فلذات أكباد الوطن، يبزغ بهم فجر وليد يبدد الظلام، عيون ساهرة جديدة تخرجوا اليوم من مصنع الرجال أكاديمية الشرطة، ليحرسوا فى سبيل الله.
هذا الشبل من ذاك الأسد، مقولة انطبقت على خريجي الشرطة الجدد أبناء الشهداء، الذين قرروا الإلتحاق بكلية الشرطة لاستكمال مسيرة ذويهم.
"علاء عاطف الإسلامبولى" أحد خريجي الشرطة الجدد الذين تخرجوا اليوم، وهو ابن الشهيد عاطف الإسلامبولى مفتش مباحث جنوب الجيزة، حيث قالت تحدثت شقيقته أمام الرئيس، أن والدها توفى يوم 1 أبريل عام 2015 وهذا اليوم لن تنساه، مضيفة وهى تبكى: "أنا بنت الشهيد أنا بنت البطل، وبقول لكل بنت شهيد خليكى دايمًا فخورة مش مكسورة.. الفراق صعب لكن لازم نكون زيهم ونبنى ونعلى فى بلدنا"، معبرة عن فرحتها فخرها بتخرج شقيقها من أكاديمية الشرطة حتى يستكمل مسيرة والده الشهيد.
وتحدثت "دينا عاطف" بنت الشهيد لـ"اليوم السابع" مؤكدة أنها فخورة بتخرج شقيقها من مصنع الرجال، مضيفة: كان والدى يحلم بالتحاق أخى بكلية الشرطة، والحمد لله الحلم تحقق الآن، وأشعر أن والدى سعيد فى قبره.
وحول حديث الرئيس معها، قالت ابنة الشهيد إن الرئيس قال لى: "أنا حسّيت بكلامك ووصل ليا.. وكلنا معاكى".
وأردفت ابنة الشهيد، لو تمكنت من الالتحاق بكلية الشرطة لفعلت ذلك لاستكمال مسيرة الوالد الذى رسخ فينا حب الوطن.
والتقطت والدتها أطراف الحديث منها، قائلة: "لم أخف ولم أتردد عندما طلب منى ابنى الالتحاق بكلية الشرطة، لاستكمال مسيرة والده، وليكون بطلاً مثله بالتمام.
ومن جانبها، عبرت زوجة الشهيد جمال مهنى، عن سعادتها بتخرج ابنها اليوم من كلية الشرطة وتنفيذ وصية والده، معلقة: "اللى خلف مامتش".
وأضافت والدة الشهيد فى حديثها لـ"اليوم السابع": "ابنى اتخرج اليوم أزاح الحزن من القلوب، وكنت أتمنى يكون والده معنا ليفرح به، والآن لى اثنين فى الشرطة وفخورة بهما".
وخطفت والدة البطل عمر القاضى المشهد، بعدما قبل الرئيس رأسها، وتم إطلاق اسم ابنها على دفعة الشرطة 2019.
وقالت والدة الشهيد، إنها سعيدة بإطلاق اسم ابنها على دفعة الشرطة 2019، وهذا التكريم من وزير الداخلية أعاد الفرح لقلبها.
وأضافت والدة الشهيد فى حديثها لـ"اليوم السابع"، ابني تمنى الشهادة ونالها وسعيدة بتكريمه المستمر، وحول حديث الرئيس معها، قالت والدة الشهيد لـ"اليوم السابع" أن الرئيس قال لها: "خير ما ربيتى" ثم طلب منى تقبيل رأسى.
ويعد النقيب عمر القاضى بطل من طراز خاص، توفى والده وهو طالب بكلية الشرطة، وكانت والدته تضع آمالا كبيرة عليه، وعقب تخرجه عمل بالأمن المركزى، وعرف القاضى بين زملائه بالجدية والحزم والتدين وحبه لعمله ومساعدته المستمرة للآخرين.
أصيب القاضى فى حادث سابق ولكنه كان مشغولا دوما بعمله وتفانيه فيه، ورغبته المستمرة فى الاستشهاد، حيث كتب عدة تدوينات أبرزها: "لكل أجل كتاب، عيدوا انتم وأنا هستناكم هنا"، "ربما الموت يقترب منى وأنا لا أشعر به لطفك يا الله فى سكرة موتى أن تكون خاتمتى حسنة ثم الجنة".
استشهد البطل فى كمين البطل 14 بسيناء الحبيبة مع تكبيرات عيد الفطر المبارك لتزفه الملائكة بطلا وشهيدا لجنة الخلد مع النبيين والصديقين والشهداء.
وشهدت كلية الشرطة صباح اليوم، السبت، تخريج دفعة جديدة من طلابها أمام الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى حرص على حضور الحفل بأكاديمية الشرطة فى القاهرة الجديدة.
وحضر الحفل، المهندس مصطفى مدبولى رئيس الوزراء، واللواء محمود توفيق وزير الداخلية، وعدد من الوزراء، وشخصيات عامة، وقيادات أمنية سابقة، فضلاً عن عدداً من الإعلاميين ورؤساء تحرير الصحف.
وتعد أكاديمية الشرطة المصرية صرح علمى أمنى شامخ حملت على مر التاريخ مشعل العلم فى خدمة الأمن فهى ملحمة الوطنية ومصنع الرجال، والمتتبع لتاريخ أكاديمية الشرطة يكتشف أنها لم تتوقف عن الوفاء برسالتها فى إعداد وتأهيل رجال الشرطة المؤهلين على أعلى مستوى تعليمياً وتدريبياً وبحثياً فهى من أقدم أكبر أكاديميات الشرطة فى العالم وهى الأولى على المستوى الإقليمى صاحبة الريادة والمكانة على كافة المستويات والأصعدة الوطنية والإقليمية والدولية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة