أكد الدكتور خالد صلاح وكيل مديرية أوقاف القاهرة أن الحديث عن أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حديث عن الصفوة من البشر بعد الأنبياء والمرسلين، فهم الذين عزروا النبى ونصروه واتبعوا النور الذى أنزل معه، وقدموا محبته على محبة أنفسهم، وأهليهم، والناس أجمعين، فمنحهم النبى (صلى الله عليه وسلم) أرفع الأوسمة.
وأضاف وكيل أوقاف القاهرة، خلال لقاء بمسجد صلاح الدين بالمنيل، أن النبى شهد للصحابة في الكثير من المواقف الجليلة ، فقال (صلى الله عليه وسلم) : “خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ” , وقد ضرب سيدنا أبو بكر الصديق (رضي الله عنه) أروع الأمثلة في الثقة بالله تعالى ، فعن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) قال : “أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا أَنْ نَتَصَدَّقَ ، فَوَافَقَ ذَلِكَ مَالًا عِنْدِي ، فَقُلْتُ : الْيَوْمَ أَسْبِقُ أَبَا بَكْرٍ إِنْ سَبَقْتُهُ يَوْمًا ، فَجِئْتُ بِنِصْفِ مَالِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا أَبْقَيْتَ لِأَهْلِكَ ؟ ، قُلْتُ : مِثْلَهُ ، قَالَ : وَأَتَى أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِكُلِّ مَا عِنْدَهُ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا أَبْقَيْتَ لِأَهْلِكَ ؟ قَالَ : أَبْقَيْتُ لَهُمُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، قُلْتُ : لَا أُسَابِقُكَ إِلَى شَيْءٍ أَبَدًا”.
وأوضح وكيل أوقاف القاهرة، أن النبي (صلى الله عليه وسلم) أوصى الأمة كلها بأصحابه جميعا ، وحذر من الإساءة إليهم ، أو الانتقاص من حقهم ، وبيّن أن محبتهم دليل على محبته (صلى الله عليه وسلم) ، وأن بغضهم دليل على بغضه ، فقال (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : “اللَّهَ اللَّهَ فِي أَصْحَابِي ، لَا تَتَّخِذُوهُمْ غَرَضًا بَعْدِي ، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمْ ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ فَبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ ، وَمَنْ آذَاهُمْ فَقَدْ آذَانِي ، وَمَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى اللَّهَ (عَزَّ وَجَلَّ) ، وَمَنْ آذَى اللَّهَ يُوشِكُ أَنْ يَأْخُذَهُ” ، وقال (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : “لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي ، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ ، وَلاَ نَصِيفَهُ”.
وقال الدكتور أشرف فهمي مدير عام التدريب بوزارة الأوقاف، أننا نتحدث عن الصحابة (رضوان الله عليهم) لعدة أمور : الأول : أن الله (سبحانه وتعالى) اصطفاهم من فوق سبع سماوات, وأثنى عليهم في مواضع كثيرة في القرآن الكريم وهم جديرون بهذا المدح والثناء، والثاني : ردًا على كل من يسيء إلى أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فعلينا أن نؤكد فضلهم ومكانتهم للناس جميعا ، وهذا حقهم علينا وواجبنا نحوهم، والأمر الثالث : أننا لا بد أن نستفيد في حياتنا بما قدمه لنا الصحابة ( رضوان الله تعالى عليهم) فنأخذ منهم القدوة الحسنة والأسوة الطيبة من سيرتهم العطرة ، ونُعلم أبناءنا حبهم وسيرتهم ، فهم السابقون في الخيرات وفي صحبة سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، فالله تعالى قد اصطفاهم واختارهم لصحبة نبيه.
وأكد فهمى، أن الصحابة رضوان الله عليهم ضربوا أروع الأمثلة فى كل المناقب ومكارم الأخلاق فرضي الله عنهم وأرضاهم , فحبهم من حب النبي وحب رب العالمين (سبحانه) حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : “الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق ، فمن أحبهم أحبه الله ، ومن أبغضهم أبغضه الله"، مضيفا أن الصحابة علمونا كيف تكون التضحية ، وعلمونا الإيجابية والتحضر والمحافظة على الأوطان والمجتمعات.
وأضاف الشيخ يسري عزام إمام وخطيب مسجد صلاح الدين، أن الصحابة (رضي الله عنهم) أفضل الخلق على الإطلاق بعد نبينا (صلى الله عليه وسلم)، وأن لجيل الصحابة (رضي الله تعالى عنهم) قصب السبق في تغيير وجه الحياة ، وتبديد ظلمات الباطل والجور والظلم الذي امتلأت به أرجاء المعمورة قبل بعثة النبي (صلى الله عليه وسلم) ، فحولوها بنور الوحي الإلهي إلى الحق والعدل والمساواة ؛ لذا كانت محبة أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سنة ، والدعاء لهم قربة ، والاقتداء بهم وسيلة ، والأخذ بآثارهم فضيلة.
وأكد عزام، أن قدر أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) كبير ، ومكانتهم عظيمة ، فلا بد أن نقتدي بأخلاقهم ، ونقتفي أثرهم ، ونستلهم من سيرتهم روح التضحية ، والبذل ، والعطاء ، والفداء بالنفس والمال والولد ، ونسير على دربهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة