على الرغم من كم الأكاذيب والمغالطات التى تضمنها مقال وزير الاستثمار فى عهد الإخوان يحيى حامد عن الاقتصاد المصرى المنشور، الجمعة، بمجلة فورين بوليسى، لم يكن مفاجئا أن نرى الدورية الأمريكية ترحب بمثل هذه النوعية من المقالات، فقد اعتادت على نشر كافة الآراء التى تحمل ليس فقط انتقادات هدامة لمصر وقادتها وسياستها واقتصادها ولكن أيضا تتعمد التشويه المستمر لأى أنجاز يتحقق فى أى مجال.
ففى الآونة الأخيرة، امتنعت فورين بولسى عن تبنى أبسط معايير الموضوعية بنشر الرأى والرأى الآخر، واكتفت فقط بنشر مقالات الإخوان وأنصارهم من خبراء مراكز الأبحاث الأمريكية الذين يعزفون معهم على وتر واحد.
فهاجمت المجلة قرار الإدارة الأمريكية استئناف جزء من المساعدات الأمريكية لمصر التى سبق أن تم تجميدها، وزعمت أن مثل هذا القرار يقلل من النفوذ الأمريكى، بل إنها عملت على تحريض الكونجرس للتحرك لمواجهة قرار إدارة ترامب وجعل الكلمة العليا فى هذت الشأن للمجلس التشريعى وليس للرئيس.
ولم تخف المجلة أيضا استيائها من العلاقة الوثيقة بين الرئيسين دونالد ترامب وعبد الفتاح السيسى، وسعت حثيثة إلى إثارة الضغينة بين قادة البلدين بالتحذير بشكل مستمر من المسار الخطير الذى تسير إليه مصر سياسيا، برغم حالة الاستقرار التى شهدتها البلاد مؤخرا عقب سنوات من الفوضى بعد عام 2011. كما هاجمت المجلة التعديلات الدستورية التى أدريت فى إبريل الماضى.
ثم جاء مقال الإخوانى يحيى حامد، وزير الاستثمار فى حكومة مرسى، ليضع المجلة الأمريكية فى مأزق لما احتواه من مغالطات وهجوم على المؤسسات المالية الدولية التى دائما ما تدافع عنها فورين بولسى.
وشن الإخوانى يحيى حامد الذى هجوما على الاقتصاد المصرى برغم الإنجازات التى تحققت فى السنوات الأخيرة باعتراف كبرى المؤسسات والمنظمات الدولية، وزعم أن الاقتصاد لا يزدهر بل إنه ينهار. ولم يستطع وزير الاستثمار فى عهد الإخوان أن ينكر تماما فى بداية مقاله التقدم الذى تحقق فى السنوات الأخيرة، وقال فى البداية أن المعلقين الماليين أصبحوا يصفون مصر، بعد عام من إعادة تقديم نفسها كوجهة استثمار عالمية، بأنها السوق الناشئة الأكثر سخونة.
وتدفق المستثمرون على البلاد على أمل تحقيق ثروة فى أسواق العاصمة، وفى ديسمبر 2018 ارتفعت الحيازات الأجنبية للديون المحلية بأكثر من 20% عن العام السابق، ومن المقرر أن يستمر هذا الاتجاه فى عام 2019. ووصف أحد البنوك الاستثمارية الانتعاش الواضح فى مصر بأنه قصة الإصلاح الأكثر جاذبية فى الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا الشرقية.
ورغم الإنفاق الكبير فى قطاع الصحة والتعليم، إلا أن الوزير الأسبق يردد أكاذيب الإخوان بأن مصر لا تنفق سوى القليل على الصحة والتعليم والبنية التحتية مما ينذر بالخطر، ويقلق الموجودين فى أوروبا أيضا.
وحاول فى مقاله بالصحيفة الأمريكية أن يثير المخاوف بشأن الاقتصاد المصرى، زاعما أن مصر ستفلس قريبا لو استمر الاتجاه الحالى، ومضى فى أوهامه محاولا التشكيك فى شهادات المؤسسات الدولية للاقتصاد المصرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة