تتخذ وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، إجراءات لتحسين الكفاءة القتالية لقوات مشاه الأسطول "المارينز" فى عمليات مكافحة الإرهاب وحروب المشاة بما يجعلهم أخف فى الحركة وأفضل تقنية فى الاستطلاع، وقرر البنتاجون تخفيف وزن الصديريات الواقية من الرصاص التى يرتديها مقاتلو المارينز بنسبة 40% مقارنة بالصديريات الحالية وهو ما سيعطى مقاتل المارينز سرعة حركة وقدرة أكبر على المناورة خلال العمليات التكتيكية وأعمال الاقتحام.
وجاء قرار البنتاجون بناء على ضوء أبحاث عسكرية كشفت أن ثقل وزن "الشدة القتالية" لأفراد المارينز من مكافحة الإرهاب تعيقهم أحيانا عن التحرك بسهولة أثناء الاشتباك القتالى لاسيما فى قتال المدن، وبناء على ذلك شرع علماء وحدة الأبحاث العسكرية والتطوير فى البنتاجون إلى استحداث صفائح فولاذية جديدة تتفوق على الصفائح التقليدية، حيث ستكون أخف وزنا وأكثر مقاومة لاختراق الرصاص لتزويد الصديريات الواقية من الرصاص التى يرتديها مقاتلو المارينز، وبعقد قيمته 216 مليون دولار أمريكى، أسند البنتاجون إلى مؤسسة "بوينت بلاك" الأمريكية عقد انتاج وتوريد تلك الصفائح الجديدة وتركيبها على 680 ألف صديرى يقى من الرصاص لتعميمها فى تشكيلات المارينز بدءا من العام القادم.
وقال الميجور كين كونزى المتحدث باسم قيادة قوات المارينز الأمريكية، إن الصديريات الواقية من الرصاص المعدلة التى تم الاتفاق على إنتاجها تشكل الدفعة الأولى من إنتاج أوسع نطاقا، وكشف أن تلك الصديريات المعدلة سيتم تعميمها على تشكيلات المارينز المكافحة للإرهاب بداية ووصولا إلى تعميم كامل لها لقوات المارينز بكافة تشكيلاتها على مراحل متدرجة حتى العام 2023.
وأشار الناطق العسكرى الأمريكى إلى أن خبرة العمليات القتالية ومكافحة الإرهاب التى اكتسبها الجيش الأمريكى فى مناطق شتى فى العالم حتمت ادخال تحسينات على " الشدة الميدانية " للمقاتل الأمريكى بهدف رفع كفاءته الحركية وفى الوقت نفسه تحسين وسائل حمايته من النيران المعادية منوها بأن الدروع الجديدة ستجعل وزن المقاتل الأمريكى أقل بنسبة 38 إلى 40 % عند التحرك فى ساحات الاشتباك.
وكشف كذلك أن قيام وكالة البحوث والتطوير الدفاعى الامريكية التابعة للبنتاجون بإجراء اختبارات على مدى تحمل الصديريات الواقية الجديدة لعدد 15 من الطلقات النارية من مختلف النوعيات والأعيرة وعلى مختلف مسافات المرمى المؤثر للنيران المعادية الافتراضية وأثبتت الصفائح المطورة بعد تركيبها على الصدريات الواقعة نجاعة فى منع اختراق تلك الصديريات ووصول الطلقات المعادية إلى أجساد الجنود حتى من مسافات الاطلاق القريبة.
وتشير الأبحاث الدفاعية الأمريكية إلى أن الوزن المثالى للشدة القتالية الكاملة للمقاتل الأمريكى بما فى ذلك أحزمة القنابل ومهات الاسعاف والاعاشة المحمولة و كذلك حاوية خزائن الذخيرة يجب ألا تتجاوز ما بين 117 إلى 119 رطلًا لكل فرد مقاتل حتى لا تشكل عبئا على حركته، وكانت تلك النتيجة هى ثمرة تحليل الأداء العسكرى للقوات الأمريكية فى مسارح عمليات صعبة وكثيفة النيران من الأسلحة الرشاشة كالعراق وأفغانستان لاسيما فى مسارح الاشتباك فى المناطق المدنية حيث يتم تبادل اطلاق النيران من مسافات قريبة ذات مرمى مؤثر قريب ومن ثم قدرة أكبر على اختراق الصديريات الواقية من الطلقات وذلك مقارنة باشتباكات مساح العمليات المفتوحة.
وفى الوقت الراهن يزيد وزن الشدة القتالية الكاملة للمقاتل الأمريكى بواقع 15 رطلا عن الوزن الذى اقترحته هيئة الأبحاث الدفاعية الأمريكية ويزيد بواقع 8.6 رطل بالنسبة للشدة القتالية المتوسطة، وهو ما شكل باعثا لمطورى نظم التسلح فى البنتاجون للبحث عن حلول لتخفيف الوزن شريطة ألا يأتى هذا على حساب مستوى الحماية.
من ناحيته، قال البريجادير نايك بنس مدير وحدة الحماية فى قيادة قوات المارينز، إن بحوثا تجرى الآن بهدف تطوير وإنتاج خوذات قتالية جديدة لقوات المارينز أخف وزنا من الخوذات الحالية كما يتم تطوير انتاج مهمات حمل خزائن الطلقات الاحتياطية لتصبح مصنوعة من مادة البوليمر الأعلى صلابة والأخف وزنا مقارنة بالمهامات الحالية، فضلا عن مقاومتها للابتلال وتشرب المياه الذى يؤدى عادة إلى إثقال وزنها وهى جافة وهو ما تقتضيه ظروف الاشتباك فى معارك العمليات فى مناطق الأحراش والمستنقعات التى لا يجد الجنود مفرا من الخوض فيها مرتدين شدتهم الميدانية الكاملة، وإلى جانب ذلك يتم تنفيذ تدريبات احمائية قاسية للملتحقين الجدد بوحدات المارينز للنول بأوزانهم الى الوزن المثالى للمقاتل ومكافحة السمنة للمجندين الجدد ليصبحوا أخف حركة.
كما تعاقد البنتاجون فى وقت سابق من العام الجارى على شراء 9000 مروحية مسيرة صغيرة "مينى درون" لتعميم استخدامها فى فصائل وسرايا مشاة الأسطول "المارينز" كأداة استطلاع محمولة بأيدى الجنود للقيام بمهام الاستكشاف التكتيكى للارتكازات المعادية قبل الشروع فى اقتحامها، المروحيات الجديدة من طراز بلاك هورنيت – مينى درونز لا يتجاوز وزنها 1.16 أوقية وقادرة على التقاط الصور الحية و ارسالها الى مطلقها بكفاءة ، ويطلق البنتاجون على تلك المروحيات الجديدة اسم " الدبور الاسود " وستكون فى نسخها الأولى لأغراض الاستطلاع فقط بدون اطلاق نار، كما يتم اطلاقها ميدانيا بشكل يدوى بسيط حيث لا تحتاج الى منصات اطلاق خاصة، ويقول الخبراء إن مروحيات "مينى درون" ستكون الصديق المفضل لأفراد وحدات المظلات حيث سيسهل على المظليين طيها و اصطحابها فى عملياتهم واطلاقها بعد هبوطهم على الارض وتوجيهها صوب مواقع التقدم لاستكشاف العدو قبل الاشتباك معه .
وبإمكان " الدبابير السوداء " التحليق الاستكشافى لمدة نصف 30 دقيقة مع امكانية استدعائها وإعادة اطلاقها بعد الشحن مجددا، و يقول خبراء التسليح فى قوات المارينز إن اختبارات تجريبية تكتيكية قد اجراها اللواء 82 مظلات فى الجيش الأمريكى هذا العام فى بعض مناطق العمليات فى افغانستان على هذا السلاح الجديدة أثبتت أهمية هذا السلاح وهو ما شجع البنتاجون على تعميم هذا الابتكار الجديد بحلول ابريل 2020 فى كل تشكيلات القتال البرى الأمريكية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة