منذ سنوات طويلة وضعت وزارة البيئة مخطط لإنشاء مدفن صحى للمخلفات بمنطقة العبور ، تمهيدا للبدء في إنشائه لاستيعاب المخلفات الصلبة الناتجة من محافظة القاهرة، على مساحة 65 فدانا ويتكون من قسمين متماثلين تماما، أحدهما مخصص لاستقبال المخلفات من القليوبية والآخر من القاهرة، واعلنت محافظة القاهرة وقتها أن المدفن سيكون حلا جذريا لمشكلة القمامة فى ربوع القاهرة ، ووضع تصميمه للاستفادة من الأرض المخصصة بالشكل الأمثل من حيث مكونات المدفن، بما يتوافق مع الاشتراطات الموجودة في حماية البيئة المتعلقة بتصميم المدافن الصحية للمخلفات الصلبة، وتم تفقد الموقع لكن منذ ذلك الحين لم يهدأ بالاً لسكان المنطقة وقطعوا عهدا على أنفسهم بالعمل على نقل مقر المدفن الصحى للمخلفات من منطقة العبورالجديدة.
اليوم السابع يرصد حكاية المدفن وخطة الدولة للاستفاده منه، ومقترحات الأهالى بالنقل لما أسموه بالأضرار البالغة التى ستطالهم من جراء إنشاء المدفن فى المدينة الجديدة أو بالقرب منها، ومحاولاتهم لأقصاء الانشاء ومواجهته بكل طاقتهم، واستجابة الحكومة لمطالبهم.
بدأت حكاية مدفن العبور حين أعلن الدكتورعلاء عبد الحليم مرزوق محافظ القليوبية، عقد اجتماعا نهاية يناير الماضي، مع إحدى الشركات العاملة في مجال الانشاءات والاستشارات الهندسية لمناقشة انشاء مدفن صحي جديد للمحافظة بالأرض المخصصة للمحافظة علي مساحة 65 فدان بمدينة العبور، تمهيدا لإغلاق المدفن الصحي بأبو زعبل بالخانكة، لقرب موقعه من عدد من المشروعات القومية الكبيرة كمشروع الاسكان الاجتماعى ومشروع صوامع الغلال المنتظر افتتاحهم قريبا.
إلا أن هذا الإعلان أثار غضب أهالي مدينة العبور، الذين على الفور قاموا بعقد اجتماع بمقر نقابة المحامين الفرعية بمدينة العبور وحضور عدد كبير من المحامين عدة اجتماعات تنسيقية لاتخاذ السبل القانونية لمواجهة قرار نقل مدفن عرب العليقات بالخانكة إلى مدينة العبور، خاصة وأن المقر الخاص به يقع في الشمال الشرقي للمدينة، وبالتالي تصبح المدينة معرضة للأدخنة الكثيفة التي تنتج عن هذا المدفن، والعمل على إيقافه ونقله لمكان آخر.
ولم يقف الأهالي عند هذا بل عملوا على تدشين حملة على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، تحت شعار "العبور مش مدفن قمامة"، إلى جانب هاشتاج "لا_لمدفن_القمامة_بالعبور" الذى انتشر على الصفحات الخاصة بالمدينة، بالإضافة لتقديم شكاوى واستغاثات لرئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء ووزارتي البيئة والسكان ومحافظ القليوبية وجهاز المدينة لإعلان رفضهم إنشاء مدفن صحى مرفقة بحملة توقيعات بجانب تنظيم لقاءات وندوات مكثفة لوقف قرار إنشاء المدفن لأضراره الصحية والبيئية وتشويه صورة المدينة.
وفى هذا السياق قال محمد زيدان محام من أهالي العبور، أن المدفن الجديد المقرر إنشاءه لا يتخطى الكيلو متر وبعض الأمتار من الكتلة السكنية، خصوصا مشروعات الإسكان الاجتماعى الجديدة الخاصة بمحدودى الدخل، بالإضافة إلى تواجد المدفن في اتجاه الرياح بالشمال الشرقي للمدينة، وهو ما يتسبب فى انتشار الروائح الكريهة بشكل مستمر في المنطقة وزيادة الأمراض والأوبئة بين الأطفال، مشيرا إلى أن الجزء المفتوح من المدفن يعمل بشكل غير علمى ويصدر عنه رائحة كريهة وكمية كبيرة من الأدخنة على المواطنين.
وتابع "زيدان"، لـ "اليوم السابع"، أن عدد من محامي المدينة عقدوا اجتماعا عاجلا بحضور بعض السكان بالمدينة تحت شعار "العبور مش مدفن قمامة" لدراسة آلية التصدى لمشروع إنشاء مدفن النفايات، وتم رفع دعوى قضائية حملت رقم 6689 لسنة 20 ق محكمة القضاء الإدارى ببنها مستعجل لوقف تنفيذ قرار إنشاء مدفن للقمامة والنفايات بمدينة العبور، وإرسال العشرات من الشكاوى والاستغاثات لكل الجهات المعنية مذيلة بتوقيع سكان المدينة.
ومن ناحيته قال المهندس سامح حجاز، أحد سكان العبور، أنه يقطن بالعبور منذ 25 عاما، ولم تكن العبور يوما ما هكذا بل كان عروس المدن الجديدة، مشيرا إلى أنه تم تشكيل لجنة مكونة من أهالى العبور وبعض المحامين لمعاينة موقع المدفن على الطبيعة والاستعانة بتقارير من خبراء البيئة والصحة لمساعدتهم على إيضاح المخاطر المحتملة من إنشاء المدفن الخاص بالنفايات بالمدينة بجانب اتخاذ خطوات جادة لتقديم طلبات لهيئة المفوضين بمجلس الدولة للإسراع فى إعداد التقارير فى قضية إعادة تبعية العبور للقاهرة بدلا من محافظة القليوبية.
وأضاف "حجاز" لـ "اليوم السابع"، أن المدفن قريب من الأحياء الثامن وأحياء المستقبل والثاني جميع أحياء القائمة علي خط عشرة بالإضافة إلى تأثيرها علي منطقة مساكن ومزارع عرابي، مشيرا إلى أنه تم تنظيم زيارة للمدفن الجمعة الماضية، لموقع المدفن وحصلوا علي عدد من الصور، وجدوا لافته مكتوب عليها "انشاء خلية الدفن المحكوم الصلبة تابعة لمحافظة القاهرة وجهاز تنظيم المخلفات بوزارة البيئة"، وتلك الخلية مسؤولة عن التخلص الآمن من المخلفات إلا أنها محاطة بكميات كبيرة من القمامة.
ومن ناحيته، أعلن هاني يونس المستشار الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، عن بشرى سارة لأهالي المدينة، حيث أنه تقرر نقل المدفن الخاص بالمخلفات والقمامة خارج مدينتي العبور وبدر، حيث أتفقت وزيرة البيئة على تخصيص قطعة ارض بمساحة 1000 فدان في منطقة صحراوية، وأن تلك المنطقة التى سيتم نقل المدفن لها سيتم انشاء مصنع لتدوير المخلفات بها، وبعض الأنشطة الخدمية الأخرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة