على الهواء مباشرة، يهل مذيعو قنوات الإخوان على متابعيهم، ويتشدقون بالكلمات المطالبة بالحرية والعدل، ويتناسون أنهم يتجسسون على بعضهم حيث تمتلئ قنواتهم بفضائح وجرائم كالتحرش والنصب والاحتيال، فضلا عن بث الشائعات والأكاذيب.
فى السطور التالية نرصد اعترافات من داخل الإخوان تكشف حجم الجرائم داخل هذه القنوات فضلا عن كيفية الإدارة المشبوهة لها.
القنوات الإخوانية تنتهك قانون العمل التركى
أولى هذه الاعترافات، ما كشفه عماد أبو هاشم، أحد حلفاء الإخوان المنشقين عنهم مؤخرا، والمقيم فى تركيا، حيث أكد أن العاملين فى قنوات الإخوان الفضائية بتركيا يتم توظيفهم بدون تصاريح عملٍ و دون التعاقد كتابةً معهم و دون التأمين عليهم و بأجور دون الحد الأدنى ، بالإضافة إلى عدم التزام الإخوان بتوظيف النسب المقررة من العمالة التركية ، و ذلك - كله - بالمخالفة لقانون العمل التركي و كافة مواثيق العمل الدولية.
شهادة عماد أبو هاشم جاءت فى تدوينة له عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، والتى استكملها بقوله إن الغريب فى الأمر أن السلطات التركية - منذ البداية - و هى على علمٍ تامٍ بكل هذه الأفعال المؤثمة بموجب قوانينها السارية إلا أنها تغض الطرف عنها تمامًا ، فى حين أنها تُعاقِب المواطنين الأتراك من أصحاب المنشآت المماثلة على ارتكاب أى فعلٍ مماثلٍ من هذه الأفعال بغراماتٍ تُقَدَّر بآلاف الليرات عن كل عاملٍ مخالفٍ ، هذا بالإضافة إلى غلق المنشأة المخالفة بالطبع.
وأوضح أبو هاشم ، أن الأتراك الذين أصبحوا بالنسبة إلى الإخوان فى تركيا مجرد مواطنين من الدرجة الثانية ربما يخرجون - قريبا - فى مظاهراتٍ حاشدةٍ ليطالبوا الحكومة التركية بمساواتهم بالوافدين الجدد من الإخوان الذين أصبحوا بما تقرر لهم من امتيازاتٍ و حصاناتٍ هم مواطنو الدرجة الأولى فى تركيا ، و لمَ لا و قد أصبح الإخوان فوق القانون التركى يحاسِبون و لا يحاسَبون .
ولفت عماد أبو هاشم، إلى أن ما تفعله عصابات الإخوان فى الخارج من انتهاكاتٍ علنيةٍ لحقوق الإنسان و ذلك بتشغيل المُستضعَفين من أتباعها عن طريق السخرة فى المنشآت التابعة للتنظيم وتهديدهم بالوشاية بهم إلى السلطات التركية لتقوم بحبسهم أو ترحيلهم، إن هم أبدوا أى اعتراضٍ على ذلك إنما يُعَدُّ - و بحق - جريمةً إنسانيةً يجب أن تسترعى انتباه المجتمع الدولى بأسره .
وتابع عماد أبو هاشم: أين الحكومة التركية مما يرتكبه الإخوان من جرائم على أرضها أم أنها ستلجأ إلى تعديل قانون العمل التركى ليتوافق مع أوضاع الإخوان كما اعتادت من قبل ؟! و أين المنظمات الحقوقية المعنية و جمعيات الرفق بالإخوان حول العالم من ذلك كله أم أن الإخوان خارج مصر لا حقوق لهم يدافع عنها المجتمع الدولى ؟! أين هؤلاء جميعًا كى يرصدوا معسكرات السخرة فى الخارج حيث يجبر الإخوان أتباعهم المُستضعَفين على العمل فى ظروفٍ غير آدمية و بأجورٍ متدنيةٍ جدا ؟!
وقال أبو هاشم: أنا لا أدافع عن حقوق هؤلاء الذين يتجرعون كئوس الذل و المهانة جراء خيانتهم لمصر ، فليدافعوا - هم - عن حقوقهم أو يستغفروا لذنوبهم التى اقترفوها فى حق وطنهم بإصلاح ما أفسدوه ، و لكننى أردت - فقط - أن أفتح هذا الملف بهدف جذب انتباه جمعيات الرفق بالإخوان لعلهم إلى الحق يرشدون .
أيمن نور والإخوان يتجسسون على العاملين فى قنواتهم
هذه الاعترافات تؤيد ما كشفه رامى جان أحد مقدمى البرامج فى قنوات "مكملين والشرق" وعاد مؤخرا لمصر، إذ قال نصا إجابة على سؤاله كيف اكتشفت التنصت عليك ؟ :"كنت مقيما فى شقة بمفردى وبعد خلافى مع قناة مكملين وتخفيض راتبى إلى النصف اضطررت للإقامة مع آخرين فى شقة أخرى، وكان يقيم معى سورى وليبى ومصريين وكلهم إخوان، وعلمت فيما بعد أنهم كانوا جزءا من الرقابة على، لاحظت إشارات كثيرة حول التنصت على، وبدأت فى جمع الأدلة المادية، فعثرت فى مرة على مفتاح داخل غرفتى، وتأكدت أن الغرفة يتم فتحها فى غيابى، فتحدثت مع صاحب الشقة وهو تركى ينتمى للإخوان لديه حوالى 12 شقة فى اسطنبول يؤجر غالبيتهم للإخوان، وبعد أن مارست عليه ضغوطا اعترف بأنهم بالفعل دخلوا غرفتى فى غيابى وأرسلت الاعتراف لأيمن نور وفوجئت برد باهت وبارد منه وكأن شيئا لم يحدث، وبدأ يحاول إقناعى بعدم التقدم ببلاغ للشرطة حتى لا أتعرض لاتهام ببلاغ كاذب.
وتابع :"ذهبت لتحرير محضر فى قسم الشرطة، وكان لدى مخاوف بأننى ممنوع من السفر من جانب السلطات التركية وأردت أن اختبر هذا الأمر، وكان هدفى من المحضر أنه بعد استدعاء صاحب الشقة سيكشف لجهات التحقيق أن الإخوان وأيمن نور هم الذين طلبوا منه التجسس على، ففوجئت بأن السلطات التركية تحتجزنى بزعم أن أوراق إقامتى ليست كاملة ولم يتم تجديدها وهذه حجة واهية للغاية، وتجاهلوا موضوع البلاغ الذى تقدمت به.
وبسؤاله عن - هل كل الهاربين فى تركيا أوراق إقامتهم سليمة؟ قال نصا :"بين كل 10 من الممكن أن تجد 1 فقط لديه جواز سفر سارى وليس حتى إقامة مجددة، دخلوا تركيا بجواز السفر، لكن ليست لديهم أوراق إقامة أو تصاريح عمل أو أى شئ من هذا القبيل، لأن هذه القنوات من الأساس لا تعمل فى إطار شرعى والسلطات التركية لا تعترف بها ولم تسمح لها باستصدار أوراق للعمل على أراضيها، وإنما هذه القنوات تعمل وفقا لتفاهمات غير قانونية بين الإخوان والسلطات التركية، وفى اللحظة التى سيقرر فيها الجانب التركى إنهاء وجود الإخوان على أراضيهم سيفعل ذلك.
اعترافات وشهادات المستشار عماد أبو هاشم ورامى جان تحتوى على قواسم مشتركة أولها أن هذه القنوات تعمل بشكل غير مشروع فى تركيا مما يؤكد أن النظام التركى برئاسة رجب طيب اردوغان يستخدم هذه القنوات، بالإضافة إلى أن هذه القنوات تتجسس على جميع العاملين فيها.
تعسف قنوات الاخوان ضد العاملين فيها
وفى هذا السياق، قال طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن قنوات الإخوان تتعامل بتعسف ضد العاملين بقنواتها، خاصة أنها تلقى تواطئ من السلطات التركية التى تعلم بانتهاكات الإخوان لحقوق العاملين بقنواتها التى تبث من مدينة إسطنبول التركية.
ولفت القيادى السابق بجماعة الإخوان، إلى أن أزمة طرد عشرات العاملين من قناة الشرق الإخوانية خلال الفترة الماضية بدون أسباب بجانب الرواتب الضعيفة للعاملين مقابل أرقام باهظة لقيادات الإخوان ومذيعيهم يؤكد الفضائح المنتشرة داخل قنوات الإخوان.
فيما فضح طارق أبو السعد، القيادى السابق بجماعة الإخوان، والخبير فى شؤون الحركات الإسلامية، أيمن نور رئيس قناة الشرق الإخوانية، متهما إياه بأنه يزرع شخصيات جواسيس داخل قناته، خوفا من انتفاضة العاملين بقناته الإخوانية ضده، خاصة بعد أزمة طرد العشرات من العاملين بقنوات الجماعة خلال الفترة الماضية.
وقال الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية، إن أيمن نور شخص مريب، واستيلائه على قناة الشرق الإخاونية جاء في ظروف مريبة جدا ، وبالتالي من الطبيقي أن يكون له جواسيس بين الإخوان.
وأوضح طارق أبو السعد، أن الأزمات المتكررة بين أطقم العمل داخل القناة الإخوانية وبينه تجعله يفكر كثيرا في الخطوات الاستباقية التي يجب أن يتخذها ولا يمكن نسيان أنه يتعامل مع تنظيم سري قائم على عقد اجتماعاته بعيدا عن القيادة الطبيعية فالشك دائما موجود داخل أيمن نور.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة