جريمة هزت أركان إيران، كان بطلها مسئول سابق محمد على نجفى ، عمدة العاصمة طهران السابق، المحسوب على التيار الاصلاحى، المتهم بقتل زوجته الثانية الفتاة الشابة التى تبلغ من العمر 35 عاما، وأصبحت قضية رأى عام، بعد أن سلم نجفى نفسى للشرطة معترفا بارتكاب الجريمة ويروى حياته التى تحولت لجحيم مع الزوجة الثانية.
القصة بدأت عندما عثرت الشرطة على " ميترا استاد " الشابة الإيرانية مقتولة داخل منزلها بمنطقة سعادت اباد شمال العاصمة بـ5 طلقات نارية، غير أن جيرأنها قالوا إن نجفى زوجها لم يحضر حتى بعد اكتشاف جريمة القتل حيث توارى عن الأنظار لساعات قبل أن يسلم نفسه.
نجفي
وأشارت تقارير ، أن القتل كان بسبب خلافات أسرية، وقال نجفى فى أول تصريح له إن زوجته الثانية دمرت حياته وحياة عائلته وكانت على وشك افشاء أسراره فى مقابلة صحفية مع أحدى المواقع الإلكترونية، الأمر الذى أكدته صحفية إيرانية تدعى باريسا صالحى، حيث كشفت فى تغريدة على حسابها الإلكترونى عن طلب المجنى عليها اجراء مقابلة، وقالت إن زوجة نجفى، كان من المقرر أن تجرى مقابلة مع الموقع الإلكترونى "أنصاف نيوز" فى اليوم نفسه الذى قتلت فيه.
نجفى وزوجته الثانية
وقال رئيس المحكمة الجنائية فى طهران محمد شهريارى، إن "السلطات علمت أن نجفى هو القاتل بعد أن ترك رسالة طالبا العفو، لكنهم لم يعلنوا عن ذلك فى الاعلام خوفا من إقدامه على الانتحار".
جزییات قتل #میترا_استاد از زبان #نجفی pic.twitter.com/P9BBIzDc23
— خبرآنلاين (@khabaronlinee) May 29, 2019
اعترافات مثيرة واستغلال سياسى للقضية
أما اعلام طهران مازال حتى هذه اللحظة ينشر اعترافات المسئول الذى سانده التيار الاصلاحى بقوة فى 2017 لانتزاع منصب بلدية العاصمة طهران، فالصحف الاصلاحية ، تتحدث فى تقاريرها عن صدمة فى العاصمة من جريمة القتل الذى ارتكبها مسئولا كان ذات يوما وزيرا للتربية والتعليم.
أما الصحف المتشددة والتابعة للحرس الثورى، قامت باستغلال القضية لشن هجوما حادا على التيار الاصلاحى على نحو ما كتبته صحيفة جوان ، التابعة للحرس الثورى والتى نشرت صورة للمسئول الإيرانى وكتبت عليها "اطلاق الرصاص فى قلب الاصلاحات".
وفى أحدث اعتراف نجفى ، التى نشرتها الصحف الإيرانية، قال نجفى أن "زوجته كانت تتعدى عليه بالضرب وجرحته عدة مرات بآلة حادة" رغم أن نجلها من زواجها الأول والبالغ من العمر 13 عاما قال عكس ذلك وعائلتها التى قالت أنه كان يضربها.
وبحسب صحيفة "آرمان" الاصلاحية والتى نشرت نص التحقيقات، قال نجفى ، فى اعترافاته أن زوجته كانت ترسل تسجيلاته الصوتية لجهات أمنية وهذه الجهات كانت ترسل لها فايلات صوتية مسجلة له، وأكد "تشاجرنا بسبب ذلك مرات عديدة، وكنت أرغب فى الانفصال عنها وتطليقها، لكنها رفضت".
وتابع نجفى "إحدى الجهات الأمنية كانت تتنصت على اتصالاتى الهاتفية وكانت تضعها تحت تصرف زوجتى، وقمت بعمل شكوى فى هذا الأمر، لكن كل ذلك لم يكن الدافع للقتل".وكشف نجفى أنه قبل ساعة من تسليم نفسه إلى الشرطة كان يفكر فى الانتحار لكن تخلى عن الفكرة، وذهب ليزور قبر والده فى قم، ثم قام بتسليم نفسه.
ورفض نجفى ظهور علامات الخيانة الزوجية على زوجته قائلا "كانت دائما تهدد بخيانتى والتواصل برجال كانت تعرفت عليهم فى السابق قبلى، وكانت تهددنى بتدمير حياتى.اما صحيفة "افتاب يزد"، كتبت من على لسان نجفى أنها كانت تسب والده ووالدته المتوفيين وكانت تتعدى عليه بالضرب"
نجفى وزوجته
نجلة نجفى من زوجته الأولى، حضرت هى الأخرى للإدلاء بشهادتها فى المحكمة، وفجرت مفاجأة أن "ميترا زوجة والدها كانت على علاقة بأجهزة خاصة فى البلاد ومن خلالها سيطرت على والدى ومارست عليه الضغوط، ولم تخونه لكنها كانت دائمة التهديد له بالخيانة أثناء شجارهما".القضية لم تغلق بعد وتتواصل التحقيقات ويوم تلو الأخر تتكشف المفاجآت.
من هو نجفى؟
فى أغسطس 2017 انتخب محمد على نجفى، أمينا للعاصمة الإيرانية طهران، واستقال من المنصب أبريل 2018، وأعزى الاستقالة لأسباب صحية وراء قراره، رغم أن تقارير تحدثت عن ضغوط مورست عليه من قبل المتشددين.وتعرض لانتقادات من المتشددين قبل تقديم الاستقالة لاتهامه رئيس البلدية السابق محمد باقر قاليباف بألفاسد.
وتعرض لحملة انتقادات أيضا بعد أن حضر عرضا فى مبنى البلدية خلال يوم المرأة الإيرانية النسخة الإيرانية من عيد الأم قدمت فيه تلميذات رقصة تقليدية.
ويعد نجفى اكاديمى ترأس فى السابق منصب المستشار الاقتصادى لرئاسة الجمهورية، فضلا عن عضوية مجلس منظمة الأبحاث والتخطيط التدريبى، كما شغل سابقا أمانة مركز التنسيق الاقتصادى وترأس بالوكالة وزارة العلوم والأبحاث والتقنية، وعضو (متقاعد) فى الهيئة التدريسية بكلية الرياضيات والحاسوب بجامعة شريف الصناعية فى طهران فضلا عن ترؤسه منظمة التراث الثقافى والسياحة والصناعات اليدوية فى الولاية الرئاسية الأولى للرئيس روحاني، كما ترأس نجفى منظمة الموازنة والتخطيط أبان عهد الرئيس الإيرانى الأسبق محمد خاتمي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة