صور..«إدى العيش لخبازه».. قصة تشويه تمثال الخديوى إسماعيل.. موظفو المحليات بالإسكندرية دهنوه أسود بدل البرونزى.. والآثار: لم يتم التنسيق معنا.. ومحبيه: متأثرش بقنابل الحرب وشوهه بقرار حى.. وهذه قصته التاريخية

الأربعاء، 12 يونيو 2019 08:20 م
صور..«إدى العيش لخبازه».. قصة تشويه تمثال الخديوى إسماعيل.. موظفو المحليات بالإسكندرية دهنوه أسود بدل البرونزى.. والآثار: لم يتم التنسيق معنا.. ومحبيه: متأثرش بقنابل الحرب وشوهه بقرار حى.. وهذه قصته التاريخية تمثال الخديوى اسماعيل بعد رشه باللون الاسود
الاسكندرية - جاكلين منير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شهدت عروس البحر المتوسط مدينة الإسكندرية، حالة من الجدل والاستنفار، بعد الأزمة التى تسبب فيها قرار رئيس أحد الأحياء برش تمثال من أقيم التماثيل  بمادة سوداء مجهولة تشبه "الدوكو"، واجتهدت الأجهزة التنفيذية بحى وسط الإسكندرية برش ودهان التمثال باللون الأسود دون الرجوع إلى مسئولى وزارة الآثار المنوط بها العمل على ترميمه، ولم يكثرث أى منهم للمقولة الشهيرة والمثل الشعبى "إدى العيش لخبازه".
 
 WhatsApp Image 2019-06-12 at 1.57.35 PM
 
 
وتبدأ حكاية هذا التمثال منذ أكثر من ربع قرن، حين تم الاحتفال بوضعه بميدان المنشية في ديسمبر عام 1938، أى قبل الحرب العالمية الثانية بعام واحد، ويبلغ ارتفاع تمثال الخديوى إسماعيل المصنوع من معدن البرونز ثلاثة أمار ونصف المتر، وقد أبدعه المثال الإيطالى “امليوفوتيش” وتم صبه بمسبك “كانويكا” بضواحي روما، وقد افتتحه الملك فاروق فى 4 ديسمبر 1938 فى احتفال كبير أقامته الجالية الإيطالية التى أهدت التمثال للمدينة، والذى ظل من يومها فى وقفته الشامخة مستندا على مقبض سيفه مشيرا بإصبعه إلى أسفل، والتمثال يعد تحفة فنية رائعة، بالإضافة إلى فخامة القاعدة الرخامية والعمارة المحيطة بها من درج وأعمدة وتيجان ونقوش وحليات برونزية، والتى نفذت كلها بالأسلوب الموسولينى (نسبة إلى دكتاتور ايطاليا موسوليني) وهو أسلوب طغى على أبنية إيطاليا إبان فترة حكمه قبل الحرب العالمية الثانية، ولم يتأثر هذا التمثال بالقنابل التي دمرت أجزاء كثيرة من الإسكندرية إبان الحرب العالمية الثانية (1939 -1945)، وبعد ربع قرن أصدر المحافظ محمد حمدي عاشور قرار بإزالة هذا التمثال وتحويل قاعدته إلى نصب تذكاري للجندي المجهول، وعليه تم تنفيذ القرار وتم تخزين تمثال الخديوي إسماعيل بمتحف الفنون الجميلة بالإسكندرية، مع تمثال آخر شهير لنويار باشا كان مقاما بحدائق الشلالات ووضع مكانه تمثال آخر لكاتمة الأسرار للمثال مختار، حتى خرج التمثال مرة أخرى للنور.
 
 
WhatsApp Image 2019-06-12 at 1.57.38 PM
 
 
وحول الأزمة التى أثارتها وزارة الأثار ومحبى الفنون والثقافة بعد تشويه التمثال بالمادة المجهولة، قال محمد متولى مديرعام متطقة الآثار الإسلامية بالإسكندرية فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع "، إن دهان و رش التمثال باللون الاسود جاء مخالف لطبيعة التمثال الآثرية حيث كان لونه الأصلى برونزى المائل إلى الخضار ليتلالأ لونة مع ضى الشمس، والمادة مخالفة لتعليمات الآثار.
 
WhatsApp Image 2019-06-12 at 1.59.33 PM
 
 
وكشف مديرعام متطقة الآثار الإسلامية، بعض المعلومات المتعلقة بالتمثال، قائلا: "بالرغم من أن التمثال غير مسجل حتى الآن بمجلد الأثار، إلا أن الوزارة بصدد اتخاذ اجراءات لتسجيله، خاصة وأن تاريخ التمثال يرجع إلى عام 1938، وتم نقل التمثال بدون قاعدته التى مازالت متواجدة إلى الآن بميدان الجندى المجهول، حيث صنع التمثال من الجالية الإيطالية بالإسكندرية وتم إهداؤه إلى المحافظة".
 
وعن أعمال الترميم، أكد "متولى" على أن أعمال الترميم، تتم بمعرفة المتخصصين، فقط من وزارة الأثار وليس متخصصى الفنون الجميلة، وأنه جارى التنسيق مع المحافظة لإعادة ترميم التمثال، وكشط طبقة الدهان الخاطئة، وإعادته الى لونة الاصلى، بعد الحصول على  تكليف رسمى من الوزارة المنوط بها هذا العمل.
 
 
WhatsApp Image 2019-06-12 at 1.57.56 PM
 
 
فى المقابل أكد اللواء سمير صدقى رئيس حى وسط، على أن دهان و رش تمثال الخديوى إسماعيل، هو مجرد أعمال مبدئية فقط وجارى عقد لقاء تنسيقى من لجنة متخصصة بفنيين متخصصين فى أعمال الترميم برئاسة مخافظ الإسكندرية، وأن الأعمال الخاصة بترميم التمثال مازالت جارية، و لم تنتهى وسوف يتم تنظيم احتفالية لافتتاح أعمال الترميم بعد الانتهاء منه.  
  
وأوضح اللواء سمير صدقى رئيس حى وسط، أن أعمال الترميم تأتى فى إطار أعمال التطوير الجارية، بالمشاركة المجتمعية بميدان الخديوى إسماعيل خلف سينما أمير بشارع صفية زغلول، التى شملت إضافة وحدات إضاءة بالأركان المحيطة بقاعدة التمثال وتغذيتها بالكهرباء، نقل عدد من أعمدة الإضاءة الزوخرفية التراثية لمحيط التمثال، كسوة قواعد هذه الأعمدة بالرخام، بناء سور متهدم بساحة الميدان بطول 130 متر، بفورمات معينة، وطبانة وكسوته بالحجر الصناعى الفاخر.
 
WhatsApp Image 2019-06-12 at 2.01.12 PM
 
بالإضافة إلى وضع منحوتات على المكعبات المحيطة بالتمثال، وتركيب عدد 14 عمود إضاءة زوجى بالكشافات للارتقاء بمستوى الإضاءة بالشارع بداية من سينما ريو حتى الحماية المدنية، وتطوير النصب التذكارى للتمثال.
 
 
1383294_628180407204797_2047656065_n
 
 
يذكر أن هناك أحد الصفحات المهتمه بأسرة محمد على، عبر موقع التواصل الاجتماعى "الفيس بوك" تحت اسم "مملكة الخديو والأميرة"، قد رصدت قصة الخديوي إسماعيل وحكاية تمثاله الحائر، وأشارت فيها لبعض المعلومات الخاصة عن هذا التمثال منها منذ ثورة يوليو 52، حيث كان تمثال الخديوي إسماعيل  يزين ميدان المنشية بالإسكندرية، مواجها لقلعة قايتباي، وبينهما مياه الميناء الشرقى، واكتسب ذلك التمثال شهرة واسعة نظرا لقيمته الفنية والتاريخية، وكان يتوسطه نصب تذكاري مصنوع من الرخام الأبيض، صنع في محاجر كرارة بإيطاليا في تصميم فخم مهيب يليق بتمثال الملوك والعظماء، وكانت مجموعة النصب التذكاري للخديوي إسماعيل مهداة إلى مدينة الإسكندرية من قبل الجالية الإيطالية المقيمة بالمدينة، وتم الاحتفال بإقامة هذا التمثال في موضعه بميدان المنشية فى ديسمبر عام 1938، أي قبل الحرب العالمية الثانية بعام واحد.
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة