أصبحت وكالة الأناضول للأنباء الحكومية فى بؤرة الضوء بعد المناظرة التى جرت بين بن على يلدريم مرشح حزب العدالة والتنمية ،وأكرم إمام أوغلو مرشح حزب الشعب الجمهورى على مقعد رئاسة بلدية أسطنبول، بسبب الاتهامات التى وجهها الأخير للوكالة بالتورط فى التلاعب بنتائج الانتخابات التى جرت فى نهاية مارس الماضى، وأنتهت بفوز أوغلو قبل أن تعلن الهيئة العليا للانتخابات إعادتها.
اتهامات التواطؤ التى لاحقت الوكالة الحكومية، دعمتها تصريحات بثتها صحف معارضة تركية لمصادر من داخل الوكالة، أكدت خلالها إنها أعتمدت على مسئولى حزب العدالة والتنمية فى النتائج التى بثتها أثناء تغطية الانتخابات التى جرت نهاية مارس الماضى، وقال مصدر من داخل الوكالة لموقع "أحوال تركية" :" :"إنّ المصدر الدقيق للبيانات ليل يوم الانتخابات ظلّ غامضاً بالنسبة للموظفين، لكنّ الوكالة كانت على اتصال وثيق بمسؤولي حزب العدالة والتنمية طوال الليل".
وتساءل الموظف بالوكالة "المصدر الأول هو بالطبع حزب العدالة والتنمية، إذا لم تتلقَّ الوكالة بياناتها من المجلس الأعلى للانتخابات، فمن أين تحصل عليها إذن؟"
وأضاف "لا تملك الوكالة القوة البشرية الكافية لنشر مراسل عند كل صندوق اقتراع.. المراقبون التابعون لحزب العدالة والتنمية يأخذون أعداد الأصوات ويرسلونها إلى المقار الإقليمية".
وتتسق هذه التصريحات مع الاتهامات التى وجهها أكرم إمام أوغلو، للأناضول أثناء المناظرة التى جرت بينه وبين بن على يلدريم، حيث أكد أن مصداقية الوكالة الحكومية لم تعد مقبولة، وأشار إلى أن الوكالة توقفت عن تزويد وسائل الإعلام بنتائج فرز الأصوات لمدة 12 ساعة، وفى هذا التوقيت أعلن العدالة والتنمية فوز بن على يلدريم، رغم أن الفارق كان لصالحه بأكثر من 20 ألف صوت.
وأعتبر أوغلو، أن وكالة الأناضول قامت بممارسة خاطئة لأن نتائج الانتخابات لم تكن تصب فى مصلحتهم، وبينما تنصل بن على يلدريم من علاقته بوكالة الأناضول قائلاً: "أنا لست مسئولاً عن وكالة الأناضول" ،رد إمام أوغلو عليه قائلاً: "أنت عضو فى حزب مسئول عن الوكالة الحكومية".
وفى محاولة بائسة للدفاع عن نفسها نشرت الأناضول توضيحا مقتضبا عبر صفحتها الرسمية بشبكة تويتر قالت فيه:"نحن لسنا جهة إعلان نتائج انتخابات وإنما نحن مؤسسة إعلامية تنقل فقط البيانات.. واللجنة العليا هى المخولة فقط بإعلان النتائج الرسمية"
بينما رد عليها مغردون حيث قال أحدهم :" انتم مؤسسة أردوغانية وليس إعلامية"
من ناحيته قال بشير عبد الفتاح الخبير فى الشئون التركية، أن أكثر من 90 % من وسائل الإعلام التركية مملوكة وموالية تماما لحزب العدالة والتنمية، وأضاف:"عند الحديث عن الإعلام فى تركيا فإننا نستبعد تماما وجود إعلام محايد أو موضوعى فما بالك بالأناضول المملوكة رسميا للحكومة التركية "
وأكد عبد الفتاح أن الاناضول تسعى للتأثير على اتجاهات التصويت للناخبين المترددين ،والسلوك التصويتى للناخب التى وهو أمر سيكون له أثر كبير فى حسم الانتخابات خلال جولة الإعادة، وأضاف: "أكرم إمام أوغلو حاول أن يسلط الضوء على الدور الذى يلعبه الإعلام التركى الموالى لأردوغان عسى أن يتحرى شيئا من الموضوعية والحياد خلال الجولة القادمة من الانتخابات".
وفى الوقت نفسه أكد كرم سعيد المتخصص فى الشأن التركى أن حديث أكرم إمام أوغلو عن دور وكالة الأناضول فى الانتخابات المحلية ليس مفاجئا أو صادما فالوكالة لديها إنحياز مطلق لحزب العدالة والتنمية، وسبق أن لعبت دور سلبى فى الاستحقاقات الانتخابية المختلفة منها مثلا إعلانها فوز رجب طيب أردوغان بالانتخابات الرئاسية قبل إعلان النتائج رسميا.
وأشار كرم إلى أن وسائل الإعلام فى تركيا تعانى تضييقا شديدا حيث لا تحصل على الإعلانات أو التمويل اللازم والصحفيين يعانوا الاعتقال والطرد، كما أن كثير من المؤسسات الإعلامية المعارضة تم بيعها لصالح رجال أعمال داعمين لأردوغان فى إطار سياسة تأميم المشهد الإعلامى التى يتبعها الرئيس التركى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة