سفير الصين الجديد بالقاهرة: منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية فرصة لتعزيز التعاون الثلاثى

الثلاثاء، 02 يوليو 2019 08:55 ص
سفير الصين الجديد بالقاهرة: منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية فرصة لتعزيز التعاون الثلاثى الرئيس السيسى ونظيره الصينى
(أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أعرب لياو لى تشانج سفير الصين الجديد لدى مصر عن سعادته بأن اقامة منطقة التجارة الحرة القارية الافريقية خلال رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى، ستمثل ضمانا قويا لتعزيز وحدة القارة الإفريقية وتتيح فرصة سانحة لدعم التعاون الثلاثى بين الصين ومصر والدول الأفريقية الأخرى.

وقال سفير الصين - فى حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الثلاثاء، إن الرئيس الصينى شى جين بينج أكد خلال القمة الصينية – الأفريقية المصغرة التى عقدت على هامش قمة مجموعة العشرين فى مدينة أوساكا اليابانية أن سعى الصين والدول الأفريقية إلى التعاون القائم على الكسب المشترك والتنمية المشتركة لن يتغير، وأن الإرادة الصينية الإفريقية لبناء مجتمع مشترك أقوى لن تتغير، على الرغم من الأوضاع الدولية المعقدة ومحاولة بعض القوى للتدخل.

وأضاف أن الرئيس الصينى قد أكد عزم الصين الصادق لتبنى الإجراءات الحقيقية لتعزيز التعاون مع أفريقيا، بصفتها صديقا حميما وأخا عزيزا وشريكا طيبا للقارة السمراء، منوها بأن التعاون الصينى الإفريقى حقق ثمارا كبيرة فى ظل رعاية الرئيس الصينى .

وأفاد السفير الصينى بالقاهرة بأن الرئيس عبد الفتاح السيسى أكد خلال القمة حرص مصر على تعزيز الشراكة الإفريقية- الصينية والعمل المشترك على تحقيق أهداف أجندة الاتحاد الإفريقى 2063 وأجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة، بالاضافة إلى أهمية مشروع " طريق القاهرة – كيب تاون " ومشروع الربط الملاحى بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط وغيرهما من المشاريع الأفريقية الكبرى، مما يدل على الطموح المصرى لتحقيق التكامل الإفريقي.

وقال إن مصر طرحت " رؤية مصر 2030 " ومشروع تنمية محور قناة السويس وتستهدف أن يصل الناتج الاجمالى المحلى إلى 12 فى المائة بحلول عام 2030، مؤكدا أهمية أن تستفيد مصر من الأيدى العاملة والأموال والتكنولوجيا والمعلومات وغيرها من عناصر الإنتاج فى السوق الدولية، وتجد مكانها فى السلسلة الصناعية العالمية.

وكانت القمة الصينية – الأفريقية المصغرة قد عقدت برئاسة الرئيس الصينى شى جين بينج والرئيس عبد الفتاح السيسى الرئيس الحالى للاتحاد الأفريقى ورئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا الرئيس السابق لمنتدى التعاون الصينى – الأفريقى والرئيس السنغالى ماكى سال الرئيس الحالى لمنتدى التعاون الصينى – الأفريقى و أنطونيو غوتيرس أمين عام الأمم المتحدة، وذلك على هامش قمة مجموعة العشرين بأوساكا.

وأكد السفير الصينى أن مصر تعد أول دولة عربية وإفريقية اقامت العلاقات الدبلوماسية مع الصين وهناك تبادل للفهم والثقة والدعم بين البلدين منذ اقامة العلاقات الدبلوماسية منذ 63 عاما وشهدت العلاقات الثنائية طفرة كبيرة فى السنوات الأخيرة، حيث زار الرئيس عبد الفتاح السيسى الصين 6مرات وعقد 8 لقاءات مع الرئيس الصينى مما أثمر عن تعزيز التعاون العملى بين البلدين وسجل فصلا متميزا فى تاريخ التواصل بين البلدين.

ونوه إلى أن قيام الرئيس بينج برفع مستوى العلاقات مع مصر إلى مستوى الشراكه الاستراتيجية الشاملة خلال زيارة الرئيس السيسى للصين عام 2014 واعتبر هذه العلاقات نموذجا يحتذى به فى العلاقات بين دول العالم، مشيرا إلى الزيارة التاريخية لبينج عام 2016 والتى ساهمت فى الإسراع من وتيرة تطوير العلاقات الثنائية والارتقاء بمستواها .

وقال السفير الصينى إن مصر تعد من أوائل الدول التى أعلنت عن دعمها لمبادرة "الحزام والطريق " وشاركت فى بنائها، مشيرا إلى مشاركة الرئيس السيسى فى إبريل الماضى فى الدورة الثانية لمنتدى "الحزام والطريق" للتعاون الدولي، حيث أكد على حرص مصر على ربط مبادرة "الحزام والطريق" بمشروع تنمية محور قناة السويس والارتقاء بمستوى التعاون المصرى – الصينى .

وأكد السفير الصينى الجديد أن بلاده ستواصل جهودها فى دفع عجلة التعاون فى القدرة الإنتاجية والبنية التحتية وغيرهما من المجالات، وفى مقدمتها مشروع إنشاء منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة ومشروع القطار المكهرب الذى يربط بين مدينة العاشر من رمضان والعاصمة الإدارية الجديدة، وأن هذا التعاون سيعود فوائد كثيرة على البلدين والشعبين المصرى والصينى .

وأفاد بان منطقة "تيدا "السويس للتعاون الاقتصادى والتجارى الصينى والمصرى بعين السخنه تعد مشروعا تعاونيا رئيسيا فى إطار مبادرة "الحزام والطريق"،و نجحت فى جذب استثمارات بقيمة أكثر من مليار دولار، كما أن الاستثمارات الصينية فى مصر قد خلقت فرص العمل لحوالى 40 ألف مصرى وساعدت الموظفين المصريين على رفع قدراتهما الفنية والإدارية، مشيرا إلى أن الصين وفرت فرص التدريب لمئات المهنيين المصريين فى مجالات كثيرة، بما فيها مجالات التكنولوجيا العالية مثل الاستشعار عن بعد عبر الأقمار الاصطناعية.

ونوه السفير الصينى بمشاركة مصر فى الدورة الأولى للمعرض الاقتصادى والتجارى الصينى والإفريقى التى عقدت مؤخرا فى مقاطعة هونان الصينية، حيث أتيحت لمصر عرض فرصها الاستثمارية ومناخها الاستثمارية باعتبارها ضيف الشرف للمعرض، سعيا إلى جذب المزيد من الاستثمارات الصينية إلى مصر وتعزيز التعاون الثنائى فى مجالات البنية التحتية وصناعة السيارات والزراعة والاتصالات وغيرها.

وذكر أنه استقبل أربعة وفود وزارية صينية زارت مصر خلال الأسبوعين الماضين واستقبل فى المطار رئيس مجلس النواب المصرى الدكتور على عبد العال الذى عاد من الصين بعد زيارة ناجحة مشيرا إلى أنه عقد لقاءات كثيرة مع المسئولين من الجهات المصرية المعنية وحضر العديد من الفعاليات مثل مهرجان الأفلام السينمائية الصينية بمناسبة الذكرى الـ70 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية .. مؤكدا استعداد بلاده لبذل جهود مشتركة مع مصر لمواجهة كافة التحديات وخدمة قضية التنمية والازدهار على المستويين الإقليمى والعالمي.

وعن قمة مجموعة العشرين، أفاد لياو لى تشانغ السفير الصينى الجديد أن هذه القمة عقدت فى ظل الأوضاع الدولية المتغيرة والمعقدة والتى طرحت تساؤلات حول التزام المجتمع الدولى بالتعددية وتمسكه بالانفتاح، موضحا أن الرئيس بينج طرح مبادرة بناء النمط الجديد للعلاقات الدولية ومجتمع المصير المشترك للبشرية، مما يؤكد على مدى إلتزام بكين بالمسئولية الدولية وحكمة القيادة الصينية .

وأضاف أن الرئيس بينج دعا خلال قمة العشرين إلى التعددية والتعاون والشمولية والكسب المشترك، مشيرا إلى أن الانفتاح هو لغة العصر الذى تترابط مصالح دول العالم فيه، ويجب على كافة الأطراف الالتزام بالحوكمة العالمية القائمة على التشاور والتشارك والتنافع والدفاع عن النظام الدولى المبنى على القانون الدولى تكون فيه الأمم المتحدة مركزه ومنظومة التجارة المتعددة الأطراف المبنية على القواعد التى تعد فيها منظمة التجارة العالمية محوره، سعيا وراء الحفاظ على التعددية والتجارة الحرة ودمقرطة العلاقات الدولية وبناء الاقتصاد العالمى المفتوح.

وأشار السفير الصينى لدى القاهرة إلى ما أكد عليه مستشار الدولة وزير الخارجية الصينى وانغ يى أن امتداد الأحادية والحمائية يُضعِف الثقة المتبادلة والتعاون بين دول العالم ويشكل تهديدا لقواعد النظام الدولى ويؤدى إلى تراجع النمو الاقتصادى العالمى ،وأنه لا خيار أمامنا إلا التمسك بالتعددية التى لا تتناسب مع تيار الترابط الاقتصادى العالمى فقط، بل تسهم أيضا فى الحفاظ على مصالح الدول النامية، موضحا أن الأحادية تهدف إلى إبعاد الدول النامية عن الثورة الصناعية الرابعة لتكون ضحايا تعديلات السلسلة الصناعية العالمية.

وأكد أن قناة السويس تمثل ممرا مائيا دوليا مهما، حيث تمر من خلاله 80% من البضائع غير النفطية المنقولة بين آسيا وأوروبا، وتستوعب القناة سنويا مليار طن من البضائع أى ما يعادل 24% من إجمالى حجم تجارة الحاويات العالمية، موضحا أنه فى حالة تراجع التجارة المتعددة الأطراف، فمن المستحيل أن تستفيد مصر من موقعها الجغرافى ولهذا يجب الحفاظ على نظام التجارة متعددة الأطراف الذى يعبر عن مصالحنا المشتركة.

وعن لقاء بينج وترامب، قال السفير الصينى إن الرئيس بينج أجرى مباحثات مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب التى جذبت أنظار العالم والتى أكد فيها أن الصين والولايات المتحدة تستفيدان من التعاون وتخسران من المواجهة، خاصة أن مصالح البلدين تترابط وتتشابك بشكل كبير، ويتعين عليهما العمل على تحقيق التنمية المشتركة من خلال التعاون فى مختلف المجالات بدلا من المواجهة.

وأوضح السفير الصينى أن الرئيسين الصينى والأمريكى اتفقا على استئناف المشاورات التجارية على أساس المساواة والاحترام المتبادل وعدم قيام الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية إضافية جديدة على المنتجات الصينية، لافتا إلى أن استقرار العلاقات الصينية الأمريكية له دور إيجابى فى تطوير الاقتصاد العالمى وسيعود بالخير على شعوب العالم.

وقال إن "الرئيس ترامب أكد خلال اللقاء أن الولايات المتحدة ستسمح للشركات الأمريكية ببيع قطع الغيار لشركة هواوى وترحب بدراسة الطلاب الصينيين فى بلاده، مشيرا إلى أن شركة هواوى شركة خاصة صينية مشهورة، وتمتلك تكنولوجيا الجيل الخامس والتى تمثل أفضل طريق لتحقيق التحول الرقمى فى الدول النامية و تحتل الآن المرتبة الثانية فى السوق المصرية للهواتف المحمولة، وتلعب دورا مهما لخدمة تطور مجالى الاتصالات والاقتصاد الرقمى بمصر.

وذكر أن الرئيس الصينى قد أعلن خلال قمة أوساكا عن موقف بكين الايجابى بفتح الأسواق وزيادة الواردات وتحسين بيئة الأعمال التجارية ودعم التجارة الحرة وتعزيز التكامل الاقتصادى الإقليمى و تبنى إجراءات جديدة فى هذا الصدد، معربا عن ترحيب الصين بمشاركة كل الشركاء فى بناء "الحزام الطريق".

وأوضح أن الإجراءات الصينية الجديدة للانفتاح تستشرف آفاقا مشرقة لتعميق التعاون بين الصين ومصر وغيرها من الدول الواقع على طول "الحزام والطريق".

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة