تحدث الكاتب الصحفى خالد صلاح، رئيس مجلس إدارة وتحرير "اليوم السابع"، عن الإمام مالك رضى الله عنه، وسر مقولة "لا يفتى ومالك فى المدينة"، موضحًا أن الدولة الأموية كانت تحارب كل الفقهاء المعارضين لها، كما لعبت السياسة دورًا كبيرًا لأن يكون الإمام مالك مقدم عن من دونه من فقهاء المدينة ومنهم الإمام جعفر الصادق رضى الله عنه.
وقال خالد صلاح، خلال برنامجه الإذاعى "صالون مصر"، على إذاعات راديو النيل والتى تضم (ميجا FM، وهيتس، وشعبى FM، ونغم FM)، : "يا جماعة أنا بحب جدًا الإمام مالك رضى الله عنه، لكن يعنى إيه لا يفتى ومالك فى المدينة..وإزاى اتحسمت واتقفلت بالضبة ومفتاح إن مفيش غير الإمام مالك اللى يفتى فى المدينة.. هو انتوا مش عارفين حضراتكم إن دا جزء من البروباجاندا السياسية اللى تعرض لها كل الفقهاء اللى عارضوا الدولة الأموية.. ودى مسألة واضحة جدا فى التاريخ.. لأنه فى المدينة المنورة فى هذا التوقيت بشهادة الإمام أبو حنيفة النعمان واحد من أفقه أهل الأرض وهو الإمام جعفر الصادق، اللى شهد له الإمام أبى حنيفة النعمان، وكان يعيش فى المدينة فى المنورة.. طيب ليه اتقال لا يفتى ومالك فى المدينة؟.. دا كان جزء من عمليات مستمرة لتهميش كل الفقه الذى لا يتفق مع الدولة الأموية أو الذى لا ينتمى إلى آل بيت النبى فى هذا المقام".
وواصل خالد صلاح قائلًا : "وبالتالى بعد سنوات كبيرة جدا من الخلافات السياسية والفقهيه، حسب فقه الإمام جعفر الصادق على أنه فقه شيعى واتحسب فقه الإمام مالك على أنه سنى، حتى جاء الأزهر عام 59 بقرار جريء وشجاع ومحترم للإمام الأكبر آنذاك الإمام الشيخ شلتوت واعتبر أن الفقه الجعفرى هو جزء من الفقه الإسلامى السنى واعتبره مذهب خامس، وصحيح كان مجرد قرار شكلى ومخدش عند جموع المسلمين تأثيراته لكنه كان فقه سنى خالص ولم يصنف فقه شيعى أبدأ إلا فى سنوات الفتنة التالية، وبشهادة الإمام أبى حنيفة النعمان، كان الإمام جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ الباقر بنِ عَلِيٍّ زين العابدين بْنِ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنهم أجمعين، يعنى سلسلة من المجد فى النسب والعلم الذى يعترف به آل البيت واحد من أئمة مذاهب اهل السن والجماعة الإمام أبى حنيفة النعمان الذى يتزامن وجوده مع وجود جعفر الصادق، ثم تلاهم الإمام مالك رضى الله عنهم، ومش بقول إن الإمام مالك عمل حرب بروباجندا ضد الإمام جعفر الصادق".
وأضاف: " لكن أقول لك أن الدولة الأموية قامت بحرب ضروس ضد الفقه الجعفري والعائلة ولم تشأ أن يكون لأئمة أهل البيت أى دور فى الفقه أو السياسية حتى لا يلتف حوله الناس، لدرجة أنهم ألفوا قصص خيالية عن عبقرية الإمام مالك فى الحكم وبعضها يصل لحد المعجزات، وهو طبعا عبقرى وله كل المقام والاحترام والتقدير، فمثلًا هناك قصة تروى أنه قيل لا يفتى ومالك فى المدينة، لأن كان هناك لغز لم يحله غيره، وهو ان امرأة من نساء المسلمين تغسل امرأة متوفاة فلصقت يديها فى منطقة العفة عندها.. ومرضيتش تطلع، الله اكبر.. شوف القصص لما تشتعل وتاخد أبعاد إعجازية..شوف الخيال، وسألوا الناس، إن هذه المرأة يدها لصقت بمنطقة العفة عند المتوفاة، وهذه المتوفاة لا تدفن ولا الست عارفة تطلع إيديها.. قصص من اللى بيحبها القرويون السذج.. فراحوا للإمام مالك، فسأل ماذا قالت وهى تغسل هذه المنطقة، فقالت هذه السيدة طالما عصى هذا الفرج الله واتهمتها فى شرفها وهى ميتة، فالتصقت يدها فى منطقة العفة، فقال الإمام مالك تجلد 80 جلدة لأن هذا قصف للمحصنات، فجلدت واتفكت يدها.. الله أكبر ..الله أكبر تكبير.. هذا النوع من القصص القروى هى التى كانت ترافق كثيرا جدا من العلماء الكبار، والسياسيين كانوا يطلقون هذه القصص والخرافات عشان يمجدون عالم دون عالم، وهذا جزء من الدعاية".
وتابع خالد صلاح: "مش بفترى وأقول دى قصص خرافية، فكل اللى روى هذه القصص حكموا بضعفها وأنها غريبة ومفيش حد قال أبدا إن هذه القصة حقيقية، وبالتالى فالإمام مالك إمام له احترام وتقدير لكن السياسة لعبت دورا لأن يكون هو مقدم عن غيره من فقهاء المدينة ومنهم الإمام جعفر الصادق رضى الله عنه من آل البيت وهذا شيء وشرف عظيم، لكن لعن الله هذه السياسة التى كسرت علماء وأحيت علماء آخرين، وأطلقت قصص خرافية حول علماء لم يخترعوا هذه القصص أبدأ، وشكرا لله تعالى من فوق سبع سماوات ، أن الراحل العظيم الشيخ محمود شلتوت أعاد للفقه الجفعرى مجده ومكانته.. وبالتالى إذا كان لا يفتى ومالك فى المدينة فلا يفتى وجعفر الصادق فى المدينة، ويمكن الاعتماد على هذا الفقه الجعفرى اللى كله براح وروح مختلفة، وياريت نبقى نلقى نظرة عليه لأنه فقه معترف بيه من الأزهر رسميا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة