أكد إلياس بو صعب، وزير الدفاع اللبنانى، أن القوات المسلحة قادرة على حفظ الأمن والاستقرار وبسط سلطتها على الأرض، مشيرا إلى أن اجتماع المجلس الأعلى للدفاع الذى سينعقد غدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون، سيبحث فى خطط التأمين، وذلك عقب الاشتباكات المسلحة التى وقعت فى الجبل.
وشهدت مناطق بمدينة (عالية) فى محافظة جبل لبنان، أحداثا دموية واشتباكات مسلحة، أمس الأحد، على خلفية زيارة أجراها وزير الخارجية رئيس "التيار الوطنى الحر" جبران باسيل إلى بعض مناطق الجبل، حيث قطع محتجون ينتمون للحزب التقدمى الاشتراكى (الممثل السياسى الأكبر للدروز فى لبنان) الطرق لمنع باسيل من استكمال جولته، بعدما اعتبروا أن بعض التصريحات التى أدلى بها تستهدف الوقيعة وإشعال الفتنة الطائفية بين الدروز والمسيحيين من سكان الجبل.
وقُتل عنصران أمنيان من المرافقين لوزير شئون النازحين صالح الغريب، المنتمى للحزب الديمقراطى اللبنانى الحليف للوزير باسيل، كما أُصيب آخرون جراء اشتباكات نارية متبادلة مع محتجين، وذلك أثناء مرور موكب الوزير الغريب للانضمام إلى جولة الوزير باسيل، وتبادل الحزب الديمقراطى اللبنانى والحزب التقدمى الاشتراكي، إلقاء اللائمة والمسئولية على بعضهما البعض فى وقوع الحادث.
ومن جانبها، أكدت وزيرة الداخلية ريا الحسن أن الأمن والاستقرار فى لبنان "خط أحمر" لا يجب تجاوزه، مشيرة إلى أن القوى الأمنية بدأت عملها بالتحرى وجمع المعلومات فى سبيل الوقوف على ملابسات الحادث.
ودعت الوزيرة ريا الحسن القوى السياسية إلى الإيعاز لمناصريها بضرورة التهدئة وتجنب التشنجات، خاصة وأن "النفوس معبأة ومشحونة" مشددة على أن الجبل سيشهد تواجدا أمنيا بصورة أكبر لفرض الأمن والاستقرار.
وكانت تعزيزات من القوات المسلحة قد بدأت فى الانتشار فى المناطق التى شهدت توترا، واستطاعت وحدات الجيش – تباعا - فتح كافة الطرق السريعة المؤدية إلى العاصمة بيروت وإلى الجبل ومناطق الجنوب اللبناني، والتى كان قد أغلقها مناصرون للحزب الديمقراطى اللبنانى باستخدام العوائق والإطارات المطاطية المشتعلة وعبر إطلاق النيران من البنادق الآلية فى الهواء، احتجاجا على مقتل العنصرين الأمنيين المرافقين للوزير صالح الغريب.
ومن جانبه، دعا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، إلى إجراء تحقيق شفاف فى الأحداث التى وقعت اليوم، وتبيان الأمور على حقيقتها حقنا للدماء، مشددا فى نفس الوقت على ضرورة نبذ خطابات التفرقة والفتنة والحرص على الاستقرار فى الجبل "الذى دفع أثمانا باهظة للخروج من مآس الحرب والاقتتال".
وبينما اعتبر وزير شئون النازحين صالح الغريب أنه تعرض لكمين مسلح ومحاولة اغتيال، أكد وزير الدفاع إلياس بو صعب أن موكب الوزير الغريب تعرض بالفعل لإطلاق النيران، ولكنه لن يستبق نتيجة التحقيقات فى شأن طبيعة الحادث.
ودعا سياسيون من مختلف القوى السياسية إلى ضبط النفس والاحتكام إلى العقل حرصا على السلم الأهلى واستمرار مصالحة الجبل (مصالحة بين المسيحيين الموارنة والدروز عام 2001 أنهت الاقتتال بين الجانبين وأوقفت حرب الجبل التى تعد أحد أكثر الفصول الدموية فى الحرب الأهلية اللبنانية) .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة