تأبى الطبيعة السكون فى ذلك البلد الذى تتقاذفه العواصف السياسية لتضاف إليه عواصف الطبيعة أيضا، فقد أعلنت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين فى اليمن، أن هناك أكثر من 3 آلاف أسرة يمنية أضيرت جراء السيول التى اجتاحت عددا من المحافظات الجنوبية فى اليمن، وفى مقدمتها لحج وعدن وتعز وحضرموت.
فقد تصدرت محافظة لحج عدد الأسر المتضررة بحوالى ألف و385 أسرة ، تلتها العاصمة المؤقتة عدن بنحو ألف و331 أسرة، ثم محافظة تعز بـ 315 أسرة ، وجاءت حضرموت فى المركز الرابع بنحو 35 أسرة.
وأشار التقرير إلى أن النازحين بحاجة ماسة إلى مواد غذائية وإيوائية وحقائب صحية، بالإضافة إلى تجهيز عيادات طبية متنقلة للوقاية من الكوليرا، وتوفير دورات مياه ومياه شرب نظيفة لكل المخيمات.
وحذر التقرير، من حدوث كارثة بيئية، وتفشى الأمراض فى المخيمات، بسبب تكدس القمامة وانتشار المياه الراكدة فى حال عدم التدخل العاجل، كما ناشد المنظمات الإنسانية وشركاء العمل الإنسانى بسرعة التدخل لتلبيه احتياجات النازحين.
ومن جانبه، أعلن التحالف بإطلاق حملة إغاثية عاجلة وجسر جوى لتقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية للمتضررين بتلك المحافظات، بهدف تخفيف معاناة المتضررين وبمشاركة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والبرنامج السعودى لتنمية وإعمار اليمن.
السيول تغرق المحافظات اليمنية
وتشمل الحملة تقديم المواد الغذائية، المواد الطبية والإيوائية وفتح الطرقات وسحب المياه وإصلاح الكهرباء وتقديم الدعم بالمعدات اللازمة لتخفيف معاناة الشعب اليمنى الشقيق.
مساعدات للمتضررين
وقد بدأ البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، إرسال معدات لسحب المياه من شوارع عدن وهى المحافظة الأكثر تضررا جراء السيول، وذلك فى إطار حملة إنسانية إغاثية عاجلة أعلنت عنها المملكة لمساعدة المتضررين من الأمطار الغزيرة والسيول في عدد من المحافظات اليمنية.
ويشارك البرنامج في الحملة التي أطلقتها السعودية بالتعاون مع مركز قيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، لتقديم مساعدات عاجلة للمتضررين من الأمطار الغزيرة التي هطلت على العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، والمحافظات المجاورة لها.
وأوضح السفير السعودى باليمن المشرف العام على البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن السفير محمد آل جابر، أن البرنامج يعمل بالتعاون مع الحكومة اليمنية الشرعية على ضمن مشاركته في مسارين، الأول هو التدخلات العاجلة المتمثلة في فتح الطرقات لتمكين القوافل الإغاثية من إيصال مساعدتها للسكان المتضررين، إضافة إلى سحب المياه من المناطق التي غمرتها المياه عبر توفير صهاريج مياه ومضخات نزح، أما المسار الثاني فيتعلق بإعادة التيار الكهربائي عبر توفير المولدات الكهربائية وإصلاح المولدات المعطلة.
وأضاف أن البرنامج يعمل في 7 قطاعات حيوية، هي الصحة والتعليم والزراعة والثروة السمكية والمياه والكهرباء والنقل والإسكان.
وقد بدأ البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن فور إطلاق الحملة، بتوجيه فرق ميدانية لتقييم الأضرار والتدخل السريع، الذي اشتمل على فتح الطرقات وسحب المياه وإصلاح الكهرباء، وتقديم الدعم بالمعدات اللازمة لتخفيف معاناة الشعب اليمني.
مهمات "التحالف" للإنقاذ
وقد أعلن العقيد تركي المالكي ، المتحدث باسم "تحالف دعم الشرعية " في اليمن، عن تدشين جسر جوي "إغاثي " من (الرياض ) إلى (عدن)، مؤكدًا أن تحركات التحالف لا تقتصر على العمليات العسكرية بل يقوم بمهمات إنقاذ.
محاولات تصريف مياه السيول
وقال المالكي، إنه تم إطلاق عمليات إغاثة عاجلة للمتضررين من السيول في اليمن، لافتا إلى إرسال طائرات إغاثة من (الرياض ) ضمن جسر جوي لإغاثة المتضررين من السيول.
وأضاف أن النظام الإيراني يعمل على تقويض الاستقرار الإقليمي عبر ميليشيا الحوثي الانقلابية .
استغاثة يمنية..
ومن جانب آخر، أطلقت اليمن استغاثة على لسان وزير الإدارة المحلية، ورئيس اللجنة العليا للإغاثة ، عبد الرقيب فتح، داعيا المنظمات الدولية والإقليمية العاملة في اليمن إلى التدخل العاجل لإنقاذ السكان في عدد من المحافظات المتضررة جراء السيول وهى عدن وأبين ولحج.
"لحج" .. من أكثر المحافظات تضررا جراء السيول
وطالب بسرعة إرسال فرق الطوارئ إلى تلك المحافظات ، وإعداد الخطط الطارئة التي تستخدم المنظمات الدولية في مثل هذه الأوضاع، وتوفير المتطلبات الإغاثية والإيوائية والطبية لكافة المتضررين، والتنسيق مع السلطات المحلية وكافة الجهات ذات العلاقة.
جهود البرنامج السعودى لإعمار اليمن فى محاولات سحب المياه
كما وجّه السلطات المحلية في تلك المحافظات بالنزول الميداني إلى الأماكن المتضررة، واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتوفير الخدمات المتكاملة للسكان ، وحصر أعداد الأسر ، والأضرار التي لحقت بالممتلكات .
وأهاب الوزير اليمني بالمنظمات الإغاثية الخليجية الموجودة في العاصمة المؤقتة (عدن )، بالتنسيق مع السلطات المحلية في تلك المحافظات ، وإرسال الفرق الإغاثية والإنسانية ، ومد المحتاجين بكافة الاحتياجات الإنسانية.
الإمارات تطلق حملة إغاثة
من جانبها، أطلقت الإمارات حملة عاجلة لإغاثة متضرري السيول باليمن تتضمن تصريف وسحب مياه الأمطار من الشوارع والأحياء السكنية وتقديم مساعدات إغاثية وإيوائية للنازحين في مخيماتهم. وسارعت الفرق التطوعية الميدانية التابعة لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي بالانتشار في مختلف مناطق عدن للاطلاع على مخلفات مياه الأمطار التي تدفقت إلى بعض المساكن في مديرية «كريتر»، فيما تسببت الرياح القوية المصاحبة في سقوط عدد من أعمدة الكهرباء إضافة إلى تضرر شبه كلي لمخيم «الرباط» للنازحين في محافظة لحج.
وقال مدير العمليات الإنسانية لدولة الإمارات في اليمن: إن إطلاق دولة الإمارات لهذه الحملة يأتي استجابة للسلطات اليمنية وإسهاماً وتعزيزاً لدور وجهود السلطة المحلية في عدن ولحج، مؤكداً أهمية تضافر جميع الجهود من أجل تصريف وسحب مياه الأمطار من الشوارع والأحياء السكنية لتجنب تفشي وانتشار الأمراض والأوبئة، إضافة إلى فتح الطرقات لاستمرارية حركة السير والمواصلات بشكل طبيعي.
وأوضح أن الحملة تتضمن تقديم مساعدات إغاثية وإيوائية للنازحين، حيث سارعت الفرق التطوعية التابعة للهلال الأحمر الإماراتي بالنزول إلى مخيمات النازحين للاطلاع على أوضاعهم والأضرار التي تعرضوا لها بهدف مساعدتهم وتوفير الاحتياجات اللازمة لهم، مشيراً إلى أن الهيئة عملت على تسيير دفعة عاجلة من الخيام للنازحين في مخيم «الرباط» وتوزيعها على الأسر التي تعيش بلا مأوى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة