كشفت مصادر مسؤلة أن البنك الدولى يدرس تكرار تجربة مشروع بنبان للطاقة الشمسية، وإنشاء مشروعات أخرى بمصر بعد النجاح الكبير الذى حققه مشروع بنبان فى محافظة أسوان.
وبحسب المصادر، فإن نجاح مصر فى تنفيذ المشروع شجع مؤسسة التمويل الدولية على دراسة جذب مستثمرين جدد لتنفيذ مشروعات فى مصر فى مجالات عدة.
وقالت المصادر لـ"اليوم السابع"، إن وليد لبدى مدير موسسة التمويل الدولية فى مصر وليبيا واليمن أعرب عن جاهزية الموسسة لتمويل مشروعات أخرى فى مصر على غرار مشروع بنبان العملاق خاصة فى مجال الطاقة الجديدة والمتجددة، حيث إن استراتيجية المؤسسة الجديدة تركز على تمويل المشروعات فى هذا المجال حرصاً على البيئة وتقليل الانبعاثات كخطوة للتعامل مع ملف التغيرات المناخية.
وذكرت المصادر، أن المؤسسة خصصت استثمارات بلغت قيمتها 653 مليون دولار لإنشاء محطة "بنبان للطاقة الشمسية".
وتقع المحطة بالقرب من مدينة أسوان فى صعيد مصر، ومن المخطط لها أن تكون أكبر منشأة للطاقة الشمسية فى العالم، حيث ستوفر الكهرباء الصديقة للبيئة لحوالى 350,000 نسمة فى صعيد مصر ، ويأتى هذا المشروع فى إطار جهود مؤسسة التمويل الدولية الرامية إلى دعم تطوير القطاع الخاص فى مصر.
وصرّح وليد لبدى، مدير مؤسسة التمويل الدولية فى مصر وليبيا واليمن، إن القطاع الخاص المنتعش هو المفتاح لخلق فرص العمل وتحفيز النمو الاقتصادى فى مصر.
وتابع: لقد وجهنا استثماراتنا نحو مواجهة التحديات التى يشهدها القطاع الخاص، مثل نقص الطاقة، والقيود التنظيمية المرهقة، وعدم المساواة بين الجنسين، وصعوبة الوصول إلى التمويل. وبمقدورنا من خلال معالجة تلك القضايا المساعدة فى إرساء الأساس للنمو والرخاء على المدى الطويل".
واحتفالا بمشروع بنبان، أعلنت مجموعة البنك الدولى، مؤخرا فوز مشروع توليد الطاقة الشمسية فى بنبان بأسوان بالجائزة السنوية بأفضل مشروعات البنك تميزًا على مستوى العالم، وهى المرة الأولى التى تفوز بها مصر بهذه الجائزة.
وأقامت كريستالينا جورجييڤا، مدير البنك احتفالية خاصة بتلك المناسبة بمقر البنك فى واشنطن بحضور قيادات البنك وأعضاء مجلسه التنفيذى أشادت فيه بالتجربة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى مجال البنية الأساسية والمشروعات التنموية، وخاصة هذا المشروع الذى يعد من أبرز إنجازات الرئيس السيسي، مشيرة إلى جهود الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، فى تنفيذ المشروع وما يستهدفه من تحقيق طفرة كبيرة فى إطار زيادة اعتماد مصر على الطاقة المتجددة وتنويع مصادرها من الطاقة كهدف وطنى استراتيجى.
وتأتى جائزة البنك الدولى تعزيزا الإصلاحات الضخمة التى نفذتها الدولة فى مجال البنية الأساسية ومنها ما قامت به وزارة الكهرباء والطاقة بتنفيذ رؤية متكاملة للنهوض بمشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة فى إطار خطتها التى تهدف لتنويع مصادر الطاقة والتى حرصت الحكومة على دعمها وتوفير مصادر التمويل اللازمة لها من ميزانية الدولة ومن خلال توفير تمويلات خارجية من شركاء مصر للتنمية وهو ما أدى إلى إحداث نقلة نوعية فى مجال الطاقة ساهمت فى توفيرها للمواطنين والمستثمرين لأغراض الصناعة.
وتعليقا على هذا، أوضحت الدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى، محافظ مصر فى البنك الدولى، أن هذا المشروع يعكس ما وصلت إليه علاقة مصر مع البنك من شراكة إستراتيجية شاملة، حيث جاء فى إطار دعم البنك لبرنامج الإصلاح الاقتصادى فى مصر وخطط الحكومة المصرية لتعزيز دور القطاع الخاص فى تحقيق التنمية الشاملة، ووافق المجلس التنفيذى لمؤسسة التمويل الدولية - الذراع المعنية بالقطاع الخاص بمجموعة البنك الدولى - بالإجماع فى يوليو 2017 على إقامته بحيث يكون أضخم مشروع لإنتاج الطاقة الشمسية على مستوى العالم، وقام بتمويله بقيمة 653 مليون دولار، ضمن القيمة الاجمالية البالغة للمشروع والبالغة 2 مليار دولار لتوليد طاقة كلية تصل إلى 1600 ميجاوات، وبمشاركة البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية وعدد كبير من الشركات العالمية الكبرى.
وأكدت سحر نصر، على أن هذا المشروع يعكس بوضوح ثقة مؤسسات التمويل الدولية وشركاء التنمية من الاقتصادات العالمية الكبرى فى الاقتصاد المصرى وآفاق النمو المتوقعة له فى الفترة المقبلة، كما يأتى المشروع مواكبًا للخطوات غير المسبوقة التى اتخذتها الحكومة لخلق بنية تشريعية حديثة لجذب الاستثمارات الخارجية وتعظيم الانتفاع بالفرص الواعدة التى يتيحها الاقتصاد المصرى وتنمية مشروعات البنية الأساسية.
وأشارت وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى، إلى أن هذا المشروع يعكس كذلك التزام مصر دوليًا بتعهداتها بشأن الاتفاقات الدولية لتغير المناخ، وإقليميًا فى إطار خطة تحول مصر لمركز محورى للطاقة فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، ووطنيًا من خلال دعم هدف توليد 20% من الكهرباء من الطاقة النظيفة بحلول عام 2022.
وقال ميرزا حسن عميد مجلس المديرين التنفيذيين والمدير التنفيذى بالبنك الدولى، لـ" اليوم السابع"، إن مشروع الطاقة فى بنبان بصعيد مصر من أفضل المشروعات التى نفذها البنك فى العالم، مضيفا: كان رئيس البنك الدولى السابق كيم جيم يتحدث عن هذا النموذج فى كل محاضرة حيث نجحت الجهود فى جذب حوالى 15 مستثمرا للعمل فى المشروع الخاص بالطاقة الشمسية وبسعر6 سنت للكيلو وات وهو سعر مميز .
أضاف ان نجاح تنفيذه يفتح المجال لتمويل مشروعات مماثلة فى مصر وغيرها من البلدان .
وتساهم مجموعة البنك الدولى فى دعم مصر فى مجال الطاقة بقيمة 1.8 مليار دولار ومن أبرز المشروعات مشروع تطوير طاقة الرياح بقيمة 219.7 مليون دولار، ومشروع جنوب حلوان بقيمة 585.4 مليون دولار، ومشروع توصيل الغاز للمنازل بقيمة 300 مليون دولار، اضافة إلى قيام مؤسسة التمويل الدولية بدعم مشروع الطاقة الشمسية بأسوان بقيمة 653 مليون دولار.
وبدوره كشف الدكتور أيمن حمزة، المتحدث الرسمى باسم وزارة الكهرباء، إن مشروع محطات الطاقة الشمسية فى منطقة بنبان سيوفر نحو 20 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
وقال فى تصريح لـ" اليوم السابع"، إن المشروع غيّر وجه المنطقة ووجه أنظار العالم إليها، حيث أصبحت جاذبة للاستثمار فى ظل ما شهدته من بنية تحتية ضخمة وازدواج للطريق الرئيسى بجانب إنشاء مدرسة فنية صناعية متخصصة فى الطاقة بمنطقة المشروع لتخريج كوادر للعمل به وفق توجيهات الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء.
وقال حمزة إن هناك 32 شركة تستثمر هناك باجمالى استثمارات تقدر بحوالى 2 مليار دولار، ويبلغ اجمالى إنتاجها نحو ١٥٠٠ ميجا وهو رقم هائل حيث ان انتاج السد الاعلى ٢١٠٠ ميجا .
وأوضح أن التعاون مستمر مع البنك الدولى ومع مؤسسات التمويل فى مختلف المشروعات خاصة مجال الطاقة فى ظل النجاح الكبير فيه .
وأشار أيمن حمزة إن المشروع يستهدف إقامة 32 محطة توليد للطاقة الشمسية النظيفة على مساحة 8 آلاف و434 فدانا، موضحا أن إجمالى المحطات التى تم ربطها حتى الوقت الراهن نحو 17 محطة حيث سيكتمل المشروع فى سبتمبر المقبل بإجمالى 32 محطة بحجم طاقة يبلغ 1465 ميجا وات.
وأشار إلى أنه تم الانتهاء من إقامة 4 محطات محولات وهى بنبان 1، بنبان 2، بنبان 3، بنبان 4، وتعمل كل منها بجهد 22/220 كيلو فولت، لاستقبال الطاقة النظيفة المولدة وتحويلها إلى الشبكة الموحدة للكهرباء،قبل اكتمال محطات الطاقة نفسها وهو كان موضع إشادة كبيرة .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة