دائما ما تقترن كلمة عقوبات مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، حتى عودتنا واشنطن فى عهد ترامب، إن الذى ليس معى فيكون مصيرة العقوبات، هذا هو الحال مع إيران الآن.
وتركيا أيضا التى اختلفت مع النظام الأمريكى حول صفقة إس 400 الصاروخية التى تنوى تركيا شراؤها من روسيا، وسط اعتراضات أمريكية، مقابل صفقة طائرات إف 35 الأمريكية، والتى تريد تركيا الحصول عليها أيضا من الولايات المتحدة، لتقول واشنطن كلمتها لأنقرة إما اس 400 الروسية أو اف 35 الأمريكية، ولم يقتصر الأمر على ذلك الخلاف فقط بل أثارت واشنطن الانتهاكات التركية لمياه قبرص فى البحر المتوسط، وتنقيبها عن النفط بدون أى وجه حق.
وفى هذا الصدد، صوت مجلس الشيوخ الأمريكى لصالح رفع قيود بيع الأسلحة التى استمر فرضها لعقود على قبرص، تبنيًا لمقترح قدمه عضو مجلس الشيوخ الأمريكى بوب مينينديز؛ لإدخال هذا التعديل على قانون إقرار الدفاع الوطنى للسنة المالية 2020،ليأتى السؤال الأن، لماذا هذا القرار فى هذا التوقيت ، هل لكسر الكبرالتركى على أمريكا، لإصرار أنقرة على شراء اس 400 من روسيا واستلامها يوليو المقبل أم لا ؟؟
الشيوخ الأمريكى
وقال مينينديز- فى بيان - عقب تبنى قرار التعديل إن مجلس الشيوخ الأمريكى أظهر للشركاء فى قبرص وحول العالم أن الولايات المتحدة ملتزمة بمواجهة التحديات، واستغلال الفرص التى تصب فى مصلحة شرق البحر المتوسط، مضيفا أنه مع سعى قبرص لتعزيز الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، فيقع رفع القيود العتيقة لبيع الأسلحة لقبرص ضمن الأمن القومى والمصلحة الاقتصادية الأمريكية، موضحًا أن تلك القيود لم تعد تخدم الأهداف الأمنية لواشنطن.
وبعثت قبرص خطابًا للأمم المتحدة أعربت فيه عن "احتجاجها الشديد" على ما تمارسه تركيا من "انتهاكات" بحق قبرص فيما يتعلق بمجالها الجوى وخرقها للقواعد الدولية للملاحة الجوية بمنطقة معلومات الطيران الخاصة بقبرص، فضلًا عن استخدام تركيا الموانئ المغلقة والمطارات القبرصية على نحو غير قانوني.
رئيس قبرص
وذكرت صحيفة (سايبروس ميل) القبرصية أن نائبة المندوب الدائم لقبرص لدى الأمم المتحدة بولى إيوانو، أرسلت خطابًا للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، لإطلاعه على تفاصيل الانتهاكات التى مارستها تركيا بحق قبرص خلال شهرى مارس وأبريل الماضيين.
وقالت إيوانو، إن سياسة الانتهاك المستمرة للقانون الدولى وخرق القواعد واللوائح الدولية تشكل خطرًا دائمًا على الأمن والسلم الدوليين وتؤثر بالسلب على الاستقرار الإقليمي، وتهدد سلامة الطيران المدنى الدولى وتضع عوائق فى مواجهة النقل الجوى فوق قبرص، كما تحول دون تهيئة بيئة مواتية لإجراء عملية السلام فى البلاد.
وأوضحت أن تركيا تواصل مضايقة الطائرات المدنية والعسكرية القبرصية على نحو منتظم داخل منطقة معلومات الطيران القبرصية من خلال إجراء اتصالات لاسلكية، رغم إرسال قبرص إشعارين للطيارين الذين هم على صلة بالتدريبات التى تجريها القوات الجوية التركية.
الرئيس التركى رجب طيب أردوغان
وعلى الجانب الأخر، قررت واشنطن عدم بيع المقاتلات المتطورة "إف – 35 " لتركيا، كرد فعل على شراء الأتراك منظومة الصواريخ الروسية " إس – 400 " و إمهالهم حتى نهاية يوليو المقبل، كما قررت واشنطن كذلك إنهاء الشراكة مع الجانب التركى فى برنامج إنتاج مكونات المقاتلة " إف – 35 " اعتبارا من العام 2020 .
وقالت مصادر دفاعية أمريكية، إن البنتاجون قد بدأ بالفعل فى البحث عن شركاء جدد كبديل عن الشركاء الأتراك فى برنامج إنتاج و تطوير المقاتلة “ إف – 35 “ للحلول محل الموردين الأتراك وذلك على الرغم من ضآلة الإسهام التركى فى هذا المشروع .
كما قرر البنتاجون استبعاد تركيا من اجتماعات المائدة المستديرة السنوية المقررة هذا الشهر للمجلس التنفيذى لبرنامج إنتاج المقاتلات “ إف – 35 “ الذى يضم كل الشركاء الدوليين للولايات المتحدة فى إنتاج هذه الطائرة .
يذكر أنه فى عام 1987 فرضت الولايات المتحدة قيوداً على نقل الأسلحة والمواد الدفاعية إلى قبرص؛ لتشجيع جهود إعادة التوحيد، ومنع سباق التسلح فى الجزيرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة