قصص العبودية الجنسية وصمة عار تلاحق الجيش اليابانى فى زمن الحرب العالمية الثانية.. 1000 امرأة فلبيبنة تعرضن للاغتصاب.. روايات مأساوية عن "جنس المتعة".. إحدى الناجيات: ربطوا والدى فى شجرة وقتلوا إخوتى واغتصبونى

الجمعة، 31 مايو 2019 05:00 م
قصص العبودية الجنسية وصمة عار تلاحق الجيش اليابانى فى زمن الحرب العالمية الثانية.. 1000 امرأة فلبيبنة تعرضن للاغتصاب.. روايات مأساوية عن "جنس المتعة".. إحدى الناجيات: ربطوا والدى فى شجرة وقتلوا إخوتى واغتصبونى قصص العبودية الجنسية
كتب - بيشوى رمزى - محمد جمال

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يبدو أن قضية الانتهاكات التى ارتكبتها القوات اليابانية، فى العديد من الدول الآسيوية، التى كانت تحت احتلالها خلال حقبة الحرب العالمية الثانية، دائما ما تتجدد محاولات إحيائها بين الحين والأخر، خاصة مع قيام العديد من الضحايا، والذين مازالوا على قيد الحياة، بالإفصاح عن معاناتهم خلال تلك الفترة جراء الممارسات الوحشية التى قام بها الجنود اليابانيون.

وتعد الانتهاكات الجنسية أحد أكثر الفضائح، التى دائما ما تحاول اليابان التبرؤ منها، أو على الأقل إسكات أصوات المتحدثين عنها، خاصة وأنها تمثل وصمة عار فى تاريخ الجيش الإمبراطورى، والذى كان بمثابة القوة العسكرية الأبرز فى القارة الآسيوية خلال النصف الأول من القرن العشرين، قبل سقوط القنبلتين الأمريكيتين، على مدينتى هيروشيما ونجازاكى، لتقوضان تماما أسطورة الإمبراطورية الطامحة إلى التوسع على حساب محيطها الإقليمى والجغرافى.

إلا أن القنابل الأمريكية، والتى نجحت فى تقويض الطموحات اليابانية ومحو مساعيها التوسعية، ربما فشلت فى إزالة الصورة السيئة التى رسخت لدى شعوب دول الجوار الآسيوى جراء الانتهاكات التى ارتكبتها قواتها فى تلك الفترة، خاصة مع النساء، واللاتى تم استخدامهن من قبل الجنود فى ممارسة الجنس.

ضحايا الاعتداءات الجنسية باليابان

ضحايا الاعتداءات الجنسية على يد الجيش اليابانى
 

فبحسب ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فإن الفلبينية روزا هنسون، وهى أحد الناجيات من انتهاكات الاستعباد الجنسى من قبل القوات اليابانية، كانت من أوائل السيدات اللاتى قررن فضح الانتهاكات اليابانية، فى عام 1992، أى بعد نهاية الحرب بما يقرب من 40 عاما كاملة.

هنسون كانت ملهمة لأخريات قررن أن يستلهمن نهجها فى فضح انتهاكات الجيش الإمبراطورى إبان الحرب العالمية الثانية، حيث تحدث بعدها ما يقرب من 1000 سيدة أخرى من الفلبين عن معاناتهم فى تلك الفترة، وذلك بالرغم من التحديات الكبيرة التى واجهتهم، خاصة من قبل الأسر التى كانت تبدى رفضها للحديث عن مثل هذه القضايا.

 وعندما سمعت نارسيسا كلافيريا عن شجاعة هنسون فى فضح الجرائم التى انتهكها الجيش الياباتى فى النساء الفلبينيات قررت رواية قصتها وهى فى حالة بكاء شديد  قائلة" كان عندى 12 عاما، قام الجنود اليابانيون بربط والدى بمواجهة المنزل. موضحة: "لقد عاملوه مثل الجاموس المائي"، قاموا باغتصاب والدتى أولا وقاموا بقتل شقيقان لى أمام أعيننا ، واستكملت تم نقلى أنا وأخواتى الباقيين ، إيميتريا وأوسمينيا ، إلى المخيمات  وتؤكد: "آخر ما سمعته كان والدى يصرخ ثم اشتعلت النيران في منزلنا" ،وأكدت" الحادث عقدة فى صدرى لا استطيع أن أنساه".

 

داى
داى
 

وتروى واحدة من الضحايا وتدعى" ايسيليتا داى" قائلة " كنت في الثانية عشرة من عمرى بأحد الأسواق فشاهدت جنودًا يابانيين قاموا بقطع رأس المقاتلين المشتبه بهم وإلقاء جثثهم في بئر وبعد محاولتى للهرب ، وجدت نفسى في شاحنة مع نساء محليات أخريات.

وتستكمل داى قصتها بأنهم قاموا بإنزال النساء من الشاحنة ووزعوهم على خيام موضحة أنها تعرضت للاغتصاب في أول ليلة لها في الخيمة، لتتوالى عمليات الاغتصاب لها يوميا، باكية: " كل مرة اغتصبت فيها ، كنت أغمض عيني وأبكي".

وعلى الرغم من أن مسألة الاستعباد الجنسى من قبل القوات اليابانية فى فترة الحرب العالمية الثانية ارتبط فى الأساس بنساء كوريا الجنوبية، إلا أن نطاق الانتهاكات ربما لم يقتصر عليهن، حيث امتد إلى نساء أخريات تم سبيهن ليقدمن خدمة الجنس للجنود دون مقابل، خاصة فى الفترة بين عامى 1942 و1945.

السيدات الفلبينيات

السيدات الفلبينيات
 

ولكن يبقى تقاعس الحكومة الفلبينية عن تقديم الدعم للسيدات الناجيات، أحد أهم النقاط التى يثور حولها الحديث، خاصة وأن اليابان تمثل وجهة مفضلة لقطاع عريض من مواطنى الفلبين الراغبين فى السفر لإيجاد فرص عمل، كما أن طوكيو تضخ استثمارات تبلغ قيمتها مليارات الدولارات فى مانيلا.

ففى خلال هذا الأسبوع، قام الرئيس الفلبينى رودريجو دوتيرتى بزيارة إلى طوكيو، وقع خلالها صفقات تجارية تقدر بحوالى 6 مليارات دولار.

دوتيرتى كان أكثر وضوحا فى تعليقه، العام الماضى، على القضية، بقوله "بكل تأكيد نشعر بالأسى.. ولكن الأمر انتهى قبل عقود طويلة من الزمان".

سيدتان تتحدثان عن معانتهما من الانتهاكات الجنسية خلال الحرب العالمية الثانية

نارسيسا كلافيريا وايسيليتا داى  


 

الحكومة الفلبينية لم تكتفى بتجاهل المواطنات ضحايا الانتهاكات اليابانية، وإنما اتجهت كذلك إلى اتخاذ منحنى أخر يقوم على إزالة كافة أشكال الدعم المجتمعى لهن، فقد أنزلت تمثالين تم بنائهما لضحيتين من ضحايا الانتهاكات الجنسية اليابانية، الأول بحجة بناء طريق جديد، بينما صرح المسئولون أثناء إزالة التمثال الأخر صراحة بأنهم يقومون بذلك حرصا على العلاقة مع اليابان.

وهنا يبقى التساؤل حول ما إذا كان الصراع قد انتهى بالفعل، أم أنه مازالت هناك مساحة لتعويض تلك السيدات.

تقول الناشطة الحقوقية الفلبينية شارون سيلفا ربما مازال الصراع طويل.. ولكن بالنسبة لبعض النساء فربما يمر العمر بهم دون أن يحصلوا على تعويض أو حتى اعتذار من قبل الحكومة اليابانية.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة