نورة الكعبى: أحب مشاهدة مسلسل ليالى الحلمية وأهوى رياضة ركوب الدراجات والقراءة وأكل الملوخية
نورة الكعبى:
دولة الإمارات حريصة على بناء جسور التواصل مع الثقافات والحضارات والدول
نورة الكعبى: معرض القاهرة الدولى للكتاب تظاهرة ثقافية عربية وتحرص الإمارات على المشاركة فيه سنويا
- المؤتمر الإقليمى الأول للخريطة الرقمية للمكتبات الذى استضافته الجامعة العربية الأول من نوعه بالوطن العربى
- الثورة الرقمية التي يشهدها العالم المعاصر أحدثت تغيراً جذرياً في صناعة النشر والكتب
نورة الكعبى: تمكين المرأة الإماراتية يحتل أولوية في فكر القيادة بالدولة
الكعبى: على الدول العربية توحيد جهودها من خلال العمل على ربط رقمى يجمع المكتبات العربية على منصة إلكترونية شاملة
نورة الكعبى: الشيخ زايد كان شاعرا وحرص على دعم فرق الفنون الشعبية
بكلمات غلفتها المحبة العميقة لمصر، بدأت نورة بنت محمد الكعبى، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية ـ التى تزور مصر هذه الأيام للمشاركة فى المؤتمر الإقليمى الأول للخريطة الرقمية للمكتبات ومراكز المعلومات ــ حديثها الذى خصت به "اليوم السابع".
حيث قالت إن لمصر مكانة خاصة لدى الشعب الإمارتى، وهذا امتداد للعلاقات الأخوية تجمع الإمارات ومصر، بكل ما تحمل الكلمة من معانٍ، فهى علاقة ذات خصوصية دعمها سجل حافل من المواقف الوطنية التاريخية التى تعكس احتراما متبادلا بين البلدين، أسس لتلك العلاقات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وحرص على تنميتها من خلفه من قيادات دولة الإمارات.
وأكدت "الكعبى" أن الإسكندية من أحب الأماكن إلى قلبها كما أنها من متابعى الدراما المصرية ويعد مسلسل ليالى الحلمية من أفضل المسلسلات بالنسبة لها.
وعن أوجه التعاون الثقافى بين مصر والإمارات، أكدت "الكعبى" ـ التى صنفت ضمن 30 امرأة عربية هن الأكثر تأثيراً فى القطاع الحكومى بالعالم العربى عام 2013 وفقا لمجلة فوربس ـ الجهود التى تبذلها وزارة الثقافة وتنمية المعرفة بالتنسيق مع نظيرتها المصرية من أجل دفع التعاون الثقافى بين البلدين، حيث تعكف على صياغة برنامج للتبادل الثقافى وزيارات ميدانية بين الإمارات ومصر، بما يفتح فرصاً للتفاعل الثقافى.
كما وصفت معرض القاهرة للكتاب، بأنه "تظاهرة ثقافية مهمة فى المشهد الثقافى العربى".
وعن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى أبو ظبى فى فبراير 2018، أكدت الكعبى أنها فتحت آفاقا جديدة لتعزيز العلاقات الثقافية فى ظل وجود فرص تعاون واعدة تتعدد أشكالها وصورها.
وعن وقت فراغها قالت:" أفضل ممارسة الرياضة وتحديدا ركوب الدراجات والقراءة وأحيانا السفر..هذا إلى جانب العديد من الملفات تطرقت لها الوزيرة فى حديثها..وإلى نص الحوار ..
* شاركتى فى المؤتمر الإقليمى الأول للخريطة الرقمية للمكتبات بمقر الجامعة العربية..ما أهمية انعقاد هذا المؤتمر وما النتائج المرجوة من مشروع الرقمنة؟
نعم ، إن هذا المؤتمر يحتل أهمية كبيرة كونه الأول من نوعه فى الوطن العربى، وتم من خلاله إطلاق الخريطة الإلكترونية للمكتبات وربط المواد النصية داخل المكتبات، كما يؤسس فريق عمل بالجامعة العربية للخريطة الرقمية فى المكتبات ومراكز المعلومات وتأتى أهمية هذه المبادرة لأنها تواكب التطور وتجعل من الكتاب عنصرا قريبا من جميع أفراد المجتمع وأيضا يتيح فرصة التعرف على كافة المكتبات بجميع أنحاء العالم العربى والاستفادة من تجاربها .
* نود لمحة سريعة عن
العلاقات الثقافية التى تربط الإمارات ومصر.. وما أبرز المشروعات الثقافية بينهما؟إن علاقات التعاون بين مصر والإمارات تزداد عمقاً و توسعا عاماً تلو الأخر، والتعاون الثقافى بين المؤسسات الثقافية والفنية الإماراتية ونظيرتها المصرية مستمر على مدار العام من خلال أنشطة متنوعة تسهم فى دعم مكانة الثقافة العربية بالشكل عام، فعلى سبيل المثال تشرفنا العام الماضى بمشاركة الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة فى مهرجان البردة، وذلك لمناقشة واستشراف مستقبل الثقافة والفنون الإسلامية في الإمارات والعالم.
كما وقعنا العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع الجهات الحكومية المصرية المعنية بالجانب الثقافى من بينها مذكرة تفاهم بين اتحاد الكتاب بالإمارات والمجلس الأعلى للثقافة بمصر، واتفاق أخر بين دار المعارف المصرية ووزارة الثقافة وتنمية المعرفة، ونعمل بشكل دائم على تفعيلها، لتحدث حراكاً ثقافياً سواء فى مصر أو الإمارات، وهناك جهود مشتركة بين وزارة الثقافة وتنمية المعرفة مع نظيرتها المصرية، تهدف لدفع التعاون الثقافى بين البلدين.
وتابعت إننا نعمل أيضا على صياغة برنامج للتبادل الثقافى وزيارات ميدانية متبادلة بين الإمارات ومصر، بما يتيح فرصاً للتفاعل الثقافى مع بعض المؤسسات الفنية ويمد مواطنى البلدين بالخبرات اللازمة فى الثقافة والمعرفة والفن، فعلى سبيل يشارك الفنانان الإماراتيان عمار العطار ومطر بن لاحج فى بينالى القاهرة الدولى للفنون من خلال عملين فنيين يعكسان التطور الذي وصلت إليه الحركة الإبداعية في الدولة.
نورة الكعبى
وأردفت، هناك تعاون بين المجلس الاستشارى للغة العربية ومجمع اللغة العربية بمصر، فى إعداد تقرير بعنوان "حالة ومستقبل اللغة العربية" وذلك للاستفادة من الخبرة الكبيرة التى يمتلكها المجمع فى هذا الصدد، وهذا التقرير سيكون بمثابة مرجعية حول وضع اللغة العربية من ناحية الاستخدام في البلدان العربية المختلفة، وكذلك من ناحية مناهج وأساليب تعليمها، وعلاقتها مع اللهجات العامية في مختلف البلدان.
* زار الرئيس السيسى أبو ظبى فى فبراير 2018 .. كيف ساهمت تلك الزيارة فى فتح آفاقا جديدة لتعزيز العلاقات بين البلدين؟
تحرص دولة الإمارات على بناء جسور التواصل مع الثقافات والحضارات والدول بما يعزز من قوتها ومكانتها ويبنى صورة ثقافية قوية لدى المجتمعات الأخرى من خلال اطلاعهم على قصص النجاح والإبداعات، والمعالم الثقافية والتراثية والإنجازات فى مجالات الثقافة والفنون.
وأود التأكيد على أن لمصر مكانة خاصة لدى الشعب الإماراتي، وتجمع البلدين علاقات أخوية متينة، بكل ما تحمل الكلمة من معانٍ، فهى علاقة تتمتع بخصوصية دعمها سجل حافل بالمواقف التاريخية التي تعكس احتراما متبادلا بين البلدين، وضع أسس تلك العلاقة المميزة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وتستمر عليها القيادة الرشيدة بدولة الإمارات.
وتابعت، امتداد لهذه العلاقة الطيبة فقد فتحت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى أبو ظبي في فبراير 2018 ولقائه مع أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزاء حاكم دبى وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبو ظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة آفاقا جديدة لتعزيز تلك العلاقات بشكل عام ومن بينها العلاقات الثقافية، وهناك فرص تعاون واعدة تتعدد أشكالها لتشمل الفن والمسرح والسينما والمتاحف وغيرها.
* ما تقييمك لأهمية دور معرض القاهرة الدولى للكتاب؟
إن معرض القاهرة للكتاب منصة لالتقاء الأدباء والكتاب من مختلف دول العالم ما يجعلها فرصة مهمة لعرض المشاريع والمبادرات والفعاليات الثقافية الإماراتية بهدف ضمان تواجد المنتج الثقافى الإماراتى فى كافة المحافل الإقليمية والدولية، كما أنه بمثابة تظاهرة ثقافية مهمة فى المشهد الثفافى العربى، فخلال الدورة الماضية شارك فى المعرض أكثر من 1000 ناشر عربى وأجنبى يمثلون 26 دولة، وقد احتفى معرض القاهرة الدولى لكتاب بيوبيله الذهبى هذا العام بما يعكس التأثير الكبير للمعرض على المشهد الثقافى العربى بأكمله.
وتابعت، تحرص الإمارات على المشاركة فى هذا المعرض بشكل سنوى، ما يؤكد عمق العلاقات السياسية والثقافية بين البلدين الشقيقين، فقد شاركنا فى الدورة الماضية بعدة أجنحة منها "جناح معرض أبوظبي للكتاب" وجناح "دائرة الثقافة بالشارقة" وجناح "معهد الشارقة للتراث"، و"مركز الموطأ للدراسات والنشر" و"مشروع تحدي القراءة"، بما يبرزُ ما تقدمه الدولة من منتج ثقافي وينشر رسالتها نحو العالم، والتعريف ببعض الجوانب الثقافية والعلمية والفكرية والأدبية، ويبرز ما وصلت إليه الإمارات من تقدم علمي وحضاري.
واستطردت، إنه فى المقابل تشارك مصر في المعارض المقامة بالإمارات، منها معرض الشارقة الدولى للكتاب، ونسعى خلال الفترة المقبلة على زيادة التعاون الثقافي وتنويعه بحيث لا يقتصر على عرض الكتب بل يتعداه إلى مجالات أخرى فى الفن والمسرح والسينما".
*وما أبرز المشروعات الثقافية فى دولة الإمارات وأبرز خطط التطوير التى ستنفذها الدولة الفترة المقبلة فى هذا الصدد؟
لقد وضعت وزارة الثقافة وتنمية المعرفة استراتيجية جديدة، تأخذ بعين الاعتبار مواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة، وفى الوقت نفسه تحافظ على تراثنا الثقافى وتاريخنا الأصيل، وتستهدف الوصول إلى المجتمعات الخارجية من خلال الشباب.
تعتمد خطتنا على رسم السياسات والتشريعات التي تمكن القطاع الثقافى من أداء دوره كاملا، وتتيح له إطلاق الطاقات الشبابية، فالسياسات والتشريعات الثقافية هي الذراع المحفزة للعمل الإبداعى، لذا أطلقنا سياسة متكاملة لدعم الموهوبين فى الإمارات تتألف من عدة مراحل منذ اكتشاف الموهبة حتى صقلها وتمكينها.
وأكملت، كما أطلقنا الأجندة الثقافية وهى تعد أول استراتيجية من نوعها مخصصة للقطاع الثقافى تمتد حتى عام 2031، وهى المرحلة الأولى من استراتيجية مئوية الإمارات 2071 تمكّن الأجندة الثقافية المنظومة الثقافية فى الدولة وتعزز تكامل الأدوار والمسؤوليات بين جميع الجهات الثقافية، كما تعنى الأجندة بتطبيق أفضل الممارسات فى القطاع الثقافى ووضع منظومة تمكن العاملين فى المجالات الثقافية المختلفة، وتتمثل رسالتنا من خلال تلك الأجندة فى تطوير ثقافة تتسم بالريادة والتميز، تطلق شرارة الإبداع فى الأجيال الشابة وتعمِّق الانتماء الوطنى وتعزز تفاؤلنا بالمستقبل الذى يليق بنا وبوطننا.
وتابعت، نعمل أيضاً على مشروع العمارة فى الإمارات بمشاركة عدد من الشركاء الاستراتيجيين، وينسجم هذا المشروع مع أهدافنا الاستراتيجية الرامية إلى المحافظة على التراث الثقافى المعمارى للدولة، وتوثيقه لأجيال المستقبل، فالعمارة تعكس مدى تقدم الدولة وتطورها، وأنماط الحياة بها وتبرز جمال أسلوبها الهندسى.
يهدف هذا المشروع إلى توثيق التراث المعمارى الحديث فى الدولة، والتعريف بنتائجه للجمهور المحلى والإقليمى والدولى، فضلاً عن تطوير المعرفة المعمارية والتخطيط العمراني فى دولة الإمارات، من خلال وضعها فى سياق محلى.
واستكملت حديثها، إن الشراكة مع نخبة من المؤسسات الأكاديمية الوطنية، تؤرخ لإرث الإمارات المعماري، وتسهم في تطوير محتوى ثرى، يرصد المشهد العمرانى، ويستكشف تأثير العمران فى ملامح الحياة اليومية، ويعيد إحياء الأنماط المعمارية القديمة في التصاميم الحالية، وفق رؤية عصرية.
..وعلى الصعيد العربى؟
أما على الصعيد العربى، فلدينا مشروعات لإحياء ما دمره داعش فى العراق، مثل مشروع في مدينة الموصل لإعادة إعمار الجامع النورى ومنارته الحدباء الذى دمرته داعش، يستغرق العمل فيه خمس سنوات تقريبا، ويشمل إعادة بناء المسجد، و منارته الحدباء والمبانى الملحقة به و إعادة بناء البنية التحتية حول المسجد والحدائق التاريخية، وبناء صرح تذكارى يحوى بقايا المسجد ومساحات ثقافية ومجتمعية وتعليمية لأفراد المجتمع.
كما أعلنا مؤخراً عن مشروع إعادة إعمار وترميم كنيستى الساعة والطاهرة بما يمثل رسالة الإمارات التى تهدف لنشر قيم الأمل والتسامح والسلام لتعود الموصل كما كانت على مدار القرون الماضية منارة للثقافة والتعايش.
واستطردت، نتعاون أيضا مع أشقاء عرب منهم مملكة البحرين، بما يجسد العلاقات الإماراتية-البحرينية المميزة، وحرص البلدين على الحفاظ على الإرث التاريخى والثقافى، فهناك مشروع إعادة ترميم وتأهيل بيتين أثريين فى مدينة المحرق البحرينية، ستتحول هذه البيوت إلى منصات للترويج للثقافة والفن الخليجى والعالمى من خلال إقامة ندوات ومهرجانات تساهم فى الحفاظ على الثقافة الخليجية كإرث للأجيال القادمة، وهذا يتماشى مع استراتيجية الإمارات في الحفاظ على التراث الثقافى الإنسانى.
* كيف قدمت دولة الإمارات نموذجاً رائداً فى تمكين المرأة وتأكيد مكانتها؟
تؤمن دولة الإمارات بأن النهوض بقدرات المرأة وتمكينها هو تمكين لنصف المجتمع، وانطلاقاً من هذه الرؤية فقد منحت القيادة الرشيدة المرأة الإماراتية 50% من مقاعد المجلس الوطنى الاتحادى فى الانتخابات التي تجرى فى أكتوبر المقبل، كما تبوأت المرأة رئاسة المجلس، كأول امرأة تترأس مؤسسة برلمانية على المستوى العربى ومنطقة الشرق الأوسط، فقد رسمت الإمارات لنفسها نموذجاً فريداً وقطعت مراحل مهمة خلال سنوات قليلة، حيث يحتل تمكين المرأة أولوية فى فكر القيادة الرشيدة فى دولة الإمارات، منذ تأسيسها عام 1971م، وفى هذا الصدد وفرت الإمكانات وطوعت الموارد المتاحة حتى تؤدى دورها المناط بها على أكمل وجه كمشارك فاعل فى عملية التنمية الشاملة، ما عزز نجاح المرأة الإماراتية وحضورها ومشاركتها الفاعلة في صناعة القرار.
* تستعد الإمارات لاستضافة اجتماع وزراء الثقافة العرب المقبل بالتزامن مع معرض إكسبو 2020...ما الذى تأملون تحقيقه من هذه الفعالية وكيف تستعدون لها؟
تستضيف دولة الإمارات مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي، بدورته المقبلة الـ22 المقرر إقامتها في 2020 بالتزامن مع الذكرى الخمسين لتأسيس المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، واستضافة الإمارات لإبداعات العالم وفنونه وثقافاته في إكسبو دبي 2020، ما يجعلها فرصة مهمة لامتزاج وتبادل ثقافتنا العربية مع ثقافات العالم المختلفة، حيث يشارك فى هذا الحدث العالمي 192 دولة ومن المتوقع أن يستقبل 25 مليون زائر خلال ستة أشهر وهي فرصة مثالية لاطلاع العالم على الفنون والثقافة العربية، ونمد جسور التواصل مع الدول الأخرى ونعزز التبادل الثقافي العربي ودول العالم.
* ما مدى أهمية الرقمنة والربط الإلكتروني بين المكتبات العربية فى تسهيل إتاحة المعلومة للجميع؟ حدثينا عن خبرات الإمارات فى هذا الصدد؟
إن الثورة الرقمية التى يشهدها العالم المعاصر أحدثت تغيراً جذرياً فى صناعة النشر والكتب، لذلك قامت الكثير من المكتبات بمراجعة خططها وأهدافها وأدوارها، وطوّرت خدماتها لتواكب المتغيرات التى يشهدها قطاع النشر وصناعة المكتبات بهدف الاستفادة من الإختراق غير المسبوق الذى أحدثه العالم الرقمى فى مجتمعنا والبناء عليه لتطوير صناعة النشر.
ولدى الإمارات تجربة رائدة فى مجال رقمنة المكتبات، فقد أطلقت وزارة الثقافة وتنمية المعرفة مبادرة بوابة الإمارات الوطنية للمكتبات الرقمية، ومشروع المكتبة الذكية وهى مبادرة رائدة تعمل على ربط جميع المكتبات العامة فى الدولة مع بعضها البعض بما يسهل على القارئ إمكانية الوصول إلى الكتاب الذى يبحث عنه فى النطاق الجغرافى القريب منه.
يتوجب على جميع الدول العربية تضافر الجهود بين المشاريع الثقافية الملهمة من خلال ربط رقمى يجمع المكتبات العربية على منصة إلكترونية شاملة نحقق بها إنتشار الكتاب فى أوطاننا بما يحفز الإنتاج الأدبى والإبداعى ويقرب أيدى شعوبنا أكثر من رف الكتب بما يعزز قدرتنا كشعوب مبدعة بطبيعتها على الإطلاع وتبادل الإنتاج المعرفى والمعلومات والخبرات.
* برأيك.. ما أخطر تهديد لثقافتنا العربية وكيف نواجه ذلك التهديد؟
إن ثقافتنا العربية ضاربة بجذورها الممتدة عبر آلاف السنين وليست وليدة لحظة، فلا أتوقع أن تكون هناك مخاطر حقيقية تهددها، لكن نستطيع القول إنها تحديات وعلينا التعامل معها بالخطط الاستراتيجية الدقيقة والسياسات العصرية والعمل المشترك لمواجهة ما يقد يهددنا.
وعلينا أيضاً استشراف مستقبل الثقافة والفنون بالتعاون مع الشباب ورؤيتهم لإيجاد السبل المثلى لتعريف العالم بأدبنا وفنوننا، حتى لا نبقى نخاطب أنفسنا، فعلينا أن نبحث كيف يمكن أن يقرأ العالم رواياتنا وأدبنا بكل اللغات؟ وهنا أؤكد على الاهتمام بالترجمة وإصدار الكتب بمختلف اللغات العالمية.
* ما دور الثقافة والمعرفة فى محاربة الأفكار المتطرفة من وجهة نظرك؟
بلا شك إن الثقافة لها دورً رئيسى فى محاربة الأفكار المتطرفة من خلال كشف حقائق ومخاطر هذا الأفكار المضللة ونشر الوعي بين أوساط الشباب وتحصينهم من السلوكيات المنحرفة والفكر المسموم، ومن هنا تأتى ضرورة توحيد الجهود بين مختلف المؤسسات الثقافية والتعليمية وأصحاب الرأى من المفكرين والمثقفين لمواجهة هذه الآفة الخطيرة من خلال إطلاق خطاب ثقافي متجدد يواجه التطرف والإرهاب، ومن المهم أيضا وضع خطة ثقافية متكاملة تشمل كتابات المثقفين والأعمال المسرحية والسينمائية التى تبرز خطورة الإرهاب وما يقوم به من هدم المجتمعات وتخريبها.
يجب على الجميع التكاتف لصياغة برامج واستراتيجية مستدامة يشترك فيها الفنان، والأديب، والروائى، والمسرحى، والرسام والمخرج لنشر ثقافة مواجهة المشاريع الظلامية، والمساهمة بشكل جاد فى بناء ثقافة تؤصل لقيم الإبداع وتنمية الوعي بالحقوق والواجبات، والمواطنة ونشر ثقافة الاعتدال والرحمة، واحترام التنوع وكرامة الإنسان.
كما يتبغي تفعيل الثقافة والفن والمسرح في مواجهة الإرهاب لدورهم المؤثر في تشكيل الوعي وإمداد العقل بكافة المعلومات والخبرات، وترسيخ قيم إنسانية تتسم بالتعايش السلمى والتسامح.
وبما إن مكافحة التطرف فكرية وثقافية بالدرجة الأولى، فهذا يستدعي تأسيس جبهة موحدة من مثقفي وفنانى الدول العربية يكون دورها مسانداً للحكومات العربية في مكافحة قوى الظلام.
*للشيخ زايد بصمة واضحة بكل مجال فى دولة الإمارات.. كيف أثرى الإرث الثقافى والمعرفى للأجيال المتعاقبة؟
المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان هو منشئ النهضة الثقافية الإماراتية الحديثة ما جعله رمزا ثقافيا مهما، ووجه بإنشاء المجمع الثقافي بأبو ظبي وافتتح عام 1981، وسخره لتحقيق رؤيته التي آمن بها وهى نشر الثقافة المحلية والتعريف بالثقافات العالمية والانفتاح عليها لإغناء وتطوير الحركة الثقافية، ولا يزال المجمع الثقافي وجهة للمبدعين والمثقفين والفنانين بعد إعادة ترميمه.
كما حرص الشيخ زايد منذ توليه الحكم على إطلاق المشروعات الثقافية وتشجيع المواطنين على التفاعل معها، ففي عام 1981 أمر بإقامة "معرض الكتاب" بمبنى المجمع الثقافي _الدورة الأولى لمعرض أبو ظبي للكتاب _ على نفقته الخاصة، تشجيعاً للعلم، كما أمر بشراء جميع ما تبقى من كتب المعرض، وتوزيعها على الجهات المعنية والمؤسسات الثقافية والمكتبات العامة، لتكون نواة لتكوين مكتبات تلك المؤسسات.
كما كان الشيخ زايد شاعراً وله الكثير من القصائد المميزة فى مختلف أغراض الشعر، ودارت بينه وبين شعراء الدولة مساجلات شعرية، كما دعم فرق الفنون الشعبية بشكل كبير باعتبارها جزءاً من ثقافة المجتمع ومكونات هويته إلى جانب دعمه للشعراء، وسيتم تخليد إرثه فى متحف زايد الوطنى ليشكل معلماً بارزاً بالمنطقة الثقافية فى السعديات إلى جانب كل من متحف "اللوفر أبوظبي" ومتحف "جوجنهايم أبوظبي"، حيث يستعرض متحف زايد حياة وإنجازات الوالد المؤسس، وسيكون تخليداً لذكراه مسلطاً الضوء على سيرته العطرة، وسيلعب المتحف دوراً في استعراض تاريخ الإمارات الغنى.
*إذا انتقلنا بعيدا عن السياسة والثقافة.. كيف تقضين وقتك وما الهويات التى تفضلين ممارستها؟ وما أكثر الألوان المفضلة لديكِ ؟
*
ما أكثر الأماكن المحببة لقلبك هنا فى مصر؟ وما أحب مسرحية ومسلسل درامى مصرى بالنسبة لكِ؟
لقد زرت مصر عدة مرات، من أكثر الأماكن المحببة لقلبى مدينة الإسكندرية، ومن أفضل المسلسلات الدرامية المصرية بالنسبة إلىَ وأحب مشاهدتها مسلسل ليالى الحلمية.
* وما أكثر الأكلات المصرية التى تحبينها، وهل تطهين بنفسك ؟
أحب الملوخية، ولكن نادرا ما أطهو بنفسى لضيق الوقت.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة