فى مثل هذا اليوم فى شهر يوليو فى سنة 1921 انطلقت ثورة الريف المغربية ضد الاحتلال الإسباني، والتى قادها الأمير عبد الكريم الخطابي.
بعد مقاومة قوية استطاع الريف المغريى أن يعلن استقلاله، لكن الغرب تضامن ضده، واتفقت فرنسا مع إسبانيا على إسقاط ثورة عبد الكريم الخطابي ونفيه.
وبعد سنوات طويلة من النفي وقفت سفينة تجارية للتزود بالوقود فى ميناء بور سعيد فى مصر، وكانت هذه السفينة قادمة من إحدى الجزر المهجورة فى المحيط الهندى متجهة إلى فرنسا، وعلى متنها الأمير المناضل عبد الكريم الخطابى، بعد أن مرت عليه عشرون عاما منفيا فى جزيرة لارينيون، والآن يتم نقله لفرنسا، لكن مصر حكومة وشعبا لم تتخيل أن يتم أمام ناظريها إهانة القيمة الأكبر فى المغرب العربى.. فتمت دعوة الخطابى لمقابلة الملك فاروق.. وما إن وصل ميناء بور سعيد.. حتى منحته الدولة المصرية حق اللجوء السياسى.. وظل قبطان السفينة فاغرا فمه مبهوتا.. بينما كانت صرخات وزير خارجية فرنسا تعبر البحر قهرا.
مولاى محمد، هكذا عرفه شعب الريف وهكذا خاطبه المخلصون، ومن هذه المكانة نسج هو خيوط مكانته فى التاريخ الإنسانى والعربى، من حظه السيئ أن بلاده كانت مطمعا لأكثر من مستعمر، فالفرنسيون يفرضون الحماية، وإسبانيا تتواجد بكثافة خاصة فى الغرب، حيث يعيش الأمير محمد عبد الكريم الخطابى.
كان لا بد للخطابى أن يشعر بالظلم على المستوى الشخصى كى تتفجر طاقات الوطنية التى بداخله، وكى يعرف ذاته، فهو ابن لأسرة ميسورة الحال، فقد كان والده يعمل قاضيا، وعمل هو مدرسا وصحفيا وقاضيا، ثم حدث فى سنة 1915 أن تم سجنه بتهمة التعاطف مع ألمانيا فى الحرب العالمية الأولى، وجاءت الطامة الكبرى بعد أن نشر الاحتلال الإسبانى 63 ألف عسكرى فى ربوع المغرب، وكانت ثالثة الأثافى بعد موت والده وهو يحاصر حامية إسبانية مستعمرة.
أصبح الريف المغربى ضحية صراعات فرنسية إسبانية ألمانية، حينها تحرك الأمير الخطابى، مؤمنا بأن لا بد من القوة كى يستطيع حماية شعبه وتحرير وطنه، وحقق انتصاراتهم على الإسبان، واستولى على مدافعهم. وفى عام 1921 أعلن الخطابى تأسيس جمهورية الريف.
أسوأ ما تلقاه فى حياتك هى الخيانة، فقد اتحدت فرنسا وإسبانيا وجيش من المرتزقة المغاربة وآلاف الخونة والسلطات المغربية الموالية للاحتلال التى أعلنت انشقاق عبد الكريم الخطابى، واتفقوا على هزيمة القائد والشعب، واستخدمت إسبانيا الأسلحة المحرمة ومنها غاز الخردل فى هزيمة المقاومة .. مما اضطر البطل لأن يترجل عن جواده ويسلم نفسه وهو مستعد للتضحية بحياته من أجل القضية الأعظم "تحرير الوطن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة