البجاحة لها ناسها، والاستعمار الغربى الجديد لن يتوقف عن أساليبه المعروفة لاحتواء وتركيع الدول ولا عن استخدام أدواته البراقة لترويع الدول التى تجاهر باستقلالها أو تقف حجر عثرة أمام مشروعاته لنهب الثروات وإعادة تخطيط المناطق وتوزيع الأراضى فى الشرق الأوسط الكبير، المنطقة التى يعتبرها تقريبا بدون بشر يسكنونها وبدون ما يسمى بالأوطان التى تستحق الدفاع عنها وبدون قوى إقليمية يمكن أن تقول لا، نحن أصحاب الأرض، نحن المدافعون عن الحقوق، لا للاستعمار القديم والجديد وللذيول التى تنفذ مشروعاته وتحرس أطماعه.
لكن لماذا هذه الكلمات الآن؟ لأن أدوات الاستعمار الجديد ومنها المنظمة المشبوهة هيومان رايتس ووتش خرجت عن حدود الأدب واللياقة وطبعا الحقيقة، وتطاولت على مصر وجيشها وأين فى تلك البقعة العزيزة من شمال سيناء التى شهدت كيف يبذل رجال مصر دماءهم رخيصة لقطع دابر الإرهاب، ومحو المرتزقة وجماعات التطرف والتهريب، التى كانت تسعى للهيمنة على تلك البقعة وإعلانها منطقة ساخنة أو منطقة خارج السيطرة المصرية، تمهيدا لمشروعات استيطانية واستعمارية وصفقات تخص إسرائيل ومشروعها لوأد القضية الفلسطينية وإقامة دويلة غزة العريش، مما هو رائج ومعروف ومرفوض جملة وتفصيلا من كل عناصر ومؤسسات المجتمع المصرى.
هيومان رايتس المنظمة التى أنشأتها الاستخبارات الأمريكية، فيما هو معلن وثابت من معلومات، عام 1978 بهدف مراقبة التزام الاتحاد السوفيتى بمعاهدة هلسنكى، وطبعا إعداد التقارير الموجهة إياها عن حقوق الإنسان على الأراضى السوفيتية للضغط عليه سياسيا ودوليا، استمرت بعد انهيار الاتحاد السوفيتى، باعتبارها تستطيع التشويه والترويج لأكاذيب ممنهجة يمكن البناء عليها سياسيا، والمراقب لمواقف تلك المنظمة من الصين أو غيرها من منافسى الولايات المتحدة الكبار أو الرافضين لمشاريعها الاستعمارية سيعرفون حتما طبيعة الدور الذى تقوم به تلك المنظمة التى تعمل فى الظاهر على مراقبة تطبيق الدول لمواثيق وعهود حقوق الإنسان.
المنظمة المشبوهة خرجت علينا مؤخرا بتقرير وقح تقول فيه: إن قوات الجيش والشرطة المصرية، فى حملتها الأمنية المستمرة فى شبه جزيرة سيناء شمال شرقى مصر، ترتكب انتهاكات ضد المدنيين يرقى بعضها إلى جرائم حرب، وطبعا رد عليها المتحدث العسكرى وكافة الجهات المعنية فى الحكومة المصرية، إلا أن الخطير فى التقرير الذى يأتى بعد الضربات الموجعة المتتالية التى وجهها الجيش والشرطة لعصابات الإرهاب والتهريب والهجرة غير الشرعية، أنها تصور الوضع فى شمال سيناء على أنه حرب مشتعلة بين القوات المصرية ومسلحى داعش وكأننا فى سوريا أو العراق، وهذا التوصيف المشبوه والمخالف للحقيقة طبعا يستوجب الرد على تلك المنظمة الوقحة على كافة الأصعدة بالخارج، كما يستوجب اليقظة لما يدار ويعد لنا فى المستقبل.
تقرير المنظمة المشبوه يحاول التعمية على ما تحقق على الأرض من القضاء على النسبة الغالبة من بؤر الإرهاب والتهريب وعصابات المخدرات، كما أنه يتجاهل الأوضاع المعيشية المستقرة للسكان هناك وبالطبع يغض الطرف عن نجاح القوات المصرية فى تقديم نموذج للتعامل مع الخلايا الإرهابية عجزت عن تقديمه القوات الأمريكية فى حروبها المستمرة بأفغانستان مثلا طوال عشرين عاما أو يزيد، لكن الأخبث فى تقريرها أنها تعيد للأذهان ما كان ماضيا وتؤكد عليه باعتباره الحقيقة على الأرض، فأين مسلحو داعش الذين تتكلم عنهم الآن، وأين معسكراتهم، وأين ما يطلقون عليها ولاية سيناء، وأين تنظيم أنصار بيت المقدس؟ أين كل هذه المحاولات الاستعمارية لتسخين بقعة غالية من الأرض المصرية ثم محاولة سلخها ومنحها لدويلة غزة العريش البديلة؟ طبعا الجنون استعر عندما نجحت القوات المصرية فى تقويض هذا المشروع الاستعمارى المريض، واستعر أكثر عندما استطاعت الأجهزة المصرية استرداد العقل المفكر للإرهاب فى مصر ومساعديه المقربين، لأن الصندوق الأسود للإرهاب فى مصر قد أفصح عن جميع معلوماته وألغازه وداعميه ومموليه والخلايا النائمة المتعاونة معه من جماعات الإخوان وغيرها.
إلى المنظمة المشبوهة المدافعة عن حقوق الإرهاب والإرهابيين وعن مخططات الاستعمار الجديد، إلى هيومان رايتس ووتش نقول: لن تنجحوا فى مصر، أنتم تحت السيطرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة