"ما هؤلاء الاخوان!!.. نحن نعيش فى الجمهورية التركية ومصلحة الجمهورية التركية تعلو على آى شئ" كانت هذه كلمات ضمن تصريحات زعيم المعارضة التركية كمال كليجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهورى، والتى أكدت حقيقة أن جماعة الإخوان أصبحت عبء على السياسة التركية، كما تشير أيضا إلى حالة من الضيق والغضب النظرة المتعالية التى ينظر بها الأتراك إلى الإخوان .
تصريحات كمال كليجدار التى أعادت منصات تركية معارضة بثها على شبكة الانترنت، بعد ترجمتها إلى العربية، تصمنت مجموعة من الرسائل الهامة بشأن الإخوان والعلاقات بين مصر تركيا، حيث قال بوضوح: "اذا أرادت تركيا ألا تخسر فى السياسة الخارجية، وأرادت أن تكسب أولا لابد أن يتخلى أردوغان عن الإخوان لابد أن يتركهم".
وطالب زعيم المعارضة التركية بضرورة المصالحة مع مصر، حيث قال: "ثانيا عليك أن تتصالح مع مصر.. لماذا نتصارع مع مصر.. نحن لدينا تاريخ مشترك مع مصر.. ولدينا ثقافة مشتركة مع مصر.. لماذا نتصارع .. باى داع نتصارع".
وتابع :"تركيا تدفع الثمن غال لهذا الصراع ..لابد أن نرسل سفيرا لرسالتنا فى مصر .. ولابد أن نتصالح مع مصر نحن لدينا ثقافة مشتركة ولدينا تاريخ مشترك".
إعادة تداول تصريحات زعيم المعارضة التركية، تأتى بعد معركة انتخابات بلدية إسطنبول، التى انتهت بفوز أكرم إمام اوغلو زعيم حزب الشعب الجمهورى، وعودة المعارضة العلمانية فى تركيا الى صدار المشهد، يؤكد الوضعية الهشة لجماعة الإخوان فى تركيا وأن وجودهم أصبح مرتبط فقط بشخص أردوغان.
بشير عبد الفتاح: أردوغان يفرض مشروعه الشخصى على تركيا
وأكد بشير عبد الفتاح، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتجية، أن المعارضة فى تركيا موقفها سلبى من الإخوان منذ البداية، ويروا أن الجماعة حمولة زائدة مرتبطة ارتباط شخصى بالرئيس أردوغان، لكنه يحب أن يسبغ هذا الأمر على الشعب التركى، حيث يحمل الدولة فوق طاقتها، مشيرا إلى أن تصريحات كمال كليجدار تعنى بشكل واضح مطالبة الرئيس التركى بالا يفرض مشاريعه الخاصة على الدولة التركية .
وأشار عبد الفتاح إلى أن أردوغان سبق أن استغل اللاجئين السوريين كرصيد له، والمعارضة أدركت هذا الأمر وارادت أن تفوت عليه هذه الفرصة، ونفس الأمر تكرر بالنسبة للإخوان لكن المعارضة تعلم أن أردوغان يسعى لتحقيق مشروع شخصى حتى لو كلف تركيا خسائر طائلة .
كرم سعيد: المعارضة التركية ومحور الممانعة داخل العدالة والتنمية اتفقوا ضد الإخوان
وقال كرم سعيد الخبير فى الشئون التركية، إن هذا الخطاب ليس هو الأول من نوعه، لكن عددا كبيرا من قادة المعارضة التركية ومحور الممانعة داخل حزب العدالة والتنمية سبق أن أعربوا عن استيائهم من توجه الرئيس التركى نحو القاهرة نظرا للعلاقات التاريخية، التى تجمع بين البلدين وحجم المصالح المتبادلة بينهما.
وأضاف: "منحنى التوتر بين مصر وتركيا بدأ يظهر منذ العام 2011 عندما تدخل أردوغان على خط الثورة المصرية، وبعدها دعم جماعة الإخوان، لكن التغير الذى أحدثه 30 يونيو كان صادما لتركيا بعد انهيار استراتجية دعم جماعات الإسلام السياسى فى الوصول للسلطة تحت رعاية أردوغان".
واشار إلى أن تصريحات كمال كليجدار أوغلو تأتى بالتزامن مع صعود نجم المعارضة التركية وانفصال قيادات تاريخية عن حزب العدالة والتنمية وإتجاههم لتأسيس حزب سياسى جديد ،وانهيار الوضع الاقتصادى فى تركيا.
وأضاف: "أتصور أننا أمام 3 سيناريوهات للتعامل مع الموقف أولها هو تحسن شامل فى العلاقات المصرية التركية وهذا أمر مستبعد، والثانى هو بقاء الأوضاع على ما هى عليه مع تراشق إعلامى فى مناسبات مختلفة ،والثالث هو أن يحدث تحسن محدود فى العلاقات بين البلدين فى ضوء ضغوط من رجال الأعمال أصحاب المصالح فى استئناف العلاقات".
من ناحيته يقول هشام النجار الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية، إن تصريحات كمال كليجدار أوغلو جاءت فى سياق العملية الانتخابية كدعاية مضادة لدعاية اردوغان فى التنافس على الانتخابات البلدية، كما وصفها بالهامة ده وأنها تواجه الاسترانتجية التى يعتمد عليها أردوغان فى الهروب من الأزمات الداخلية باستدعاء المشاكل الخارجية، وأضاف: "تمكن كمال كليجدار من أن يحرم أردوغان من توظيف القضايا الخارجية لخدمة سياساته وهذه لمحة ذكية جدا حيث واجهه بالمشاكل التى تسببت فيها سياسات أردوغان الخارجية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة