الأهلى والزمالك.. حالة خاصة جداً على الساحة الكروية فى مصر.. حالة تحتاج لدراسات عديدة.. حالة إذا تحدثنا عنها فلن نجد ما يكفى من "حكاوى"، ما أشبه الليلة بالبارحة، اليوم مثل الأمس لا جديد، فمهما تمر السنوات تبقى المنافسة على لقب الدورى منحصرة بينهما.
صحيح أن الزمالك على مدار تاريخه لم يحظى بنفس الكم من حصد بطولة الدورى مقارنة بالأهلى الذى يتفوق كثيراً اعتمادًا على شعبيته الكبيرة ويواصل هوايته دائما من خلال الظفر بلقبها طوال الوقت وتخرج من بين يده فى مواسم قليلة جداً، إلا أن أبناء القلعة البيضاء سيظلون القطب الثانى للكرة المصرية لما يتملكه النادى من شعبية جارفة أيضًا، بالإضافة لكونه أكثر الأندية حصولاً على الألقاب بعد أبناء القلعة الحمراء.
الصراع التاريخى بين الأهلى والزمالك فى ملعب الدورى الممتاز يشبه كثيرا أحداث مسلسل Game of Thrones ، أحد أهم الأعمال الدرامية الأجنبية التى استطاعت أن تجذب أنظار الكثير وبناء قاعدة جماهيرية كبيرة داخل البلدان العربية خلال الفترة الأخيرة ، فبعيدا عن نهاية المسلسل التى لاقت انتقادا كبيرا من المتابعين ، فلك أن تتخيل كم نسب المشاهدة لهذا المسلسل الذى احتل التلفاز والانترنت تحديدًا، هنا أنا لا أقارن بين شعبيته مع قطبى الكرة المصرية، بقدر الحديث عن فكرة المنافسة الدائمة بينهما على عرش القمة فى الدورى خلال الموسم الحالى، والتى أصبحت تشبه أيضاً الصراع الدائر بين دراما مسلسلات رمضان.
سريعاً، فإن المسلسل يندرج تحت مسميات كثيرة منها الأكشن والفانتازيا ، الدراما التاريخية، الاثارة والتشويق، حيث إنه يحكى عن عدة عوائل تتصارع على عرش المملكة، وتحدث العديد من المفاجآت فيما بعد، وهو ما ينطبق تحديدًا على الموسم الكروى الحالى والذى يلفظ أنفاسه الأخيرة، فقد شهد هذا الموسم العديد من المفارقات العجيبة والتى تحدث لأول مرة منذ سنوات بعيدة، حيث إن لقب الدورى مازال حتى الآن عالقا بين الأهلى والزمالك ولا يعرف أحدا صاحب هوية البطل، بالإضافة إلى ظاهرة بيراميدز والحالة التى افتعلها بدخوله بؤرة المنافسة بقوة بعد التعاقد مع كوكبة من اللاعبين الجيدين، لدرجة أنه بات أكثر قدرة من القطبين فى الحصول على صفقات مدوية، كما أنه تفوق عليهما فى المواجهات المباشرة.
لم تتوقف حالة الصراع بالدورى عند محطة ثلاثى القمة فقط، بل إن المنافسة احتدمت بين أكثر من 10 أندية للهروب من دوامة الهبوط إلى الدرجة الثانية أو دورى المظاليم، كما يطلق عليه، ناهيك عن دخول أكبر عدد من الحكام الأجانب لإدارة مباريات في المسابقة المحلية، وهو مالم يحدث على المدار التاريخى للبطولة، وأضف إلى ذلك حالة عدم القدرة أو الاستقرار من جانب لجنة المسابقات على جدول ثابت للمباريات، مما وضع المسابقة على حافة التهديد بالإلغاء طوال الوقت بسبب اعتراض العديد من الأندية على رأسها الأهلى والزمالك وبيراميدز، وأخيراً بتروجت وحرس الحدود، وغيرها من الأحداث الساخنة الأخرى وأبرزها حالة التعصب الكروى التي طالت الجميع سواء جماهير أو مدربين أو لاعبين سابقين وحاليين داخل ساحات المستطيل الأخضر أو فى ملعب "السوشيال ميديا".
نعود بالحديث إلى حالة الصراع على عرش قمة الدورى، لأنه الأكثر سخونة حاليا من أية أحداث أخرى طرأت على هذا الموسم، فقد جاء تعادل الأهلى مع الإسماعيلى بهدف لكل فريق بمثابة "زلزال" لكل أحلام الجماهير الأهلاوية التى كانت تمنى النفس للفوز والابتعاد بالصدارة أكثر وأكثر على أمل تعثر الزمالك في أي مباراة من مؤجلاته لحسم اللقب قبل الجولة الأخيرة بينهما بالمسابقة، في حين زادت مساحة الأمل لدى الجماهير الزملكاوية وبات فرصتهم رقميا هى الأقوى حاليا.
بنظرة سريعة لموقف الفريقين وفقاً للمباريات المتبقية لكل فريق فإن الفرصة متاحة للأهلى والزمالك لحصد اللقب ، إذ يحتل الأحمر القمة برصيد 74 نقطة، في حين يحتل الأبيض المركز الثالث برصيد 66 نقطة، ويتبقى مباراتين لأبناء مختار التتش أمام المقاولون والزمالك، بينما يتبقى للأبناء ميت عقبة 5 مباريات أمام الإنتاج الحربى والجونة وحرس الحدود والإسماعيلى والأهلى، وإذا استمر الفريقين في الفوز خلال المباريات المتبقية ستكون الكلمة العليا لمباراة القمة، ووقتها فوز طرف على حساب الآخر يعنى حسمه اللقب، بينما يصب التعادل في مصلحة القلعة البيضاء.
الوضع الحالى لشكل المنافسة على اللقب يقودنا إلى طرح عدة أسئلة:
-هل ينتهى الدورى على طريقة مسلسل صراع العروش بنهاية لا تعجب الجماهير؟
-هل يستمر الصراع حتى آخر نفس؟ أم يتقمص أحد الناديين شخصية هوجان وينهى الصراع قبل الجولة الأخيرة؟
-هل ينجح الأهلى فى الحفاظ على اللقب بـ"كلبش" ؟ أم يستطيع الزمالك قلب الطاولة والفوز باللقب بـ"لمس أكتاف"؟
لن يستطيع أحداً الإجابة على تلك الأسئلة سوى ناديى الأهلى والزمالك، فالطرف الذى سيكون أكثر هدوءً خلال المرحلة المقبلة على جميع المستويات، إدارياً وفنياً ونفسياً، بكل تأكيد اللقب سيتجه إليه مباشرة.. نحن لمنتظرون
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة