أكثر الأماكن تلوثا على الكوكب، ربما لم نسمع عنه من قريب أو من بعيد، أطلق عليها مدينة الأشباح المهجورة نظرا لأن السلطات أزالت جميع العلامات الاسترشادية الخاصة بها على الطرق وعلى الخرائط، بسبب هوائها السام.
وكشفت صحيفة "ذا الصن" أن مدينة يتينوم أو مدينة الأسبستوس التى تقع في غرب أستراليا للتعدين، ازدهرت بها الحياة في عام 1943 ، عندما بدأ التعدين للأسبستوس الأزرق لأول مرة، والأسبستوس عبارة عن مجموعة معادن ليفية تتكوّن طبيعياً، كانت لها فائدة تجارية في الماضي، نظراً لمقاومتها غير العادية لقوة الشدّ، ورداءة توصيلها للحرارة، ومقاومتها النسبية لهجمات المواد الكيميائية عليه، لذلك كان التعدين فى ذلك المجال يدر ربحا كثيرا فسرعان ما أصبحت أكبر مدينة فى المنطقة.
تحذيرات من دخول المدينة
ولكن بعد وفاة 2000 شخص على الأقل فى تلك المدينة بسبب الهواء السام، أغلقت المناجم فى عام 1966 لتموت الحياة فى تلك المدينة منذ ذلك الوقت، ووفقًا لجمعية أمراض الأسبستوس في أستراليا، لتشن السلطات الأسترالية حملة لتبيد تلك المدينة من أرض الواقع، فقامت بعزل المنطة تماما على المناطق المأهولة، وأزالت جميع العلامات الاسترشادية لها ، وقامت بعزلها من الخريطة، كما قامت بنشر تحذيرات من الذهاب لتلك المدينة تماما، بالإضافة إلى هدم المبانى وإغلاق مكبات النفايات من المناجم ، وتم فصلها عن الشبكة الوطنية.
وعلى الرغم ذلك، لن يتوقف السياح عن زيارة تلك البلدة المهجورة في أستراليا والتي تم وصفها بأنها "أكثر الأماكن تلوثًا على هذا الكوكب" على الرغم من أن الهواء السام يمكن أن يكون مميتًا.
المدينة المهجورة
وفى ذلك الصدد، قال وزير شؤون السكان الأصليين بأستراليا، أنه من الحماقة زيارة تلك المدينة ، لانك تعرض نفسك ومن معك إلى الأمراض المميتة فى تلك المنطقة، ناصحا أى شخص بعدم زيارتها مطلقا.
ولكن مع الأبحاث العلمية والطبية، اكتشف العلماء أن تلك المادة قاتلة للبشر بشكل سريع جدا، حيث تمثّل جميع أشكال الأسبستوس مواد مسرطنة بالنسبة للبشر، وقد تتسبّب في الإصابة بورم المتوسطة وسرطان الرئة وسرطاني الحنجرة والمبيض. ويؤدي التعرّض لتلك المادة أيضاً إلى الإصابة بأمراض أخرى، مثل داء الأسبستوس (تليّف الرئتين) ولويحات أغشية الرئتين وحالات التثخّن والانصباب.
أكثر الأماكن تلوثا فى العالم
وأشارت تمنظمة الصحة العالمية فى تقرير نشرته عام 2018، إلى أنّ أكثر من 107000 نسمة يقضون نحبهم كل عام بسبب سرطان الرئة وورم المتوسطة وداء مادة الأسبستوس نتيجة التعرّض لتلك المادة في أماكن عملهم، وتشير التقديرات أيضاً إلى أنّ مادة الأسبستوس تقف وراء ثلث الوفيات الناجمة عن أنواع السرطان التي تحدث جرّاء التعرّض لعوامل مسرطنة في مكان العمل. كما تشير التقديرات إلى إمكانية عزو عدة آلاف من الوفيات التي تحدث كل عام إلى حالات التعرّض للأسبستوس فى المنزل.
موقع المدينة على الخريطة
زيارة السياح للمدينة على الرغم من التحذيرات
مدينة الأسبستوس
معدن الأسبستوس
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة