"التار ولا العار" جملة صعيدية هي الأشهر على الإطلاق بين قري ومراكز ونجوع الصعيد ، وهى الجملة التي توارثتها الأجيال منذ مئات السنين، ليصبح التحدث عن الثأر هو الحديث الأكثر أهمية بين أفراد العائلة الواحدة أو بين العائلات وبعضها.
وتعتبر محافظة أسيوط واحدة من المحافظات التي اشتهر عدد من مراكزها توارث عادة الثأر واعتبار قتل النفس حق مشروع بل وأصبح الثأر بها من العادات التقليدية التي لاتثير الدهشة وباتت استعراض للقوة بين العائلتين المختلفتين من له الحق في ازهاق الروح أكثر وأبرز المراكز التي عرفت بانتشار ظاهرة الثأر بها مركز صدفا ومركز البداري ومركز ديروط فقامت إثر ذلك مديرية الأوقاف باشراف الدكتور عاصم قبيصى وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط من إطلاق حملة أسيوط بلا ثأر والتى بدأ انطلاقها وسجلت أول مبادرات الصلح في شهر فبراير من العام الحالى لتسجل الحملة 65 جلسة صلح وإنهاء خصومة ثأرية حتي الآن ومنذ بدء المبادرة بـ 10 مراكز لإنهاء الخصومات الثأرية بين العائلات المتخاصمة والتوعية بخطورة الثأر وقتل النفس على الفرد والمجتمع.
كما استطاعت حملة أسيوط بلا ثأر أن تنهي أقدم خصومة ثأرية بالمحافظة بمركز صدفا بين عائلتي الهمامية والضباعة بقرية البربا ،حيث بدأت تلك الخصومة الثأرية بين العائلتين منذ أكثر من 83 عامًا، وراح ضحيتها أكثر من 23 شخصاً وإصابة عشرات الأشخاص من العائلتين، واستشهد على أثرها رئيس مباحث مركز شرطة صدفا المقدم عصام التهامى في إحدى الحملات والمداهمات إثر الاشتباك بين العائلتين وترجع أحداث خصومة الهمامية والضباعة، إلى عام 1936، عندما قُتل والد المستشار رفعت السيد، رئيس نادى قضاة أسيوط السابق، وأحد أعلام القضاء فى مصر، حيث كان والده يمتلك ماكينة رى، ويقوم بجمع أجرة الرى من أهالى قرية البربا، فرفض أحد أفراد عائلة الضباعة الدفع، فتشاجر معه والد المستشار رفعت، وانتهى الأمر بمقتله، ما دفع عائلة الهمامية إلى الأخذ بالثأر، وظلت الخصومة مشتعلة بين العائلتين.
واشتعلت فتنة الثأر من جديد عام 2005 باشتباك على رى الزرع، وقتل على أثرها أحمد عاطف، من عائلة الضباعة، فتم الرد من خلال قتل إبراهيم أمين من الهمامية، ثم قُتل سيد رشاد، من الضباعة ، وتوالت عمليات القتل المتبادل، حتى طالت المقدم عصام التهامى، رئيس مباحث صدفا، فى اشتباك بين العائلتين، حيث تلقى الضابط رصاصة فى رأسه، وتم توجيه اتهام قتله لعائلة الهمامية ، تلا أطراف الخصومة قسم الصلح وأقروا بعدم العودة إلى المشاحنات والخصومة وتمت قراءة الفاتحة بمشاركة أفراد العائلتين وجميع الحضور، معلنين إنهاء الخصومة بينهم والعودة للسلام والمحبة.
كما استطاعت حملة أسيوط بلا ثأر ،أن تنهي أقدم خصومة ثأرية استطاعت الحملة ولأول مرة بتاريخ المحافظة أن تنهي خصومة ثأرية لم يمر عليها سوي 20 يوما فقط بين عائلتي الفقراء والرخ ، حيث تمكنت الحملة بالتنسيق مع مديرية الأمن و لجان المصالحات والقيادات الشعبية من إنهاء خصومة ثأرية بين عائلتى "الفقراء ، و الرخ " بقريه بنى زيد الأكراد التابعة لمركز الفتح بعد خصومة دامت 20 يوما فقط بحضور اللواء هانى عويس مساعد مدير أمن اسيوط لفرق الشرق نائب عن مدير أمن أسيوط والمهندسة نبيلة محمود رئيس مركز ومدينة الفتح واللواء عاصم حمزة مدير أمن القليوبيه الأسبق ومنسق الصلح والعميد محمد العسقلانى مأمور مركز الفتح والمقدم محمد فراج رئيس مباحث المركز و عدد من مشايخ الأزهر ، ومديرية أوقاف أسيوط و أكثر من 2000 من أهالى قرى مركز الفتح بوسط شرق مدينة أسيوط.
وكانت الخصومة قد انتهت بعد أن تقدم " علاء . ج " من عائلة "الرخ " بتقديم الكفن لعائلة "الفقراء" وسط الحضور.
وقال خالد البدوى عضو لجنة مصالحات المحافظه ،إن الصلح يعد الأول من نوعه نظرا لنجاح جهود مباحث الفتح ولجان المصالحات ومنسق الصلح من إنهائه خلال 20 يوما على مدار 6 جلسات بعد وقوع الخصومة نتيجة لوفاة "عبد الباسط أحمد هلالى " 60 عام فى واقعة القضية رقم 6420 إدارى الفتح لعام 2017 .
وقال الدكتور عاصم قبيصي وكيل وزارة الأوقاف فى تصريح خاص لـ" اليوم السابع" ،إن حملة أسيوط بلا ثأر والتى بدأ اطلاقها في شهر فبراير الماضي استطاعت باشراف مديرية الأوقاف بأسيوط وبالتنسيق بين مديرية الأمن والمحافظة وجامعة الأزهر وبيت العائلة المصرى وبإطلاق 700 قافلة دعوية بمشاركة الأئمة لنشر التوعية والحث على حقن الدماء وتحريم قتل النفس حيث تمكنت من إنهاء 65 خصومة ثارية بمراكز المحافظة، لافتا إلى أن الحملة تكثف جهودها من أجل إنهاء 250 خصومة ثأرية مستهدفه بالمحافظة ومراكزها.
يذكر أن حملة "أسيوط بلا ثأر" تطلقها مديرية الأوقاف بمحافظة أسيوط بالتعاون مع جامعتي الأزهر الشريق وأسيوط وبيت العائلة المصرية، وذلك بعد الحادث الأخير الذي حدث داخل مسجد أبو بكر الصديق بمركز القوصية، بعد أن قام أحد الأشخاص بقتل شخصين داخل المسجد أخذا بالثأر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة