نواصل اليوم السبت السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك، سلسلة آية و5 تفسيرات، ونتوقف مع قول الله تعالى فى سورة الذاريات "وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ".
تفسير ابن كثير
(وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) أي: إنما تنتفع بها القلوب المؤمنة.
تفسير الطبرى
وقوله (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) يقول: وعظ يا محمد من أرسلت إليه، فإن العظة تنفع أهل الإيمان بالله.
كما حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن ليث، عن مجاهد (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) قال: وعظهم.
تفسير القرطبى
وذكر أى بالعظة فإن العظة تنفع المؤمنين، قتادة: وذكر بالقرآن فإن الذكرى به تنفع المؤمنين.
وقيل: ذكرهم بالعقوبة وأيام الله، وخص المؤمنين، لأنهم المنتفعون بها.
تفسير البغوى
(وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) فطابت أنفسهم.
قال مقاتل: معناه عظ بالقرآن كفار مكة، فإن الذكرى تنفع من [سبق] فى علم الله أن يؤمن منهم. وقال الكلبي: عظ بالقرآن من آمن من قومك فإن الذكرى تنفعهم.
تفسير السعدي
(وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) والتذكير نوعان: تذكير بما لم يعرف تفصيله، مما عرف مجمله بالفطر والعقول فإن الله فطر العقول على محبة الخير وإيثاره، وكراهة الشر والزهد فيه، وشرعه موافق لذلك، فكل أمر ونهى من الشرع، فإنه من التذكير، وتمام التذكير، أن يذكر ما فى المأمور به، من الخير والحسن والمصالح، وما فى المنهى عنه، من المضار.
والنوع الثانى من التذكير: تذكير بما هو معلوم للمؤمنين، ولكن انسحبت عليه الغفلة والذهول، فيذكرون بذلك، ويكرر عليهم ليرسخ فى أذهانهم، وينتبهوا ويعملوا بما تذكروه، من ذلك، وليحدث لهم نشاطًا وهمة، توجب لهم الانتفاع والارتفاع.
وأخبر الله أن الذكرى تنفع المؤمنين، لأن ما معهم من الإيمان والخشية والإنابة، واتباع رضوان الله، يوجب لهم أن تنفع فيهم الذكرى، وتقع الموعظة منهم موقعها كما قال تعالى: { فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى }.
وأما من ليس له معه إيمان ولا استعداد لقبول التذكير، فهذا لا ينفع تذكيره، بمنزلة الأرض السبخة، التى لا يفيدها المطر شيئًا، وهؤلاء الصنف، لو جاءتهم كل آية، لم يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة