العقوبة لمعاناته من اضطرابات سلوكية
قبل أقل من عامين من الآن قررت النيابة العامة بجنوب الجيزة حفظ التحقيق فى قضية مقتل شابة فى منتصف العشرينيات من عمرها هى وابنتها الطفلة التى لم يتجاوز عمرها الأشهر المعدودة، ليس لأن الجانى بات مجهولًا، ولكنه كان معلوم كل العلم وكل الدلائل كانت تشير إليه، وهو الزوج الذى يعمل شيف فى إحدى المطاعم، ولكن حفظ التحقيق جاء بعد ثبوت أن الزوج يعانى من مرض نفسى وأنه غير مسئول عن تصرفاته.
جهات التحقيق قررت فى شهر أكتوبر عام 2017 إيداع "حازم.ع" الطباخ مستشفى الأمراض النفسية والعصبية، بعدما ثبت من تقرير اللجنة الثلاثية المشكلة من أطباء مستشفى الأمراض النفسية والعصبية، والخاص بتوقيع الكشف الطبى ومتابعة سلوك المتهم عدم مسئوليته عن تصرفاته، ومعاناته من اضطرابات سلوكية.
سارة حمدى وزوجها القاتل
كيف تثبت جهات التحقيق أن الجانى مريض نفسى
يقول ممدوح عبد الجواد ، الخبير القانونى، أن المتهم الذى يثبت أنه يعانى من مرض نفسى أو عقلى مزمن، لا تقع عليه مسئولية جنائية، لأن شرط أركان الجريمة العلم والإرادة الحرة المنفردة، بمعنى أن يكون المتهم مدرك وواعى لما يفعله أثناء ارتكابه الجريمة، وهو غير متوفر بالنسبة للمرضى العقليين، الذين يتصرفون تصرفات غير واعية أو عاقلة.
وتابع "عبد الجواد"، فى حديثه لـ"اليوم السابع"، أنه فى حالة ثبوت، أن المتهم يعانى من مرض نفسى، يتم إيداعه مستشفى الأمراض العقلية بمعرفة قاضى التحقيق المختص للعلاج، ولا تطبق عليه عقوبة عقب انتهاء فترة علاجه، لأنه فى نظر القانون غير مجرم، مشيرًا إلى أنه من الممكن أن تطبق العقوبة على المتهم المريض النفسى، إذا ثبت أنه كان فى كامل قواه العقلية وقت ارتكاب الجريمة، وأصيب بالمرض العقلى عقب ارتكابها، وهنا توقع عليه عقب تماثله للشفاء.
وأكد "عبد الجواد"، أن المتهم الذى يتم عرضه على الطب النفسى، يخضع للكشف من قبل لجنة مختصة من أساتذة الطب النفسى، ويوضع تحت الملاحظة فترة من الزمن للتأكد من حقيقة إصابته بمرض نفسى دفعه لارتكاب الجريمة، أم أن الأمر مجرد محاولة للهروب من العقوبة المقررة قانونًا.
الطب الشرعى
فتاة العياط دافعت عن نفسها ضد الاغتصاب فقتلت سائق الميكروباص
فى مدينة العياط أقدمت فتاة فى العقد الثانى من عمرها على قتل سائق سيارة ميكروباص، بعدما سددت له 13 طعنة نافذة فى مناطق متفرقة من جسده، بعدما حاول اغتصابها، عقب استدرجه لها إلى المنطقة الصحراوية بقرية "طهما" التابعة للمركز، وحققت النيابة العامة مع الفتاة وأصدرت قرارًا بحبسها 4 أيام وجددها قاضى المعارضات لـ15 يومًا.
الفتاة تنطبق عليها وفقًا للرواية التى سردتها لجهات التحقيق، حالات الإعفاء من العقاب، فهى دافعت عن نفسها ضد خطر الإغتصاب، ولكن كيف يتم اثبات صحة روايتها وكيف يمكن لجهات التحقيق أن تطمئن لما قالت، يقول ممدوح عبد الجواد، أن صدور قرار بحبس الفتاة فى تلك القضية، عائدًا إلى أن الجريمة جريمة قتل، ولم يثبت بعد إذا ما كانت الفتاة فى حالة دفاع فعلى عن النفس أم أنها حيلة من جانبها للإفلات من العقاب.
يتابع "عبد الجواد"، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أنه فى مثل تلك الحالات، تستند جهات التحقيق إلى تحريات المباحث لمعرفة العلاقة بين الفتاة وبين المجنى عليه، وتستند أيضًا إلى أقوال الشهود، وفحص المكالمات الهاتفية على هاتف الفتاة وهاتف المجنى عليه، لمعرفة ما دار بينهما وما دار بينهم وبين أخرين، فى الوقت السابق لوقت حدوث الجريمة، لمعرفة إذا ما كان الحادث مدبر، أم أن الفتاة بالفعل كانت فى حالة دفاع شرعى عن النفس يستوجب معه الإعفاء من العقاب.
فتاة العياط
مدرب الكاراتيه قتل والدته وشقيقه بسبب "البارنويا"
فى حى إمبابة شمال محافظة الجيزة، قتل مدرب كارتيه والدته وشقيقه داخل شقتهم، وبعد إجراء التحقيقات، قررت النيابة عرض المتهم على مستشفى الأمراض النفسية والعصبية، وبعد وضعه تحت الملاحظة لفترة طويلة، تبين أنه مصاب بمرض "البارانويا" وهو عبارة عن أفكار يعتنقها المريض ويؤمن إيمانًا وثيقًا بتعرضه للاضطهاد أو الملاحقة، ويفسر سلوك الآخرين تفسيرًا يتفق مع هذا الاعتقاد مع الشك الدائم في كل الناس، وسوء الظن وتوقع الإيذاء من الآخرين، وبناء على ذلك أمرت النيابة بوضعه داخل أحد المصحات النفسية والعصبية.
مدرب الكارتيه الذى يعانى من البارانويا
وسائل النيابة لاثبات أحقية المتهم فى الإعفاء من العقاب
يقول ممدوح عبد الجواد، أنه فى حالة جرائم القتل فإن النيابة العامة تلجئ إلى الطب الشرعى أولًا من أجل تشريح الجثمان، وتتسلم تقرير الصفة التشريحية حول جثة القتيل، والذى يوضح بشكل كبير كيفية حدوث الوفاة، والتى تحدد أيضًا إذا كان هناك تعمد أو عدم تعمد، أو مقاومة أو بدون مقاومة، وغيرها من الأمور التى توضح الصورة لجهات التحقيق حول كيفية حدوث الواقعة.
وأشار "عبد الجواد"، الى أن ظروف الجريمة تحدد أيضًا مدى انطباق حالات الدفاع الشرعى عن النفس، أو الحالات الأخرى التى يستوجب معها إعفاء الجانى من العقوبة، ولذلك تلجئ جهات التحقيق إلى تحريات المباحث التى تعتمد علي سماع الشهود، وفحص المكالمات الهاتفية، وطبيعة العلاقة بين الجانى والمجنى عليه، وعما إذا كان هناك خلافات بينهم من عدمه، حتى لا يتم إعفاء المتهم من العقوبة، ويسقط حق المجنى عليه، دون أن يكون الجانى مستحقًا لذلك العفو.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة