واحد من أشهر القادة العسكريين الذى لن ينساهم التاريخ الإنسانى، هو الألمانى أدولف هتلر، الجنرال الذى استطاع أن يحتل مساحات واسعة من القارة الأوروبية قبل أن يسقطه غروره فى مأزق لم يخرج منه إلا منتحرا.
العديد من الدراسات والتكهنات والآراء خرجت عن هتلر وتكوينه النفسى، وما إذا كان شخصا سويا أم إنه عانى من عقد نفسية، وتوصل العديد إلى أن المؤكد أن هتلر كان شخصا معقدا بسبب انقطاعه المبكر عن الدراسة وثقافته المحدودة، وكان يحلم بأن يكون رجل فكر وفن.
لكن السؤال الأهم التى يطرح نفسه دائما، كيف كانت بدايات الفوهرر الألمانى السابق وهل كان والده سببا فى العقدة التى عاش فيها "أدولف" طوال حياته فيما بعد؟
تمر اليوم ذكرى ميلاد ألويس هتلر، أو ألويس شيكلجروبر (7 يونيو 1837 – 3 يناير 1903 بالنمسا) وكان موظفاً فى الجمارك النمساوية، معروفا بكونه والد أدولف هتلر.
وبحسب كتاب "الموسوعة التاريخية العسكرية الكبرى لأحداث القرن العشرين. المجلد الأول" تأليف ج. آ. س غرنفيل، فأن الجنرال الألمانى لم يكن يعانى من عقدة نتائج حياته الخاصة عير المستقلة والباكرة، فكان والده موظفا فى الجمارك أمينا، مات وكان عمر هتلر أربعة عشر عاما، وكانت أمه تقية، قدمت لابنها أفضل ما عندها وكان تعلقه بها عميقا.
ووفقا لتقرير نشرته قناة "العربية" عن طفول الجنرال الألمانى، كان أدولف هتلر مقربا لوالدته حيث أبدى الأخير انجذابا هائلا تجاهها على عكس والده ألويز الذى لم يتردد فى تعنيفه بشكل مستمر، وعلى حسب ما نقلته باولا (Paula Hitler) الشقيقة الصغرى للقائد النازي، اتجه ألويز لتعنيف ابنه أدولف بشكل شبه يومى وبالتزامن مع ذلك لم تتردد الأم كلارا فى مواساة وتهدئة ابنها كل مرة عن طريق معانقته وتقبيله مانحة إياه عطف وحنان الأم الذى ترك أثرا هائلا فى حياته.
ومارس ألويز، الذى عمل بإحدى إدارات الجمارك، ضغطا كبيرا لإجبار أدولف على إتباع خطاه حيث آمن الأب بضرورة أن يحصل ابنه مستقبلا على وظيفة حكومية مشابهة. وخلافا لألويز هتلر الذى فارق الحياة يوم 3 من شهر يناير سنة 1903، ساندت كلارا طموحات إبنها أدولف والذى كان يحلم بمغادرة مقاعد الدراسة ليصبح رساما.
فيما يكشف كتاب "أطلس الحربين العالميتين.. الأرض والحرب والسلام" للدكتور عصام عبد الفتاح، جزء خفى يمكن أن يكون سبب عقدة للفوهرر الألمانى وجعله يقدم على ما قام به ضد أوروبا، حيث يوضح ان ألويس والد هتلر، كان ابنا غير شرعى، وخلال السنوات التسع والثلاثين الأولى من عمره، حمل ألويس لقب عائلة والدته "تشكيل جروبر"، وفى عام 1876م، حمل لقب زوج والدته يوهان جورج هيدلر، ويعتقد أنه الاسم الذى صيغ منه اسم "هتلر" والذى قد يكون مشتقا من "الشخص الذى يعيش فى كوخ" والذى تعنى فى الانجليزية ينتبه.
وفيما بعد استغلت الدعاية الخاصة بقوات الحلفاء اسم العائلة الأصلى لهتلر أثناء الحرب العالمية الثانية، فكان طائرات الحلفاء تقوم بعملية إنزال جوى على المدن الألمانية لمنشورات تحمل عنوان "Heilschickigruber" تذكيرا للألمان بنسب زعيمهم المشكوك فيه، وذلك بالرغم من أن هتلر كان قد ولد وهو يحمل اسم هتلر قانونا، لكنه ارتبط باسم "هيدلر" عن طريق جده لأمه يوحنا هيدلر.
ويوضح الكاتب أن تلك الشائعات احدثت دويا سياسا هائلا، حيث أن هتلر كان نصيرا متحمسا لإيدلوجيات عنصرية ومعادية للسامية، وقد حاول خصومه جاهدين إثبات نسب هتلر، وبالرغم من أن الشائعات لم تثبت صحتها أبدا، فإنها كانت كافية بالنسبة لهتلر لكى يقوم بإخفاء أصوله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة