يلتقى اليوم منتخب السنغال مع منتخب بنين، فى دور الثمانية من بطولة كأس الأمم الأفريقية، الكان 2019، التى تنظمها مصر، والسنغال من الدول الأفريقية المهمة والمؤثرة فى نواحى عديدة منها الثقافة، لذا نتوقف مع الكاتبة "كين بوجول".
ولدت الكاتبة كين بوجول فى عام 1947 ونشأت فى بيئة تعدد الزوجات فيها أمرا أساسيا، كان والدها يبلغ من العمر عند إنجابها 85 عامًا وقد تركتها والدتها وهى فى الخامسة من عمرها، وبعد إكمال تعليمها الأساسى درست حصلت على منحة دراسية سمحت لها بمواصلة الدراسة فى بلجيكا.
عادت إلى السنغال، لكن حياتها كانت قاسية، وظن الناس أنها مجنونة ورفضتها عائلتها ومجتمعها، وظلت لمدة عامين فى شوارع داكار، مع المنبوذين والمتسولين، لذا قررت أن تعود إلى عائلتها، وهناك فى قرية والدتها لجأت إلى رجل له مكانته الاجتماعية العالية، فتزوجها لتصبح الزوجة الثامنة والعشرين فى حياته.
حصلت "كين بوجول" على الجائزة الكبرى لأفريقيا السوداء عن روايتها Riwan ou le Chemin de Sable فى عام 2000 ، ولكنها معروفة بين القراء الأميركيين بروايتها The Abandoned Baobab، وهو روايتها الوحيدة حتى الآن الذى تمت ترجمته إلى الإنجليزية.
وهذه الرواية أحدثت ضجة كبيرة حين صدورها فى العام 1983 م وهى تعتبر السيرة الذاتية لكاتبتها والتى كتبتها بصراحة، وبوضوح وبصدق منذ الميلاد وحتى ذهابها للدراسة فى بلجيكا.
ولقد اتخذت الرواية عنوانها من شجرة التبلدى، وهو عنوان رمزى، فشجرة التبلدى لها جذورها فى الثقافة الأفريقية، وخاصة فى مناطق السافنا الفقيرة، حيث تمثل عند البعض، شجرة السعادة، والصمود والبقاء والاحترام لكل ما هو قديم، فهى شجرة معروفة بمقاومتها للجفاف والعطش، وعند البعض تمثل الخوف من القوى الخفية وأرواح السحرة حيث كان البعض يدفنهم فيها، وهى من ركائز الاحتفال بالطقوس الدينية خاصة عند قبائل (الولوف) فى السنغال، والتى تخاف من أفعال السحرة وتمنع إعطاءهم الحليب، حتى لا تموت حيواناتهم.
وصفت الكاتبة (كين بوجول)، فى بداية روايتها تلك الشجرة، وصفاً تاريخياً جيداً، من حيث العلاقة بالأساطير القديمة والخوف منها، لأنها تحمل بداخلها الأرواح الشريرة، فالنبات والأشجار لها دورها الرمزى فى الفولكلور الأفريقى، خاصة فى الأيمان بتناسخ الأرواح، وأن الإنسان له حياتان، وقد يتحول فى حياته الثانية إلى حيوان أو شجرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة