يبدو أن المصائب لا تأتى فرادا، ففى الوقت الذى يعانى فيه الرئيس الإيرانى حسن روحانى من ضغوط كبيرة سواء على المستوى الدولى، من قبل الولايات المتحدة، أو فى الداخل الإيرانى من قبل المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، على خامنئى وأنصاره المتشددين، يجد نفسه أمام ورطة جديدة بسبب تورط أحد المقربين منه فى قتل زوجته.
تعود القصة إلى قيام رئيس بلدية العاصمة طهران السابق، محمد على نجفى، بتسليم نفسه إلى الشرطة معترفا بقيامه بقتل زوجته ميترا ستاد، مدعيا أنه أقدم على فعلته بسبب خلاف عائلى، إلا أنه عاد بعد ذلك ليؤكد أن الدافع الحقيقى وراء قيامه بذلك هو تهديدها له بإفشاء أسراره.
ولعل الخلافات بين نجفى وزوجته ليست بالأمر الجديد، حيث ظهرت مع بداية حياتهما معا، حيث كانت زوجته الثانية، بالإضافة إلى الفارق الكبير فى العمر بينهما، حيث بدأت الخلافات فى الخروج عن نطاق الأسرة إلى مواقع التواصل الاجتماعى، حيث تداولها العديد من النشطاء، حتى وصل الأمر إلى الحديث عن علاقة غير شرعية قد جمعتهما معا قبل الزواج.
من جانبها، دخلت الزوجة ميترا نجفى، عبر حسابها على موقع "تلجرام"، لتوضيح الحقائق، على حد تعبيرها، حيث أكدت أن زوجها تقدم لطلب الزواج منها، فوافقت على عرضه بعد التشاور مع عائلتها، نافية ما يثار حول خلافتهما، لتؤكد أنها تعيش مع زوجها بشكل طبيعى للغاية.
إلا أن اعترافات نجفى أمام السلطات الإيرانية حملت فى طياتها معنى مخالف تماما لما سبق وأن قالته زوجته، حيث جاءت لتؤكد ما أثير من قبل حول خلافاته العميقة مع زوجته.
قال نجفى "ميترا دخلت حياتى لتدميرى والقضاء على مستقبلى. هددتنى بكشف أسرارى، بينما كانت على وشك تنفيذ تهديدها فى لقاء صحفى مع أحد الصحف المحلية بطهران.
من جانبه، قال رئيس الشرطة الجنائية في طهران: إن "محمد علي نجفي سلّم نفسه لأحد مراكز الشرطة، واعترف بقتل زوجته، وسلّم السلاح الذي أطلق منه خمس رصاصات عليها".
إلا أن الجريمة ربما لا تقتصر فى تداعياتها على الشق الجنائى، وإنما قد تمتد إلى أبعاد أخرى، على رأسها البعد السياسى، فى ظل الدور الذى لعبه نجفى فى الحياة السياسية فى طهران، باعتباره أحد قيادات ما يسمى بـ"التيار المعتدل" فى إيران، بالإضافة إلى وصوله إلى منصب عمدة طهران، وموقعه المقرب من الرئيس حسن روحانى.
ففى ظل الصراع الحالى بين خامنئى وأنصاره من جانب، وتيار روحانى من جانب آخر، يبقى استغلال القضية لتحقيق أكبر قدر من المكاسب السياسية أمرا مفهوما، فى ظل حالة الغضب الحالية فى الشارع الإيرانى جراء الأوضاع الاقتصادية المتردية، بالإضافة إلى الموقف الدولى المتوتر مع طهران.
وبالتالى فتصبح الجريمة بمثابة فرصة جديدة لتشويه الرئيس الإيرانى وتياره فى المرحلة الحالية، خاصة وأن نجفى سبق وأن تبنى موقفا مناوئا للحرس الثورى إبان وجوده فى منصب عمدة طهران حيث اتهمهم بالحصول على أراضى بالعاصمة بدون وجه حق، فى الوقت الذى سربوا فيه فيديوهات له أثناء حضوره لأحد العروض الراقصة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة