أكد الدكتور عمرو الكمار، مساعد مدير عام بحوث الدعوة بوزارة الأوقاف، أن الإسلام دين الأمن والأمان، والسلم والسلام، ولا شك أن الوفاء بالعهد قيمة أخلاقية وإنسانية عظمى، وهو أدب ربانى جليل، وخلق نبوى كريم، مبينًا أن الإسلام أمر أتباعه بضرورة التحلى بخلق الوفاء بالعهود والمواثيق وحذر من نقض العهود، ومن عدم الوفاء بها.
وأضاف خلال لقاء بمسجد الإيمان بمدينة نصر، أن من جملة العهود التي أوجب الشرع الحنيف الالتزام بها “عهد الأمان” والذي يعني في العصر الحاضر: ما تمنحه الدولة من تصريح، أو تأشيرة، أو إذن بالدخول إلى أراضيها ، سواء أكان سائحًا ، أم زائرًا، أم مقيمًا، بموجب الأعراف، والمواثيق، والاتفاقيات الدولية في التعامل مع الدبلوماسيين ، ومن في حكمهم ، أو بموجب الاتفاقيات الثنائية بين الدول ، فيصبح هذا العهد الذي أعطته الدولة له مُلزمًا لكل مواطنيها، والمقيمين بها ، لا يجوز نقضه ، أو الالتفاف عليه ، أو التحلل منه ، لا شرعًا، ولا قانونًا.
وأشار إلى أن من رأى مخالفة تمس أمن وطنه ، أو تخالف النظام العام لدولته ، فليس له إلا أن يرفع الأمر لأهل الاختصاص ، حتى تتمكن أجهزة الدولة من محاسبته في ضوء ما تقتضيه وتنظمه القوانين ، فليس لآحاد الناس محاسبته على ما بدر منه ، أو التعرض له بسوء ، وإلا صارت الأمور إلى الفوضى وعدم الانضباط .
وأكد الشيخ محمد محمد ندا مدير إدارة أوقاف شرق مدينة نصر، أن الإسلام دين حفظ العهود والعقود ، دين لا يعرف الغش ، ولا الخداع ، فلم يثبت عنه (صلى الله عليه وسلم) ولا عن أحد من أصحابه (رضوان الله عليهم) أنهم نقضوا عهد أمان منحوه لأحد قال تعالى :”إنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ” ، موضحا أن عظمة الإسلام تتضح وتتجلى في أعلى صورها حينما أمر الله (عز وجل) نبيه (صلى الله عليه وسلم) أن يجير ويأمن من استجاره ، ولو كان مشركًا ، بل ولو كان محاربًا.
وقال الدكتور بسيوني عبد الحميد عبد العزيز إمام المسجد، إنه يجب علينا جميعًا الحفاظ على العهود والمواثيق التي تلتزم بها الدولة تجاه كلِّ إنسان يدخل إلى بلادنا ، وأن نكون متعاونين ومتضامنين على حفظ دمه ، وعرضه ، وماله ، كما أن من واجبنا حسن استقباله ، وإكرامه؛ ليرى عظمة ديننا ، وعمق حضارتنا ، مبينا أن الإسلام دين العدل والتسامح والتعايش السلمي ، وأنه إذا انتقل المسلم لبلد آخر، سواء أكان من بلاد المسلمين ، أم من غيرها ، فإن التأشيرة التي تمنحها هذه الدولة له – كعهد أمان ، يأمن به على نفسه – هي في المقابل عهد أمان منه لأهل هذا البلد ؛ يأمنون به على أنفسهم وأموالهم ، ويُلزمه ذلك أن يخضع لقوانين هذا البلد ، ويلتزم بها ، حتى يكون خير سفير لدينه ، ووطنه ، وحضارته ، حتى لا يقع تحت طائلة قوله تعالى : “وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ”.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة