محمد أحمد طنطاوى

مطبات البطيخ على الطرق السريعة

الثلاثاء، 04 يونيو 2019 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا تتعجب من العنوان، فعلا المطب سببه بائع البطيخ الموجود على جانب الطريق الصحراوى الشرقى، المؤدى إلى الصعيد، بعد منطقة المعصرة، حيث صنع باعة البطيخ والفاكهة، مطبات عملاقة متباعدة على طول جزء من الطريق يصل إلى 3 كيلومتر تقريبا، لابد أن تتوقف عندها أى سيارة حتى تحصل على فرصة مناسبة للشراء " البطيخ"، فى غياب كامل للتفتيش من جانب أجهزة المحليات أو الجهات المعنية المسئولة عن متابعة الطرق وصيانتها بين الحين والآخر.

الدولة تكلف الطرق مليارات الجنيهات سنويا ليأتى بائع البطيخ ويفسدها، دون وعى أو دراية، وهذا أمر لا يستقيم فى بلد يسعى للبناء والتنمية وبناء قدراته بشكل حقيقى، ولا يمكن أن تتم كل هذه الجهود دون أن يفرق المواطن بين العام والخاص، وبين حق الدولة ومرافقها العامة وبين تصرفاته الشخصية، فلو حدثت واقعة بائع البطيخ المذكورة فى أى دولة أوروبية متطورة سيتم محاكمة هذا البائع بتهمة الغباء، لأن حرم الطريق أمر لا يقبل مثل هذا العبث.

الحديث النبوى الشريف الذى يروى قصة السفينة ومن استهموا عليها ليركب بعضهم أعلاها والبعض الآخر أسفلها، وكان من فى الأسفل إذا أرادوا الماء، صعدوا للأعلى، حتى فكر بعضهم بأن يخرقوا السفينة، ليشربوا الماء مباشرة من البحر، بدافع عدم إزعاج من فوقهم، وحريتهم أن يفعلوا ما يريدون فى نصيبهم من السفينة، فلو تركوهم وما أرادوا لغرقت السفينة وهلكوا جميعا، ولو نصحوهم وأخذوا على أيديهم لنجوا جميعا، كذلك الحال الآن فالقضية مرتبطة بالوعى والمعرفة بالأساس وحقوق الغير.

بائع البطيخ مجرد نموذج بسيط يوجد مثله آلاف النماذج التى تكسر وتخرب وتجد من يناصرها تحت منطق أكل العيش، وخليه يسترزق.. أكل العيش مشروع والسعى عليه واجب، ولكن يجب أن تراعى حقوق الغير، حتى يطيب لك هذا العيش.









الموضوعات المتعلقة

المناخ فى مصر معتدل

الخميس، 23 مايو 2019 03:00 م

عام واحد وتنتهى الدروس الخصوصية

الأربعاء، 22 مايو 2019 12:00 م

لماذا نرفع أسعار الكهرباء ؟

الثلاثاء، 21 مايو 2019 12:37 م

مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة