سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 25 يوليو 1937.. زوجة أحمد حسنين باشا تفضح الملك فاروق وأمه الملكة نازلى بزجل بيرم التونسى «البامية فى البستان تهز القرون»

الخميس، 25 يوليو 2019 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 25 يوليو 1937.. زوجة أحمد حسنين باشا تفضح الملك فاروق وأمه الملكة نازلى بزجل بيرم التونسى «البامية فى البستان تهز القرون» فاروق ونازلى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تزينت الباخرة «النيل» بالأعلام المصرية وهى تغادر ميناء مرسيليا الفرنسى متجهة إلى مصر، وعلى متنها الملك فاروق وأمه الملك نازلى وأخواته والحاشية يتقدمهم رئيس الديوان الملكى أحمد حسنين باشا، وذلك بعد رحلة إلى أوروبا استغرقت نحو خمسة شهور شملت سويسرا وفرنسا وإنجلترا، كان الكاتب الصحفى محمد التابعى ضمن الوفد المرافق، ويقدم وصفا تفصيليا فى كتابه «من أسرار الساسة والسياسة» عن وقائع الشهور الخمسة، وأهمها ممارسات الملك «الصغير» «مواليد 11 فبراير 1920»، ونمو العلاقة الغرامية بين والدته الملكة نازلى، وأحمد حسنين باشا الذى فوجئ بزوجته توزع منشورات فيها أزجال بيرم التونسى، كما يكشف التابعى عن نمو العلاقة بين «فاروق» و«فريدة»  التى انتهت بالزواج أثناء هذه الرحلة.
 
يذكر «التابعى» أن الباخرة غادرت فيشى إلى مرسيليا، ووقف عند أول درجات السلم المرحوم مدحت يكن باشا، والدكتور فؤاد سلطان باشا، وكان بنك مصر وشركاته أوفدهما لكى يكونا فى خدمة فاروق على ظهر الباخرة، يضيف: «سمعنا وفرحنا أن المغفور له طلعت حرب باشا أرسل كذلك عددا من الطهاة المشهورين بطهى الألوان الشرقية، ومعهم «العاصى» المشهور بعمل الطعمية والفول المدمس إكراما لفاروق.
 
استغرقت رحلة العودة إلى القاهرة أربعة أيام، وعلى ظهر الباخرة كان هناك أحاديث لأحمد حسنين باشا، يتذكر التابعى منها ما قاله له حسنين: «لقد كنا فى أوروبا محيطين بالملك، وكان هو يعمل برأينا ويصغى لمشورتنا، ولكننا نعود الآن إلى مصر، وأولاد الحرام هناك كثيرون، ولن نستطيع أن نحلق على مولانا كما كنا نفعل فى أوروبا، ولن يمكننا أن نمنعه من الاتصال بهذا وذاك، كذلك لن نستطيع أن نمنع أولاد الحرام هؤلاء من مقابلته، وأرجو منك وقد أصبحت واحدا منا أن تساعدنى عند أصحابك الوفديين، وتقنعهم بأن فاروق غير فؤاد «والد فاروق»، وأن سياسة الشدة والعنف مع فاروق لا تنفع، لأنه عنيد وذو كبرياء، وقد لمست أنت هذا بنفسك».
 
وصلت الباخرة إلى الإسكندرية عند فجر يوم الأحد «مثل هذا اليوم 25 يوليو 1937»، وحسب وصف «التابعى»: كانت مئات الزوارق تملأ ميناء الإسكندرية، وفيها فرق موسيقى وطبل وزمر وهتافات، ودعوات تتصاعد بحياة فاروق والملك المحبوب، كان الشعب يومئذ يعلق آماله على الملك الغلام، ولكن إن هى إلا سنوات تقل عن عدد أصابع اليدين حتى استحال الحب إلى نقمة، والدعوات الطيبات إلى لعنات يصبها الشعب على رأس الفاجر الطاغية فاروق».
 
يصف «التابعى» الحال الذى كان عليه بيت «أحمد حسنين باشا»، وقت عودته: «عاد ليجد النار مشبوبة فى بيت الزوجية، والألغام مهيأة للانفجار، وزوجته فى ثورة عاصفة مجنونة ضد الملكة نازلى، وضد كل من يمت إليها بصلة أو بسبب، حتى الملك فاروق نفسه، ثم سمع حسنين من بعض أصدقائه ومن بعض رجال القصر الذين لم يصحبوا فاروق فى رحلته، سمع من هؤلاء وهؤلاء أن زوجته السيدة لطيفة قالت كذا وكذا عن جلالة الملكة، وقالت كيت وكيت عن جلالة الملكة، وكيف أنها، زوجة حسنين باشا  تحدثت فى مجلس خاص فى دار فلان باشا، وقصر فلانة هانم، واتهمت جلالة الملكة نازلى بأنها «ماشية» مع حسنين، وأن الملكة عملت كذا وكذا فى باريس، وكيت وكيت فى جنيف ولندن وفيش، وأن الملك فاروق مغفل مثل أبيه الملك أحمد فؤاد». 
 
سمع «حسنين باشا» بهذا، ثم سمع بما هو أدهى وأخطر، وحسب رواية «التابعى»، كانت السيدة لطفية زوجة أحمد حسنين باشا، تزور سيدة ذات يوم سيدة من الأسرة اليكنية «نسبة إلى يكن باشا»، وكانت كعادتها فى تلك الأيام، تنتهز فرصة لكى تطعن فى الملكة نازلى وفى سلوكها وتروى عنها القصص والحكايات، ومنها قصة زواجها بالملك أحمد فؤاد، وكيف هربت نازلى، وكيف ضبطوها، والشائعات التى أحاطت بالزواج المذكور، ثم الشائعات التى انتشرت بعد مولد فاروق، وهنا اشترك فى الحديث محام شاب، وقال إن أديبا اسمه بيرم التونسى كان سجل هذه الشائعات فى أزجال رددتها شوارع الإسكندرية والقاهرة، وتغنت بها إبان ثورة عام 1919، وأن الأديب المذكور نُفى خارج البلاد بسبب هذه الأزجال.
 
يضيف «التابعى»: «كادت لطيفة تقفز فرحا، وطلبت من المحامى الشاب، وألحت فى الرجاء أن يحصل لها على نصوص الأزجال المذكورة، واستطاع المحامى بعد جهد أن يحصل عليها، وطبعت لطيفة هانم بضعة آلاف نسخة من الأزجال المذكورة فى شكل نشرة صغيرة، وعملت على توزيعها يوم عود فاروق وأمه نازلى من أوربا يوم «25 يوليو 1937»، ومنها: «البامية فى البستان تهز القرون/ وجنبها القرع الملوكى اللطيف/ والديدبان يرمح يجيب الزبون/ وربة الجارية تجيب الرغيف/ شوف الميراث حصل ولاد البطون/ ودخل الأغراب «فاميلية» على/ يابا ديشاه دنت ابنك ابنك ظهر/ ربك يبارك لك فى عمر الغلام/ نزل يلعلط تحت برج القمر/ يا خسارة بس الشهر كان مش تمام». 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة