تمر اليوم ذكرى اغتيال القائد الفرنسى الجنرال كليبر الذى تولى قيادة الحملة الفرنسية فى مصر بعد خروج نابليون بونابرت منها وعودته إلى فرنسا، ففى 14 يونيو من عام 1800 تمكن طالب الجامع الأزهر سليمان الحلبي من تنفيذ عملية الاغتيال.
وكليبر من مواليد 9 مارس عام 1753 في مدينة ستراسبورغ، خاض حروب الثورة الفرنسية كلها، وأظهر فيها مواهب قتالية عالية، فكان من أكفأ ضباط الجيش الفرنسي في زمنه، ومن المقربين إلى نابليون بونابرت.
وفى يوم الاغتيال ذهب الجنرال كليبر إلى جزيرة الروضة ليستعرض كتيبة الأروام الذين انخرطوا في سلك الجيش الفرنسي في مصر، وعاد بعد العرض إلى الأزبكية، ليتفقد أعمال الترميم في دار القيادة العامة ومسكن القائد العام، لإزالة آثار الإتلاف الذي أصابها من (ثورة القاهرة الثانية)، وكان يصحبه المسيو بروتان، المهندس المعماري وعضو لجنة العلوم والفنون، فتفقدا الأعمال معاً، ثم ذهبا إلى دار الجنرال داماس، رئيس أركان الحرب، حيث أعد وليمة غداء للقائد العام، دعا إليها طائفة من القادة وأعضاء المجمع العلمى ورؤساء الإدارة، فتناول كليبر الغداء مع المدعوين، وكان منشرح الصدر على المائدة، يتحدث مطمئناً على الحالة في مصر.
استمرت الوليمة إلى الثانية بعد الظهر، ثم عاد كليبر بصحبة المهندس بروتان إلى دار القيادة العامة ليستأنفا تفقد أعمال الترميم والإصلاح فيها، وكانت حديقة السراي تتصل بدار الجنرال داماس برواق طويل تظلله تكعيبة من العنب.
سار كليبر وبجانبه بروتان في هذا الرواق يتحدثان في إصلاح السراي، وفي أثناء سيرهما خرج عليهما رجل كان يكمن وراء بئر عليها ساقية، فاقترب من الجنرال كليبر كمن يريد أن يستجديه أو يتوسل إليه، لم يرتَب الجنرال في نية ذلك السائل، لكنه لم يكد يلتفت إليه حتى عاجله القاتل بطعنة خنجر مميتة أصابته في صدره، فصاح الجنرال: إليّ أيها الحارس، ثم سقط على الأرض مضرّجاً في دمه، هنا أسرع المسيو بروتان في تعقب الجاني، فلما أدركه اشتبك الاثنان، فطعنه الحلبي ست طعنات سقط على أثرها على الأرض بجوار كليبر.
لاذ سليمان الحلبى بالفرار وتوارى عن الأنظار مختفياً في حديقة السراي، ولم يبق في مكان الجريمة ما يدلّ على القاتل سوى جزء من عمامته التي تمزقت أثناء صراعه مع بروتان.
أقبل الحارس الذي سمع الصيحة، ولما رأى هذا المنظر الرهيب ولّى مسرعاً إلى دار الجنرال داماس وأخبرهم بما رآه، فأقبل من كانوا موجودين إلى مكان الحادثة، فرأوا الجنرال كليبر مضرّجاً في دمه وبجانبه بروتان مغمياً عليه، من شدة الطعنات التي أصابته، فهالهم ما أبصروه، ونقلوا الجنرال كليبر إلى دار الجنرال داماس، وجاء الطبيب ديجنت كبير أطباء الجيش لإسعافه، فوجده ميتاً.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة