تحبس دول المنطقة أنفاسها، خوفا من تصعيد عسكرى بين الولايات المتحدة وإيران ينعكس بشكل سلبى على أمن واستقرار المنطقة، ويدفع نحو صدام بين الطرفين على الساحة العربية وخاصة فى العراق التى تعد أحد أبرز معاقل النفوذ الإيرانى داخل دولنا العربية.
تكثف سلطنة عمان من تحركاتها الدبلوماسية بقيادة وزير الخارجية يوسف بن علوى الذى يتحرك بين طهران والخليج لتهدئة الأوضاع ونزع فتيل الأزمة بين الولايات المتحدة وإيران، وتجنيب المنطقة تصعيد عسكرى خطير يهدد الأمن والسلم الدوليين.
قام وزير خارجية سلطنة عمان يوسف بن علوى بزيارة خلال الأيام الماضية العاصمة الإيرانية طهران، لنقل رسالة الولايات المتحدة الأمريكية إلى الجانب الإيرانى، والتى تشير تقارير إخبارية إلى أنها تحمل تهديدات شديدة اللهجة إلى طهران.
واتخذت إيران خط التصعيد الإعلامى وجس نبض واشنطن عبر تحركات يقوم بها وكلاء طهران فى دولنا العربية، والرهان على التحركات العمانية للوساطة مع الولايات المتحدة، لكن الإدارة الأمريكية بعثت برسائل شديدة اللهجة إلى طهران وهو ما أثار تخوف النظام الإيرانى.
وتحتاج التسوية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران إلى إيجاد ضمانة لوقف التدخلات الإيرانية فى شؤون العرب والتوقف عن دفع وكلائها فى المنطقة للعبث بأمن واستقرار دولنا العربية وخاصة فى اليمن والعراق وسوريا.
وتواجه الوساطة العمانية تحديات كبيرة للوصول لنقاط اتفاق مشتركة بين واشنطن وطهران، وخاصة فى محاولة كسب النظام الإيرانى لجماهيرية بتحدى الولايات المتحدة الأمريكية، فضلا عن مواصلة طهران لتحريك أذرعها فى اليمن لاستهداف المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، وإحداث بلبلة فى حركة السفن التجارية فى الخليج العربى.
فيما تتحرك الحكومة العراقية برئاسة عادل عبد المهدى فى مسار مواز للتحركات التى تقوم بها سلطنة عمان، وذلك عبر اللجوء للتهدئة بين واشنطن وطهران خوفا من تحول العراق إلى ساحة صراع طويلة الأمد بين الدولتين.
وتبنى رئيس الجمهورية العراقية الدكتور برهم صالح نهج الحياد فى التصعيد الإيرانى - الأمريكى، وأقرت القوى السياسية العراقية بحضور زعماء كافة القوى السياسية والعسكرية بعدة مبادىء، تمهيدا لتوقيع ميثاق شرف يلزم بالحياد إزاء الصراع الأمريكى الإيرانى فى المنطقة، وذلك فى وقت يرشّح فيه رئيس الحكومة العراقية عادل عبدالمهدى بلاده للعب دور الوساطة بين طهران وواشنطن، وهو الدور الذى يصعب تحقيقه فى الوقت الراهن بسبب وجود حلفاء ووكلاء لحكومة إيران فى الأراضى العراقية، وهو يمكن أن يفسد أى تحرك عراقى يستند إلى الحيادية لنزع فتيل الأزمة بين واشنطن وطهران.
واستضافت الرئاسة العراقية، منذ أيام، سلسلة اجتماعات شارك فيها رئيس الحكومة العراقية عادل عبدالمهدى ورئيس البرلمان محمد الحلبوسى، وكبار المسؤولين والقادة السياسيين وزعماء الكتل ورؤساء الأحزاب وقيادات فى تشكيلات مسلحة عراقية، لتجنيب العراق تداعيات أى صدام مسلح بين الولايات المتحدة وإيران.
التحركات التى تقودها الرئاسة العراقية تتزامن مع تحذيرات أطلقها الزعيم الشيعى مقتدى الصدر، والذى حذر من الزج بالعراق فى أى حرب بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، رافضا أن تكون بلاده ساحة صراع بين واشنطن وطهران.
وأكد مقتدى الصدر أن أى طرف يعمل على توريط العراق فى أى مواجهة محتملة بين الولايات المتحدة وإيران سيكون عدوا للشعب العراقى، مشددا على ضرورة تجنيب العراق تداعيات مثل هذه الصراعات فى المنطقة.
وتحتاج الوساطة العمانية - العراقية لرغبة إيرانية جدية فى التراجع عن السلوك العدوانى تجاه الدول العربية، وتوفير طهران للضمانة اللازمة للجم أذرع إيران فى المنطقة وضبط سلوكها العدوانى والتخريبى ضد دول المنطقة.
وتحشد طهران حفائها فى اليمن ولبنان والعراق وسوريا لدعمها فى أى مواجهة مع الولايات المتحدة الأمريكية فى المنطقة، وذلك عبر تحريك أذرعها ووكلائها فى هذه الدول لاستهداف المصالح الأمريكية، وكانت البداية بجس نبض واشنطن باستهداف سفارتها فى بغداد بصواريخ كاتيوشا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة