تفسير القرآن.. ما قاله الإمام القرطبى فى "ألا إنهم هم المفسدون"

الإثنين، 24 يونيو 2019 12:00 م
تفسير القرآن.. ما قاله الإمام القرطبى فى "ألا إنهم هم المفسدون" قرآن كريم
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نواصل، اليوم، الوقوف مع كلام الإمام القرطبى فى تفسيره المعروف بـ"الجامع لأحكام القرآن والمبين لما تضمنه من السنة وآى الفرقان"، ونقرأ ما قاله فى تفسير سورة البقرة فى الآية الثانية عشرة  (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ).
قوله عز وجل: (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ) ردا عليهم وتكذيبا لقولهم. قال أرباب المعاني: من أظهر الدعوى كذب، ألا ترى أن الله عز وجل يقول: (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ) وهذا صحيح. وكسرت إن لأنها مبتدأة، قال النحاس.
 
ألا إنهم هم
 
وقال على بن سليمان. يجوز فتحها، كما أجاز سيبويه: حقا أنك منطلق، بمعنى ألا. و{هم) يجوز أن يكون مبتدأ و{المفسدون) خبره والمبتدأ وخبره خبر إن. ويجوز أن تكون (هم) توكيدا للهاء والميم في: (إنهم}. ويجوز أن تكون فاصلة والكوفيون يقولون عمادا و{المفسدون) خبر إن، والتقدير ألا إنهم المفسدون، كما تقدم فى قوله: (وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [لقمان: 5].
قوله تعالى: (وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ) قال ابن كيسان يقال: ما على من لم يعلم أنه مفسد من الذم، إنما يذم إذا علم أنه مفسد ثم أفسد على علم، قال: ففيه جوابان: أحدهما أنهم كانوا يعملون الفساد سرا ويظهرون الصلاح وهم لا يشعرون أن أمرهم يظهر عند النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. والوجه الآخر: أن يكون فسادهم عندهم صلاحا وهم لا يشعرون أن ذلك فساد، وقد عصوا الله ورسوله فى تركهم تبيين الحق واتباعه. (وَلكِنْ) حرف تأكيد واستدراك ولا بد فيه من نفى وإثبات، إن كان قبله نفى كان بعده إيجاب، وإن كان قبله إيجاب كان بعده نفي. ولا يجوز الاقتصار بعده على اسم واحد إذا تقدم الإيجاب، ولكنك تذكر جملة مضادة لما قبلها كما فى هذه الآية، وقولك: جاءنى زيد لكن عمرو لم يجئ، ولا يجوز جاءنى زيد لكن عمرو ثم تسكت، لأنهم قد استغنوا ببل فى مثل هذا الموضع عن لكن، وإنما يجوز ذلك إذا تقدم النفى كقولك: ما جاءنى زيد لكن عمرو.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة