فى الوقت الذى تشهد فيه السياحة المصرية انتعاشة هى الأولى من نوعها منذ ثمانى سنوات، جاءت بشرى جديدة للقطاع طال انتظارها منذ العام 2014، حيث أعادت روسيا تأكيدها أن الفترة المقبلة ستشهد استئنافا للطيران الشارتر من المدن الروسية إلى المقاصد السياحية المصرية.
تلك الوعود جاءت على لسان رشيد صاديقوف، قنصل عام روسيا بالإسكندرية، الذى أكد أنه سيتم استئناف الطيران الشارتر بين مصر وروسيا فى أقرب وقت خلال الفترة القادمة، مضيفا أن استئناف الرحلات الروسية تأتى حسب قرار وزارة الطيران والخارجية الروسية بالتشاور مع الجانب المصرى.
مباحثات وتحركات حثيثة قامت بها القاهرة وموسكو، لتخطى أزمة تعليق الحركة السياحية فى 2015، عقب حادثة الطائرة الروسية، سواء على المستوى السياسى بين مسئولى البلدين، أو من خلال التفاهم على خطوات تأمينية وتقنيه قام بها المختصون بالسياحة والأمن فى كلا الجانبين.
وفى الوقت الذى كانت تعمل فيه القيادات المصرية والروسية لإزالة العقبات أمام استئناف الطيران الشارتر الذى لقرابة 5 سنوات، كان القطاع السياحى المصرى يتخذ خطواته استعدادا لهذه العودة المرتقبة، حيث سارع القطاع السياحى الاستعداد بخطة كبرى لاستقبال السائح الروسى، ليكون القطاع على أهبة الاستعداد بعد أن شهدت السياحة لمصر انتعاشة واضحة منذ عام 2018، لتتوج بعودة السياحة الروسية لسابق عهدها.
القطاع السياحى المصرى استعاد عافيته منذ عام تقريبا، وأصبح مستعدا لإستقبال السائحين من كافة انحاء العالم وليس روسيا فقط، وفي هذا الشأن أكد إيهاب عبد العال عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة أن الأماكن جاهزة سواء فى الغردقة والأقصر وشرم الشيخ بشكل جيد، لافتا إلى أن المدن السياحية فى مصر بها فنادق وغرف تكفى لتدفق السياحة الروسية، والمطارات جاهزة بشكل جيد جدا، بعد أن شهدت عملية تجهيزات كبرى لوجيستية وتأمينية على مدار العامين الماضيين، وبالتالى فإن الفنادق والمطارات المصرية على أهبة الاستعداد فى كافة المدن السياحية، وما ينقصنا فقط تنفيذ الوعد الروسى بالعودة.
وأوضح عبد العال أنه ما أن يتم اتخاذ قرار روسى بفتح الخطوط المباشرة والمنتظمة للمدن السياحية المصرية فشركات السياحة ستبدأ عمل فى السوق الروسى من الغد، ولديها برامجها الجاهزة والمؤهلة للسائح الروسى، قائلا "برامج السياحة الروسية معروفة بالنسبة لنا، حيث رحلاتهم بالأساس تأتى للغردقة بالدرجة الأولى ثم شرم الشيخ يتخللها يوم للقاهرة ويوم للأقصر للتمتع بالأثار الفرعونية"، وأوضح أن الخدمات فى الفنادق ارتفع مستواها بعد انتعاشة السياحة.
وتشير الإحصائيات إلى أن عامى 2010 و2014 كانا عامين الذروة بالنسبة للسياحة الروسية خلال العشر سنوات الماضية، حيث شهدت الأرقام تفاوتا على مدار السنوات الماضية، ففى عام 2010 بلغ عدد السائحين الروس 2.8 مليون سائح، وفى عام 2011 بلغ 1.3 مليون سائح، وفى العام 2012 بلغ 1.9 مليون سائح، وفى عام 2013 بلغ 2.5 مليون سائح، وفى عام 2014 بلغ 3.1 مليون سائح.
وظل هذا التألق حتى عام 2015 وبلغ 2.3 مليون سائح، حتى حادثة الطائرة الروسية حيث شهد عام 2016 توقف الحركة السياحية، وفى عام 2017 بلغ 100 ألف سائح، وفى 2018 بلغ السياح الروس 145 ألف و642 سائح، واليوم يتوقع الخبراء أن ترتفع الأعداد مجددا لتكسر حاجز المليون خلال العام المقبل.
وطبقا للإحصائيات حققت السياحة الروسية 2.5 مليار دولار إيرادات لمصر من أصل 7.4 مليار دولار حققها قطاع السياحة عام 2015، بنسبة 33.8% من اجمالى إيرادات السياحة ويتراوح إنفاق السائح الروسى بين 55 إلى 60 دولارا فى الليلة.
كما تعمل 428 شركة روسية فى مصر برأسمال 127 مليون دولار، تتركز معظم هذه الشركات فى قطاعات السياحة بنحو 105 شركات، بالإضافة إلى شركات أخرى فى قطاعات الانشاءات والقطاع الخدمى والصناعى والاتصالات والزراعة.
وفور عودة الطيران الشارتر للمقاصد السياحية المصرية سيبدأ تدفق الوفود السياحية ولكن تدريجيا بعد فترة التوقف الطويلة، ورغم أن الطيران الروسى انقطع عن مصر منذ 2015 إلا أن السائح الروسى لم ينقطع عن زيارة مصر، حيث قالت صحيفة «روسيسكايا جازيتا» الروسية الحكومية، والتى تنشر المراسيم والقوانين والبيانات والوثائق الرسمية، أن الروس سافروا إلى مصر بشكل مستقل عن طريق 3 دول أخرى، على الرغم من عدم وجود رحلات جوية مباشرة بين روسيا ومصر، وأكد منظمو الرحلات السياحية الروسية أن الروس استخدموا دول آخرى للوصول لمصر عبر روسيا البيضاء وكازاخستان.
كذلك كان يسلك البعض طرقا أخرى لمصر عن طريق إسطنبول أو براج، ومن يرغب فى السفر إلى شرم الشيخ قد يسافر عبر فيرونا وإيطاليا، والمتجهين إلى القاهرة قد يجدون رحلات مناسبة من عمان وإسطنبول وروما والبحرين وفرانكفورت وباريس وزيوريخ ومدن أخرى.
وتوقعت الصحيفة أنه فور استئناف الطيران قد يؤدى هذا العطش للمقاصد السياحية المصرية إلى وصول السياحة الروسية لمليونى سائح، حيث أن توفير طيران مباشر منتظم سيخفض تكلفة الرحلات للروس بنسبة 30%، وستؤدى الرحلات المباشرة من موسكو إلى القاهرة لتقليل وقت السفر مرتين على الأقل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة