"بنها العسل".. هكذا اكتسبت مدينة بنها شهرتها بين باقى بلدان مصر والعالم العربى، حيث كان على مبارك فى القرن 13هـ/ 19م قال إن اسم بنها العسل الذى أطلق على هذه المدينة جاء بسبب أنها كانت بلدة عامرة من قبل الإسلام، واشتهر أن هدايا المقوقس للرسول صلى الله عليه وسلم من ضمنها شىء من عسل بنها.
واشتهر "عسل بنها" بأنه من أجود أنواع العسل بمصر والعالم، وهو ما دفع "اليوم السابع" إلى متابعة أعمال حصاد العسل "قطفه" والتى تتم 3 مرات بالواحد، والتعرف على مصاعب إنتاجه من أصحاب المناحل بالمدينة والقرى التابعة لها، إلى جانب متابعة المراحل الكاملة لعملية قطفه، تمهيدا لانتشاره بين باقى المحافظات، بل وتصديره إلى الخارج، عبر شركات ومكاتب التصدير.
فى البداية قال بهجت الطبال، صاحب منحل لإنتاج العسل ومشتقاته ببنها، إن علاقته بالعسل بدأت منذ الصغر، على الرغم من أن والده لم يكن محبا للمهنة، إلا أنه من خلال قراءته عن النحل والعسل عشقهم، وبدأت قصة حبهم منذ الصغر حتى أصبحت تجرى فى دمه، واعتاد خلال على لدغات النحل، وأصبح صديقه المقرب.
وأضاف "بهجت" لـ "اليوم السابع"، أنه يقضى أفضل أوقاته بين خلايا النحل فى المنحل الخاص به، واستمر فى القراءة للتعرف على النحل، حتى أصبح عاشقا له، مشيرا إلى أن عملية جمع العسل لها ثلاثة مواسم يتوفر فيها العسل بكميات كبيرة، وهى موسم الصيف الذى يتراوح بين شهرى مايو ويونيو وتسمى قطفة "البرسيم"، وموسم زراعة محصول القطن، والموعد الثالث في موسم الربيع وتسمى قطفة "البرتقال".
وتابع "بهجت": تكلفة الكيلو تتخطى الـ 70 جنيها، نظرا لغلاء الأسعار والسكر وعلاج النحل، ويتم بيعه بـ 60 جنيها، مشيرا إلى أنه فى حالة جودة النحل وصحته تكون تكلفة الخلية الواحدة لإنتاج العسل 100 جنيها، لتنتج ما يتراوح سعره ما بين 250 إلى 300 جنيها عسلا من الخلية الواحدة.
أما بالنسبة لعملية قطف العسل.. فقد أوضح عبد العاطى محمدى، أنه يتم قطف العسل أولا بطرد النحل من الخلية، ولو كان الشخص متمرسا، وجسمه لا يفرز هرمون الخوف الذى عادة ما يتعرف عليه النحل، وينقض على العسال ويصب غضبه عليه باللدغات، وهناك طرق أخرى لإبعاد النحل، إما عن طريق الغصن أو الدخان، ويختلف قطف العسل باختلاف أماكن وجوده.
وأضاف "عبد العاطي" لـ "اليوم السابع"، أنه يتم تجهيز "المدخن" والذى يصدر كمية كبيرة من الدخان لإبعاد النحل عن الخلية، من خلال استخدام ورق مقوى أو "الخيش"، ثم يرتدي العاملين أدوات الحماية من لدغات النحل، وهي "واقى النحل، بالإضافة إلى قفازات، وأيضا حذاء يغطى كامل القدم"، ثم يبدأ أحد الأفراد باستخدام المدخن لكشف الخلايا وطرد النحل منها، وبعدها يتم رفع "البراويز" المملوؤة بالعسل لخلية فارغة يتم حملها إلى جهاز "الفراز" تمهيدا لقطفها.
وتابع "عبد العاطى": يقسم العمل بحيث يكون أحد الأفراد مسؤول عن عملية رفع "البراويز" من الخلايا، حتى يتم رصد عدد كل البراويز التي يتم رفعها من كل خلية لإعادة نفس العدد مرة أخرى لها بعد انتهاء عملية القطف، وآخر يجلس بغرفة شبه مظلمة حتى يتم طرد النحل منها يقوم خلالها بفتح العيون التى تحتضن العسل بالبراويز تمهيدا لعملية القطف، ثم ينتقل بعد ذلك لفرد مسؤول على "الفراز" يقوم بوضعها بداخله، ثم يعمل على تدويره عدة لفات بسرعات محددة حتى يتسرب العسل من العيون بالبراويز.
واستطرد، أنه عقب الانتهاء عملية الفرز يتم تفريغ "الفراز" من العسل الموجود به بجراكن بلاستيكية أو زجاجية، حفاظا على جودة العسل، تمهيدا لتفريغها بعلب صغيرة تحمل الكيلو جرام أو 2 كيلو جرام، ثم تبدأ بعد ذلك مرحلة بيع العسل، مشيرا إلى أن كل تلك المراحل لابد وان تكون في أوقات حارة وخاصة فى الفترة من الظهيرة حتى وقت العصر، حتى يكون العسل فى حالة سائلة، لضمان سهولة خروجه من تلك العيون.
وفى ذات السياق، قال شعبان عبد الله، صاحب منحل، أنه يتم التمييز بين أنواع العسل على حسب طبيعة ولون وطعم كل صنف، فعسل زهرة البرسيم هو العسل المنتج من أزهار البرسيم التي تمتاز باحتوائها على رحيق بكمية كبيرة، وعسل البرسيم لونه يكون مائلاً للصفرة أو للبرتقالى، أما بالنسبة لعسل زهرة البرتقال فهو فاتح خفيف وأسرع امتصاص فى الجسم وأفضل للأطفال ﻷن نشاطهم أكثر، وعسل القطن فهو داكن ويحتوى على نسبة عالية من الكالسيوم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة