أعلنت سلطنة عمان رسميا دخولها على خط الوساطة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران لتهدئة الأوضاع فى المنطقة.
وقال وزير الخارجية العمانى يوسف بن علوى، إن بلاده تسعى جاهدة، لتهدئة التوتر فى الأزمة الحالية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، مشيراً إلى خطورة وقوع حرب يمكن أن تضر العالم بأسره وأكد أن طهران وواشنطن تدركان خطورة الانزلاق أكثر من هذا الحد.
وأشار بن علوى فى تصريحات صحفية، الجمعة، أن بلاده إلى جانب أطراف أخرى تسعى جاهدة لتهدئة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، مؤكدا وجود اتصالات مكثفة في هذا الخصوص، داعيا المجتمع الدولى إلى بذل جهد تشترك فيه سلطنة عمان لمنع المخاطر قبل وقوعها.
وتوقف وزير الخارجية العمانى فى طهران، الاثنين الماضى، فى طريقه إلى لندن، والتقى وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف.
وعن هذا اللقاء قال إنه استمع إلى وجهة نظر الإيرانيين وعدم رغبة طهران فى الدخول فى حرب.
ويصعد المسؤولون الإيرانيون إعلاميا عبر إطلاق تصريحات تحمل تهديد ووعيد منذ تصاعد التوتر بين واشطن وطهران، وتسعى إيران لتهدئة الأوضاع فى المنطقة والاستعانة بالوساطة العمانية لتخفيف التوتر مع الولايات المتحدة الأمريكية بعد التحركات العسكرية الجدية للولايات المتحدة فى الخليج.
وساهمت سلطنة عمان فى التمهيد لمفاوضات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران لتخفيف التوتر، ونقلت تقارير إعلامية إيرانية أن الوزير العمانى يوسف بن علوى ناقش خلال زيارته الأخيرة إلى طهران مسائل إقليمية ودولية مع نظيره محمد جواد ظريف، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
ولعبت سلطة عمان دورا مهما فى الوساطة بين الولايات المتحدة وإيران اللتين انقطعت العلاقات الدبلوماسية بينهما فى عام 1980، وسلطنة عمان هى إحدى دول الخليج العربية التى تحافظ على علاقات جيدة مع كلا البلدين، بينما يدب خلاف ممتد بين واشنطن وطهران بسبب برامج إيران النووية والصاروخية.
فيما أكدت تقارير إعلامية أن يوسف بن علوي الوزير المكلف بالشؤون الخارجية فى سلطنة عمان نقل إلى وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف رسالة أمريكية بعد التوتر الأخير، موضحة أن فحوى الرسالة عكس مدى الجدية الأمريكية فى الذهاب إلى أقصى حدود التصعيد مع إيران فى حال أقدمت على أى عمل ذى طابع عدائى تجاه الولايات المتحدة أو حلفائها فى المنطقة.
وأبدت واشنطن فى الرسالة رغبة فى التفاوض مع طهران استنادا إلى شروط معيّنة.
وستعقد قمم خليجية وعربية وإسلامية الأسبوع المقبل لبحث التصعيد الأخير فى منطقة الخليج العربى.
وتصاعدت حدة التوتر، بعدما عززت واشنطن وجودها العسكرى فى الشرق الأوسط، بما فى ذلك إرسال حاملة طائرات، وقاذفات بى -52، وصواريخ باتريوت، وذلك فى مواجهة تهديدات إيرانية للقوات والمصالح الأمريكية فى المنطقة.
وكان وزير الدفاع الأمريكى بالوكالة باتريك شانهان قد قال إن التحرك العسكرى فى الخليج العربى استهدف ردع إيران لا شن حرب ضدها.
وتحتاج التسوية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران إلى إيجاد ضمانة لوقف التدخلات الإيرانية فى شؤون العرب والتوقف عن دفع وكلائها فى المنطقة للعبث بأمن واستقرار دولنا العربية وخاصة فى اليمن والعراق وسوريا.
وتحشد طهران حفائها فى اليمن ولبنان والعراق وسوريا لدعمها فى أى مواجهة مع الولايات المتحدة الأمريكية فى المنطقة، وذلك عبر تحريك أذرعها ووكلائها فى هذه الدول لاستهداف المصالح الأمريكية، وكانت البداية بجس نبض واشنطن باستهداف سفارتها فى بغداد بصواريخ كاتيوشا.
ولعبت سلطنة عمان فى السابق دور الوسيط فى أكثر من ملف من ضمنها ملف الأزمة اليمنية وقبله الملف النووى الإيرانى الذى وقعته طهران مع القوى الست الكبرى عام 2015. كما استضافت العديد من المحادثات السرية والعلنية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة